يُعرَّف سرطان المريء بانتشار وتكاثر خلايا خبيثة في المريء، وتعد سرطانه الخلايا الحرشفية والسرطانة الغدية من الأنواع الشائعة لسرطان المريء. ويحدث ذلك نتيجة النمو والانقسام غير المحدود لخلايا المريء المتحولة.
تشمل عوامل خطر الإصابة بسرطان المريء مريء باريت والذكور والسمنة والتدخين واستهلاك الكحول. وغالبا تظهر أعراض سرطان المريء عند وصول السرطان إلى مراحل متقدمة. عادة، يشكو بعض المرضى من عسر البلع والتي تصبح أسوء مع مرور الوقت، وقد تشمل الأعراض الأخرى فقدان الوزن غير المقصود وحرقة المعدة والسعال المزمن والالتهاب الرئوي والبلع المؤلم.
تستخدم طرق متعددة لتشخيص سرطان المريء وتتضمن الرجوع إلى التاريخ الطبي للمريض وإجراء الفحص البدني، واختبارات التصوير، مثل: التصوير المقطعي المحوسب، وإجراءات التنظير مثل التنظير المعدي المعوي العلوي، وفحوصات المختبر كالتعداد الكامل لخلايا الدم. وتختلف طريقة معالجة سرطان المريء اعتماداً على مرحلة ونوع السرطان، وموقع الورم وحالة المريض الصحية، ويوجد مجموعة خيارات لعلاج سرطان المريء، مثل: الجراحة (استئصال المريء)، والعلاج بالأشعة، وأدوية العلاج الكيميائي التي تؤخذ إما فموياً أو عن طريق الوريد، والعلاج الموجه والمعالجة بالتنظير.
تنتج مضاعفات سرطان المريء عادة من العلاج، وتتضمن مضاعفات العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي التعب والغثيان والقيء. تشمل المضاعفات الناتجة عن الجراحة عادة التسربات والتغيرات الصوتية وتأخر إفراغ المعدة وارتداد الحمض. ويمكن تقليل خطر حدوث سرطان المريء من خلال إجراء تغييرات نمط الحياة، مثل: تجنب التدخين واستهلاك الكحول، والحفاظ على وزن صحي، ويمكن أن يؤدي علاج مريء باريت إلى تقليل الإصابة بسرطان المريء.
يعتمد مآل سرطان المريء على عوامل مثل الكشف عن مرحلة السرطان. ويمثل معدل البقاء على قيد الحياة بشكل عام 5 سنوات عند المصابين وتتراوح من 5٪ إلى 30٪. يعد سرطان المريء ثامن أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم وسادس أعلى سبب للوفاة السرطان. وفقاً لصندوق أبحاث السرطان العالمي الدولي، تم تشخيص 456,000 حالة جديدة من سرطان المريء في عام 2012، وهو ما يمثل 3.2٪ من جميع أنواع السرطان.
يعرف سرطان المريء بالتكاثر الخبيث لخلايا المريء التي تبدأ من الطبقة الداخلية من الخلايا داخل تجويف المريء، والتي تنمو نحو الخارج.
تعد سرطانة الخلايا الحرشفية والسرطانة الغدية من أكثر الأنواع الشائعة لأورام المريء الخبيثة.
تبدأ هذه السرطانات في الخلايا الحرشفية التي تشكل البطانة الداخلية للمريء، يمكن أن تحدث السرطانات في أي مكانٍ على طول المريء ولكن تميل إلى أن تتطور في الجزء العلوي والأوسط من المريء.
تنشأ هذه السرطانات في الخلايا الغدية المنتجة للمخاط في بطانة المريء، وتبدأ في الجزء السفلي من المريء، وهي النوع الأكثر شيوعاً من سرطان المريء.
تشمل الأورام الخبيثة النادرة للمريء سرطانة مغزلية الخلايا والأورام اللمفاوية والأورام الميلانينية والأورام الساركومية.
لا يوجد سبب محدد لسرطان المريء. وينشأ سرطان المريء عند حدوث طفرات في الحمض الريبي النووي المنزوع الأوكسجين لخلايا المريء، وتسبب هذه الطفرات نمو الخلايا بشكل غير طبيعي وانقسام الخلايا المتحولة. ينتج الورم عن تجمع الخلايا المتحولة في المريء، والتي قد تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تشمل عوامل خطر الإصابة بسرطان المريء ما يلي:
يعمل تعرض خلايا المريء المتكرر للمواد المهيجة على تدمير الحمض الريبي النووي منزوع الأوكسجين لهذه الخلايا والذي يمكن أن يؤدي إلى انتشار بنحو غير طبيعي للخلايا عن طريق تفعيل الجين الورمي وكظم الورم الجيني كابت.
مراحل سرطان المريء
لا يسبب سرطان المريء، عادة، في مراحله الأولى أيَّ علامات أو أعراض التي تظهر غالباً عند وصول السرطان لمراحل متقدمة.
يعاني مرضى سرطان المريء عادة من عسر البلع والتي تصبح أسوء مع مرور الوقت، وتبدأ من الأغذية الصلبة ثم الأغذية نصف الصلبة ثم السوائل.
يمكن أن يُعاني المرضى من ألم في الصدر خلف القص وفقدان الوزن غير المقصود وحرقة المعدة والسعال المزمن والالتهاب الرئوي والبلع المؤلم.
يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى لسرطان المريء بحة في الصوت والتقيؤ والفواق (الحازوقة) وألم العظم، ونزيف في المريء ويُكشف عنه بوجود دم في البراز ويمكن أن يؤدي أيضا إلى فقر الدم الناتج عن نزيف المريء.
يبدأ تشخيص سرطان المريء بأخذ التاريخ المفصل للمريض والقيام بالفحص البدني، ويمكن أن يكون الفحص البدني غير مفيد باستثناء حالات (النقيلي) والتي توجد بتضخم الكبد أو تضخم العقد اللمفاوية، ويتم إحالة المرضى الذين يظهرون نتائج فحص البدني غير الطبيعي لعلاج إضافي.
تستخدم اختبارات التصوير لتحديد مرحلة سرطان المريء، وتشمل:
لا يستخدم التصوير المقطعي المحوسب لتشخيص سرطان المريء عادة. على أية حال، يمكن أن يُستخدم للتعرف على موقع السرطان و مدى انتشاره والبنى القريبة منه.
يستخدم التصوير المقطعي المحوسب لتوجيه خزعة بالإبرة الى المنطقة المشتبه انتشار السرطان فيها.
يمكن أن يستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للكشف عن نقائل العقد اللمفاوية البعيدة الخفية (النقائل المخفية أو الصعب رؤيتها)، وعمَّا إذا انتشر السرطان إلى العظام.
يعد التنظير الداخلي فائق الصوت الأفضل حساسية ويستخدم للكشف عن عمق اختراق الورم، ووجود تضخم بالعقد اللمفاوية المحيطة بالمريء، العوامل المهمة لمراحل السرطان.
يظهر فحص ابتلاع الباريوم المناطق غير الطبيعية على سطح البطانة الداخلية للمريء وتقوم بالكشف عن السرطانات الصغيرة في وقت مبكر، حيث يتم هذا الفحص عندما يعاني المريض من صعوبة في البلع، ويمتاز هذا الفحص بالحساسية العالية ويكشف عن تضييق المريء والكتل داخل اللمعة ومن خلال هذا الفحص لا يمكن معرفة مرحلة السرطان ومدى انتشاره.
يمكن أن يفيد فحص ابتلاع الباريوم في دراسة التشريح البعيد للأورام الانسدادية التي لا يمكن الوصول إليها بالتنظير، ويمكن أن تستخدم في الكشف عن ناسور البلعومي للرغامي وهو ثقب في الأنسجة يفصل بين المريء والرغامى وتعد من المضاعفات الخطيرة لسرطان المريء وقد تؤدي إلى السعال المستمر والالتهاب الرئوي.
يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص الدماغ والحبل الشوكي، ولكنها غالبا لا تطلب لتحديد انتشار سرطان المريء.
تشمل هذه الإجراءات:
يسمح هذا الاختبار للطبيب فحص جدار المريء بوضوح وتحديد المناطق الغير طبيعية، كما يعطي معلومات حول حجم وانتشار الورم، والتي يمكن استخدامها للتأكد مما إذا كان يمكن إزالة الورم باستخدام الجراحة، كما يمكن أخذ خزعة أثناء التنظير وتحليلها.
يستخدم هذا الفحص للكشف عن السرطانات التي تؤثر على الجزء العلوي من المريء، ولتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الرغامى أو القصبات.
يسمح هذا الفحص للطبيب فحص العقد اللمفاوية والأجزاء الأخرى القريبة من المريء داخل الصدر من خلال تنظير الصدر أو البطن من خلال تنظير البطن باستخدام أنبوب مضيء مجوف.
تركز الفحوصات المخبرية لمرضى سرطان المريء على العوامل التي يمكن أن تؤثر على خيارات العلاج، وتشمل فحص تعداد كامل لعناصر الدم، وفحوصات لائحة الأيض الشاملة بالأخص للمرضى المدمنين على شرب الكحول، ويجب تقييم الحالة التغذية لمرضى عسر البلع.
تعتمد طريقة علاج سرطان المريء على مرحلة السرطان، وعلاقة الأعضاء الأخرى، وموقع الورم ونوع السرطان وقدرة المريض على تحمل العمليات الجراحية الكبرى والعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي والصحة العامة للمريض.
تعد الجراحة خياراً لبعض حالات سرطان المريء المبكرة لإزالة السرطان وبعض الأنسجة السليمة المحيطة بالورم. وفي بعض الحالات، تستخدم العلاجات الأخرى مثل العلاج الكيميائي و / أو العلاج الإشعاعي بالإضافة إلى الجراحة.
يعد استئصال المريء العلاج الجراحي الأكثر شيوعاً لسرطان المريء. يتم إزالة الجزء المستأصل من المريء بالإضافة إلى العقد اللمفاوية القريبة، وأحيانا يتم إزالة جزء من المعدة.
يمكن أن يستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان المريء. قد يستخدم العلاج الإشعاعي في حالات مختلفة:
يمكن أن يستخدم العلاج الإشعاعي بالترافق مع العلاج الكيميائي كطريقة علاج رئيسية، وغالبا للمرضى الذين ليسوا بصحة جيدة لتحمل الجراحة أو لأولئك الذين يرفضون الخضوع لعملية جراحية، ويمكن أن يستخدم العلاج الإشعاعي قبل الجراحة (مع أو بدون علاج كيميائي) لتقليل حجم الورم، ليسهل إزالته.
يمكن أن يستخدم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة ويمكن مع العلاج الكيميائي، لمحاولة تدمير أي خلايا سرطانية بقيت بعد العلاج لصغرها. وأيضاً يمكن أن يستخدم كعلاج ملطف، لتقليل أعراض سرطان المريء المتقدم، مثل: الألم والنزيف وصعوبة البلع.
يتم استخدام نوعين رئيسيين من العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان المريء هما العلاج الإشعاعي الشُّعاعـِي الخارجي، والعلاج الإشعاعي الداخلي وتسمى أيضا المعالجة الكثبية.
يعد العلاج الإشعاعي الشُّعاعـِي الخارجي النوع الأكثر شيوعا من العلاج الإشعاعي لمرضى سرطان المريء، حيث يُستخدم جهاز يوضع خارج الجسم لتركيز الأشعة على الخلايا السرطانية.
يتم وضع المواد المشعة داخل الجسم بالقرب من الخلايا السرطانية لمدة قصيرة من خلال المنظار.
تؤخذ أدوية العلاج الكيميائي فموياً أو من خلال الحقن وريدياً. يستخدم العلاج الكيميائي في أوقات مختلفة خلال علاج سرطان المريء. ويمكن أن يستخدم العلاج الكيميائي بعد الجراحة ويمكن مع العلاج الإشعاعي، لمحاولة تدمير أي خلايا سرطانية بقيت بعد العلاج لصغرها. ويمكن أن يستخدم العلاج الكيميائي قبل الجراحة (غالبا مع العلاج الإشعاعي) لتقليل حجم الورم، ليسهل إزالته. وأيضاً يمكن أن يستخدم كجزء من العلاج الملطف لتقليل أعراض سرطان المريء المتقدم، وفي هذه الحالات لا يستخدم العلاج الكيميائي لعلاج السرطان وإنما يساعد المرضى ليعيشوا حياة أطول.
فيما يلي أدوية العلاج الكيميائي الشائعة ومجموعات الدواء المستخدمة لعلاج سرطان المريء:
يمكن استخدام الأدوية الموجهة إما مترافقة مع العلاج الكيميائي أو وحدها إذا كان العلاج الكيميائي لا يفيد. وتشمل الأدوية الموجهة تراستوزوماب (المستخدم كثيراً) و راموسيروماب. إذ تستهدف هذه الأدوية البروتينات التي تعمل على نمو الخلية السرطانية وتُضعف نموها. يعد الضرر الذي يحدثه الدواء للخلايا الطبيعية محدود.
يمكن استخدام استئصال نسيج من الغشاء المخاطي بالتنظير لعلاج خلل التنسج، وهو نمو يزيد فرص الإصابة بالسرطان، وبعض سرطانات المريء الصغيرة والسرطان المبكرة. باستخدام هذه الطريقة، يتم إزالة جزء من بطانة المريء الداخلية.
تستخدم الأدوية المفعلة بالضوء في العلاج الضوئي الديناميكي لتدمير الخلايا السرطانية ويمكن أن تستخدم أيضا في علاج خلل التنسج، وهو نمو يزيد فرص الإصابة بالسرطان، ومريء باريت، وبعض سرطانات المريء الصغيرة بالمراحل المبكرة، وأيضا علاج السرطانات الكبيرة التي تمنع المريء. في هذه الحالة، لا يستخدم العلاج الضوئي الديناميكي لتدمير كامل السرطان بل لتدمير ما يكفي منه، لتحسين قدرة الشخص على الابتلاع.
يستخدم هذا الأجراء لعلاج خلل التنسج وقد يعمل على تقليل تطور السرطان في المنطقة، وتفيد الترددات العالية للتيار الكهربائي في تدمير الخلايا المحتملة للتسرطن.
يمكن أن يساعد هذا الإجراء على فتح المريء في حالة السرطان المتقدم لتحسين قدرة الشخص على البلع.
يمكن أن يساعد هذا الإجراء على فتح المريء في حالة السرطان المتقدم لتحسين قدرة الشخص على البلع.
يمكن أن يساعد هذا الإجراء على فتح المريء لتحسين قدرة الشخص على البلع.
يعد الإستنت أنبوب يوضع في المريء ليبقيه مفتوحاً.
يمكن أن تؤدي الأورام الخبيثة إلى نزيف المريء. كما يمكن أن تنتج المضاعفات من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والجراحة.
تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً التي يعاني منها المرضى الذين يخضعون للإشعاع ما يلي:
تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً التي يعاني منها المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي ما يلي:
تشمل المضاعفات المحتملة التي تواجه المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية ما يلي:
يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان المريء من خلال تغيير نمط الحياة مثل:
يعتمد مآل سرطان المريء على عوامل منها مرحلة الكشف عن السرطان. يمكن علاج سرطان المريء في معظم الحالات ولكن لا يتم الشفاء منه بشكل كامل إلا نادراً.كما أن معدل البقاء على قيد الحياة بشكل عام 5 سنوات في المرضى الذين يتبعون خطة علاج الطبيب وتتراوح من 5٪ إلى 30٪. أحيانا، وقد يتم الكشف عن المرض في وقت مبكر جداً عند بعض المرضى، إذ يكون لديهم فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.
وفي الغالب، يُعتقد بأنَّ مآل المرض للمصابين بالسرطانات الغدية أفضل بقليل من أولئك المصابين بسرطانة الخلية الحرشفية.
يعد سرطان المريء ثامن أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم وسادس أعلى سبب لوفاة من السرطان. وفقاً لصندوق أبحاث السرطان العالمي الدولي، تم تشخيص 456،000 حالة جديدة من سرطان المريء في عام 2012، وهو ما يمثل 3.2٪ من جميع أنواع السرطان. في جميع أنحاء العالم، 81 % من الحالات وجدت في أقل البلدان نمواً، وكانت أعلى معدلات الإصابة بالسرطان في آسيا وأفريقيا وأقل معدلات الإصابة في أمريكا الشمالية وأوروبا.