التهاب السحايا
نبذة عن المرض

التهاب السحايا هو التهاب يصيب الأغشية التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي. وتظهر مجموعة من الأعراض العامة على المريض المصاب بالتهاب السحايا وتشمل على: الحمى، الصداع، والرقبة المتيبسة. كما يظهر على المريض مجموعة من الأعراض الإضافية وتضم: الغثيان، التقيؤ، الحساسية تجاه الضوء، واضطرابات عقلية. يمكن أن يصيب التهاب السحايا حديثي الولادة والرضع، وفي حالة الإصابة من الممكن أن لا تظهر الأعراض السابق ذكرها على المريض أو تكون خفيفة لدرجة لا يمكن ملاحظتها، بينما تظهر على الرضيع المصاب بالتهاب السحايا الأعراض الآتية: التهيج، التقيؤ، فقدان الشهية، وظهور بقعة طرية على رأس الرضيع أو القيام بردود أفعال غير معتادة. يوجد ثلاثة أنواع من العوامل المعدية التي تسبب التهاب السحايا، وهي: البكتيريا، الفيروسات، والفطريات، كما يمكن أن يكون نتيجة لبعض العوامل غير المعدية، وهي: التفاعلات الكيمائية التي تحدث داخل الدماغ، حساسية تجاه الأدوية، وأنواع السرطانات والأمراض الالتهابية. تختلف حالة المريض المصاب بالتهاب السحايا، ففي بعض الحلات تكون الحالة خفيفة ويسترد المريض عافيته خلال أيام من خلال أخذ الأدوية المناسبة (تستخدم المضادات الحيوية في بعض الحالات وخاصةً إذا كان المريض مصاباً بالتهاب السحايا البكتيري) واتباع نصائح الطبيب، ومن الممكن أن تتطور الحالة ليصبح المرض مهدداً لحياة المريض. وتستخدم الفحوصات التشخيصية لتحديد مسبب الالتهاب، وتضم هذه الفحوصات: زراعة الدم، تصوير الرأس بالموجات فوق الصوتية، والبزل القطني. ويمكن منع حدوث بعض أنواع التهاب السحايا بواسطة استخدام لقاحات لأنواع معينة من التهاب السحايا البكتيري، كما أن اتباع ممارسات النظافة الجيدة من الممكن أن تساعد في الوقاية من الإصابة التهاب السحايا. وينتشر مرض التهاب السحايا حول العالم، وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاقة منها، فإن معدل الإصابة بالمرض في الدول النامية أعلى منه في الدول المتقدمة، يعدُّ التهاب السحايا وباءً دورياً في منطقة حزام التهاب السحايا الإفريقي.

التعريف

التهاب السحايا هو التهاب يصيب الأغشية السحائية التي تحمي وتحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، حيث يصيب العامل المعدي السائل المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، وعادةً ما يسبب تورم بالمنطقة المصابة.

 

الأنواع الفرعية

يوجد ثلاثة أنواع رئيسة لالتهاب السحايا وهي: التهاب السحايا البكتيري، التهاب السحايا الفيروسي، التهاب السحايا الفطري.

الأسباب

يوجد ثلاثة أنواع من الكائنات الحية الدقيقة التي تصيب السائل المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي وتسبب التهاب السحايا، وهي:

العدوى الفيروسية وهي المسبب الأكثر انتشاراً لالتهاب السحايا، ثم العدوى البكتيرية، ونادراً ما يكون السبب بسب عدوى فطرية.

- التهاب السحايا الفيروسي: وهو النوع الأكثير انتشاراً لالتهاب السحايا وعادةً ما يكون طفيفاً ويستطيع الجسم التغلب عليه. مجموعة الفيروسات المعوية وهي المسبب الأكثر شيوعاً للالتهاب السحايا الفيروسي. كما يمكن أن تسبب بعض الفيروسات الأخرى، مثل: فيروس الهربس البسيط، فيروس العوز المناعي البشري، النكاف، والفيروس النيلي الغربي وغيرها، التهاب السحايا الفيروسي.

- التهاب السحايا البكتيري: ويحدث بسبب البكتيريا الغزوية والتي تسبب التهاب السحايا البكتيربا الحاد من خلال الدخول إلى مجرى الدم ومن ثم تُحمل إلى أن تصل إلى الدماغ والنخاع الشوكي. وفي بعض الحالات يحدث التهاب السحايا البكتيري عندما تهاجم البكتيريا الغشاء السحائي مباشرةً، وتحدث هذه الإصابة من خلال التهابات الأذن أو الجيوب الأنفية، كسر في الجمجمة ونادراً ما يكون بعد بعض العمليات الجراحية. أكثر السلالات البكتيرية التي تسبب التهاب السحايا البكتيرية شيوعاً، هي:

البكتريا العقدية الرئوية (المكورات الرئوية): عادةً ما يسبب هذا النوع من البكتيريا الالتهاب الرئوي، أو التهاب الأذن والجيوب الأنفية، ولكن في بعض الحالات تسبب هذه البكتيريا التهاب السحايا. ويمكن الوقاية من الإصابة بهذا المرض عن طريق أخذ اللقاحات المناسبة.

البكتيريا النسيرية السحائية (المكورة السحائية): عادةً ما يسبب هذا النوع من البكتيريا التهاب الجهاز التنفسي العلوي، ولكن عندما تغزو هذه البكتيريا مجرى الدم فإنها تسبب التهاب السحايا بالمكورات السحائية. بشكل رئيسي يصاب بهذا النوع من التهاب السحايا المراهقون والشباب. من الممكن أن يسبب هذا النوع وباء ًمحلياً في مهاجع الكلية، المدارس الداخيلة والقواعد العسكرية. ويمكن الوقاية من الإصابة بهذا المرض عن طريق أخذ اللقاحات المناسبة.

البكتيريا المستدمية النزلية: واحدة من مسببات التهاب السحايا عند الأطفال هي البكتيريا المسدمية النزلية من النوع باء.  يمكن الوقاية من الإصابة بهذا المرض بشكل كبير عن طريق أخذ اللقاحات المناسبة.  

البكتيريا اللستيرية المستوحدة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة مثل: المرأة الحامل، حديثي الولادة،  وكبار السن هم الأكثر عرضاَ للإصابة بهذا النوع من البكتيريا. وتعدُّ اللستيرية بكتيريا غزوية تستطيع أن تمرَّ خلال الحائل المشيمي، إذا  حدثت العدوى خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل فإنَّ الجنين معرض لخطر الموت.

-التهاب السحايا الفطري: يعدُّ هذا النوع نادراً، ويؤدي إلى حدوث التهاب سحايا مزمن. في حالة الإصابة بالتهاب السحايا الفطري فإن العدوى لا تنتقل من شخص إلى آخر. غالباً ما يصاب الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة بالتهاب السحايا بالمختبئة المكورية. إذا لم يتلقَ المريض المصاب بالتهاب السحايا الفطري العلاج باستخدام الأدوية المضادة للفطريات فإن حالته الصحية ستسوء وتصبح حياته في خطر.

من الممكن أن تسبب بعض العوامل غير المعدية للإصابة بالتهاب السحايا، مثل: التفاعلات الكيمائية التي تحدث في الدماغ، حساسية تجاه الأدوية، وبعض أنواع السرطانات والأمراض الإلتهابية مثل الساركويد. 

عوامل الخطر

 يعد الأشخاص منقوصي المناعة أكثر عرضة للإصابة بأي من أنواع التهاب السحايا، وهناك عوامل خطر أخرى حسب المسبب للمرض وتضم:

  • التهاب السحايا البكتيري:
  • العمر: الرضع هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا البكتيري مقارنة بغيرهم من هم ضمن الفئات العمرية الأخرى.

 

  • العيش في بيئة مجتمعية: ينتشر مرض السحايا بسرعة كبيرة في المجموعات التي تمتلك عدداً كبيراً من الناس الذين يتشاركون بيئة العيش، ينتشر المرض عن طريق التنفس لذلك فإن الأشخاص الذين يعيشون معاً في مكان واحد ويتشاركون العديد من الأدوات همة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
  • الأشخاص الذين يتعاملون مع مسببات التهاب السحايا خلال عملهم: علماء المايكروبيولوجيا الذين يتعرضون لمسسبات مرض السحايا خلال عملهم لديهم احتمالية كبيرة للإصابة به.
  • تخطي المطاعيم: الأشخاص الذين لم يكملوا أخذ المطاعيم حسب جدول المطاعيم لديهم احمالية للإصابة باللتهاب السحايا أكثر من غيرهم.
  • السفر: السفر إلى أماكن محددة، مثل: الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى وبشكل خاص في موسم الجفاف، أو إلى مكة في موسم الحج السنوي أو لأداء فريضة العمرة، يزيد احمالية الإصابة بالتهاب السحايا بالمكورات السحائية التي تنتج عن البكتيريا المكورة السحائية.
  • التهاب السحايا الفيروسي:
  • الأطفال تحت سن الخامسة.
  • التهاب السحايا الفطري:
  • أطفال الخداج الذين يمتلكون وزناً متندياً هم عرضة للإصابة بمبيضات مجرى الدم التي تنتشر لتصل إلى الدماغ.
  • العيش في المناطق التي ينتشر فيها الإصابة بالتهاب الرئة الفطري الذي من الممكن أن يسبب التهاب السحايا الفطري.
فيسولوجية المرض

عدد كبير من حالات الإصابة بالتهاب السحايا تحدث بسبب العوامل المعدية، مثل: البكتيريا، الفيروسات، أو الفطريات التي تقوم بعمل مستعمرات أو إنشاء عدوى محلية في مكان آخر في جسم العائل. مواقع المستعمرات أو يصيب الجلد، البلعوم الأنفي، القناة التنفسية، القناة الهضمية، والقاناة التناسلية البولية. يمكن للعامل المعدي الوصول إلى الجهاز العصبي المركزي والتسبب بمرض التهاب السحايا بواسطة إحدى الطرق الثلاثة الرئيسة الآتية:

  • يغزو العامل المعدي مجرى الدم للجهاز العصبي المركزي وهذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً لانتشار أغلب العوامل المعدية. ويمز هذا الطريق كل من البكتيريا المكورات السحائية، البكتيريا المستخفية،  الزهري، المكورات الرئوية التي تسب جميعها التهاب السحايا.
  • الطريق الراجع العصبوني (مثال: الأعصاب الشمية والمحيطة). ونادراً ما ينشأ التهاب السحايا من الغزو عن طريق الخثرة الانتائية أو تآكل العظم العظمي من البنى المتلاصقة المصابة. قد يحدث التبذير السحائي أيضاً مع التلقيح البكتيري المباشر أثناء الصدمة، جراحة الأعصاب، أو الأجهزة. يمكن أن ينتقل التهاب السحايا عند حديثي الولادة عمودياً، والتي تنطوي على مسببات الأمراض التي استعمرت الأمعاء أو الجهاز التناسلي، أو أفقياً، من موظفي الحضانة أو مقدمي الرعاية في المنزل.
  • الانتشار المباشر المجاور (مثال: التهاب الجيوب، التهاب الأذن الوسطى). الامتداد المحلي من العدوى التي تحدث خارج الدماغ هو سبب شائع. تتبع مبسببات الأمراض واحدة من الطرق الآتية لتنتقل من الأذن الوسطى إلى الغشاء السحائي، وهي:
  • مجرى الدم.
  • سطوح النسيج المتشكلة (الحفرة الخلفية).
  • كسور العظام المؤقتة.
  • الأغشية النافذة البيضاوية أو المدورة لتجويف الأذن.

تنتج السحايا حائل بين مجرى الدم والدماغ لحماية الدماغ من الأجسام التي ينتجها جهاز المناعة. في الحالات الطبيعية يمنع هذا الحائل الجهاز المناعي من مهاجمة الدماغ. في حالة الإصابة بالتهاب السحايا فإن هذا الغشاء يتمزق، حالما يجد العامل المعدي طريقة إلى الدماغ، فإنه ينفصل عن الجهازي المناعي وينتشر ليصل إلى الدماغ.  وعندما يحدث هذا فإن الجسم يبدأ بمحاربة العدوى. وتبدأ الأوعية الدومية بتسريب السائل، كريات الدم البيضاء، وغيرها من الجسميات التي تكافح العدوى، وتسمح للمواد المتسربة بالدخول إلى غشاء السحايا والدماغ. ونتيجة لهذة العملية فإن الدماغ يتورم، ويؤدي في النهاية إلى تقليل جريان الدم إلى أماكن معينة من الدماغ،  وزيادة الأعراض سوءاً. وفي بعض الحالات الشديدة لالتهاب السحايا البكتيري فإن الحائل الذي يفصل المجرى الدم عن الدماغ يتمزع كلياً ويسبب الانتشار الواسع للقشري. 

العلامات والأعراض

تصنف علامات وأعراض التهاب السحايا حسب العمل المعدي المسسب للمرض ويضم:

التهاب السحايا البكتيري

تشمل الأعراض الرئيسية:

  • الإصابة بالحمى بشكل مفاجىء.
  • الصداع.
  • تيبس الرقبة.

وغالباً ما تظهر بعض الأعراض مثل:

  •  الغثيان والتقيؤ.
  • زيادة الحساسية تجاه الضوء.
  • اضطرابات عقلية.

في حالة إصابة حديثي الولادة والرضع بالتهاب السحايا فإن الأعراض الرئيسة قد لا تظهر عليهم أو تكون خفيفة لدرجة لا يمكن ملاحظتها. ويعاني الرضيع عند الإصابة بالتهاب السحايا من التهيج، والتقيؤ، وفقدان الشهية. ويتفحص الطبيب رأس الرضيع للبحث والتأكد من وجود بقعة طرية أو ردود أفعال غير طبيعية.

تظهر الأعراض المذكورة سابقاً خلال ثلاثة إلى سبعة أيام بعد التقاط العدوى.

التهاب السحايا الفيروسي

تظهر الأعراض المبكرة لالتهاب السحايا الفيروسي مثل تلك الأعراض التي تظهر عند الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري، وتضم جملة من الأعراض، وهي:

  • الحمى
  • الصداع
  • تيبس الرقبة
  • زيادة الحساسية تجاه الضوء.
  • النعاس أو اضطرابات خلال الاستيقاظ من النوم.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • فقدان الشهية.
  • الإحساس بنقص في الطاقة.

الأعراض التي تظهر على حديثي الولادة والرضع المصابين بالتهاب السحايا الفيروسي:

  • الحمى
  • التهيج
  • سوء الأكل
  • النعاس أو اضطرابات خلال الاستيقاظ من النوم.
  • الإحساس بنقص في الطاقة.

 التهاب السحايا  الفطري

العلامات والأعراض التي تظهر على المريض المصاب بالتهاب السحايا الفطري تشتمل على:

  • الحمى
  • الصداع
  • تيبس الرقبة
  • الغثان والتقيؤ.
  • زيادة الحساسية تجاه الضوء
  • الاضطرابات العقلية.
التشخيص

يعتمد تشخيص التهاب السحايا على التاريخ الطبي للمريض، والفحص الجسمي كما تستخدم بعض الفحوصات التشخيصية لأجل هذا الغرض، وتشتمل هذه الفحوصات على:

  • فحص زراعة الدم: يعتمد هذا الفحص على نمو الميكروب وخاصة البكتيريا في مستنبتات باستخدام ملون غرام ثم تُدرس العينة تحت المجهر.
  • تصوير الرأس بالموجات فوق الصوتية: يستخدم هذا الفحص للكشف عن وجود تورم أو التهاب. يستخدم التصوير المقطعي المحوسب أو مسح الرأس باستخدام الرنين المغناطيسي. كما يتم فحص الصدر بواسطة الأشعة السينية أو باستخدام التصوير المقطعي المحوسب للكشف عن ما إذا كان هناك عدوى في مكان ما في الجسم تسببت بحدوث التهاب السحايا.
  • فحص البزل القطني: يتستخدم هذا الفحص للتشخيص النهائي لالتهاب السحايا، ويتم جمع عينة من السائل النخاعي بواسطة البزل القطني. والمرضى المصابون بالتهاب السحايا ينخفض لديهم مستوى السكر في الدم مع زيادة في عدد خلايا الدم البيضاء، وزيادة نسبة البروتين في السائل النخاعي.
المعالجة

     يعتمد علاج التهاب السحايا على نوع العامل المعدي المسبب للمرض:

  • التهاب السحايا البكتيري: يتم علاج هذا المرض في أقرب وقت ممكن لتجنب المضاعفات التي تشتمل على: وذمة الدماغ والنوبات، بمجموعة من المضادات الحيوية والكورتيكوستيرودات. توصف المضادات الحيوية المناسبة حسب نوع البكتيريا التي تسببت بالمرض. إذا لم يتم تحديد النوع المتسبب للمرض بسرعة فإن المضادات الحيوية واسعة المفعول تعطى للمريض إلى أن يتم تحديد السبب الرئيسي الذي تسبب بحدوث التهاب السحايا البكتيري.
  • التهاب السحايا الفيروسي: غالبية الحالات المصابة بالتهاب السحايا الفيروسي لا تحتاج إلى أدوية خاصة للعلاج ولكنَّ المريض يكون بحاجة إلى:
  • الراحة في الفراش.
  • تناول كمية كبيرة من السوائل.
  • الأدوية التي تُصرف دون الحاجة إلى وصفة طبية لخفض الحرارة وتخفيف آلام الجسم.

ثم يتعافى المريض خلال سبعة إلى عشرة "أيام. في بعض الحالات يتم استخدام الكورتيكوستيرويدات للتقليل من تورم الدماغ، بينما تستخدم الأدوية المضادة للاختلاج للسيطرة على النوبات. إذا كان فيروس الهربس هو المسؤول عن الإصابة بالتهاب السحايا فمن الممكن استخدام مضادات الفيروسات. في حال تفاقمت حالة المريض وأصبحت شديدة فيجب إدخاله إلى المستشفى.

  • التهاب السحايا الفطري: تستخد الأدوية المضادة للفطريات التي تؤخذ عن طريق الوريد في المستشفى لعلاج التهاب السحايا الفطري. ويعتمد طول فترة العلاج على شدة الحالة ( قوة الجهاز المناعي ونوع الفطريات التي سببت المرض). يحتاج الأشخاص الذين يمتلكون مناعة ضعيفة إلى فترة علاج أطول مقارنة بهؤلاء الذين يمتلكون جهازاً مناعياً صحياً.
  • التهاب السحايا غير المعدي: ويحدث بسبب رد فعل تحسسي تجاه أدوية معينة أو بسبب داء المناعة الذاتية، تستخدم الكورتيكوستيرويدات لعلاج هذه الحلات. في بعض الحلات لا يكون هنالك حاجة إلى أخذ علاج معين لأن المرض يزول من نفسه.
  • التهاب السحايا المرتبط بالسرطان ويتطلب علاج الفرد من السرطان.
المضاعفات

تتطور أعراض التهاب السحايا من كونها أعراض طفيفة إلي أن تصبح شديدة اعتماداً على نوع العامل المعدي المسبب للمرض وتشتمل على:

  • التهاب السحايا البكتيري: غالباً ما تتطور حالة المريض المصاب بهذا النوع من التهاب السحايا ويسبب العديد من المضاعفات الخطيرة، مثل:
  • تلف الدماغ.
  • فقدان السمع.
  • صعوبات التعلم.
  • العمى القشري.
  • اختلال في وظيفة العصب القحفي.
  • الشلل.
  • زيادة غير طبيعية في شد العضلات وضعف قدرة العضلات على الشد.
  • فقدان السيطرة الكاملة على الحركات الجسدية.
  • نوبات متعددة.
  •  تخلف عقلي حركي.
  •  شلل بؤري.
  •  انصباب تحت الجافية.
  •  تراكم غير طبيعي للسائل النخاعي داخل الدماغ.
  •  ضمور الدماغ.
  • التهاب السحايا الفيروسي: عادةً يتعافى مريض التهاب السحايا الفيروسي خلال سبعة إلى عشرة أيام بدون حدوث أي مضاعفات.
الوقاية

تعتمد طرق الوقاية من التهاب السحايا على نوع العامل المعدي المسبب للمرض:

التهاب السحايا البكتيري: أخذ اللقاحات المناسبة هي أكثر الطرق فعاليةً في الوقاية من أنواع معينة من التهاب السحايا البكتيري، حيث يجب الالتزام بجدول اللقاحات. ثلاثة أنواع من البكتيريا التي تسبب التهاب السحايا يتوفر لها مطاعيم، وهي:

  • البكتيريا النيسرية السحائية.
  • البكتيريا العقدية الرئوية.
  • البكتيريا المستدمية النزلية.

     يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري عن طريق اللقاحات الآتية:

  • لقاح المستدمية النزلية من النوع ب: الأطفال عند عمر الشهرين قد يتلقى هذا اللقاح كجزء من جدول اللقاحات الموصى به. كما يوصى بهذا اللقاح للبالغين الذين يعانون من ضعف في المناعة.
  • لقاح المكورات الرئوية المتقارن: الأطفال عند سن الثانية قد يتلقى هذا اللقاح كجزء من جدول اللقاحات الموصى به. والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية والخامسة ويعانون من أمراض القلب أو الرئة يجب أن يتلقوا جرعات إضافية من هذا اللقاح.
  • لقاح المكورات الرئوية متعددة السكريات: توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها البالغين فوق عمر الخامسة والستين، الشباب والأطفال عند عمر الثانية وما فوق الذين يعانون من ضعف في المناعة أو الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، السكري، أو فقر الدم المنجلي، والذين تعرضوا لعملية استئصال الطحال بأخذ هذا اللقاح.
  • لقاح المكورات السحائية المتقارن: توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأطفال بين عمر الحادية عشر والثانية عشر بضرورة أخذ جرعة واحدة من هذا اللقاح، مع جرعة مساعدة تعطى عن سن السادسة عشر. إذا أُعطت الجرعة الأولى من هذا اللقاح بين سن الثالثة عشر والخامسة عشر فإن الجرعة المعززة تُؤخذ بين سن السادسة عشر والثامنة عشر. أما إذا أُخذت الجرعة الأولى عند سن السادسة عشر وما فوق فليس هنالك ضرورة لأخذ الجرعة المعززة.

لا تقي اللقاحات الإنسان من خطر الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري مئة بالمئة، كما أنها لا تحمي الجسم ضد جميع أنواع البكتيريا التي من الممكن أن تسبب التهاب السحايا، لذلك فإن حتى مع أخذ اللقاحات الموصى بها يبقى احتمال الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري موجود. والحفاظ على الممارسات الصحية الجيدة يمكن أن يساعد في الوقاية من خطر الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري، وتضم هذه الممارسات ما يلي:

  • التوقف عن التدخين، وتجنب الدخان الناتج عن السجائر.
  • تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بهذا المرض.
  • أخذ قسط كافٍ من الراحة.

 تخضع المرأة الحامل خلال الأسبوع 35-37 من الحمل إلى اختبار  لفحص البكتيريا المكورة العقدية من المجموعة ب، إذا أظهر الفحص نتيجة إيجابية فإنه يتوجب على المرأة الحامل أخذ مضادات حيوية خلال الولادة من أجل منع البكتيريا المكورة العقدية من المجموعة ب من الانتقال إلى الجنين. لتقليل خطر الإصابة بالتهاب السحايا الناتج عن البكتيريا اللستيرية المستوحدة يتوجب على المرأة الحامل الابتعاد عن أنواع معينة من الأطعمة وتشمل:

  • الجبن الطري المصنوع من الحليب غير المبستر.
  • البراعم النيئة.
  • اللحوم الباردة.
  • الطعمة البحرية المدخنة.

التهاب السحايا الفيروسي: يتوفر لقاحات لبعض الأمراض التي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي، مثل: الحصبة، النكاف، الجدري، والاإفلونزا. يجب التأكد من أخذ هذه اللقاحات حسب جدول اللقاحات. لا تتوفر لقاحات للفيروسات المعوية غير شلل الأطفال، والتي تعدُّ المسبب الأكثر شيوعاً لالتهاب السحايا الفيروسي. واتباع الممارسات الصحية الجيدة من الممكن أن تساعد في تقليل احتمالية الإصابة بالفيروسات المعوية غير شلل الأطفال، وتشتمل هذه الممارسات على:

  • غسل اليدين باستمرار باستخدام الماء والصابون.
  • تجنب لمس الوجه بالأيدي غير المغسولة.
  • تجنب الاتصال المباشر، مثل: التقبيل، والعناق، أو مشاركة الأكواب أو أدوات الأكل مع الأشخاص المصابين بالمرض.
  • استخدام المناديل أو أكمام القميص بدلاً من استخدام اليدين لتغطية الفم أثناء السعال أو العطس.
  • الابتعاد عن لدغات البعوض والحشرات الأخرى التي من الممكن أن تحمل أمراض تنتقل للإنسان.
  • يجب تنظيف وتطهير الأسطح كثيرة الاستخدام.

 

التهاب السحايا الفطري: لا يوجد ممارسات معينة للوقاية من الإصابة بالتهاب السحايا الفطري، ولكن الابتعاد عن الأتربة والبيئات الأخرى التي من الممكن أن تحتوي على الفطريات. ويجب على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة الابتعاد عن فضلات الطيور وأنشطة الحفر والغبار، وخاصةً إذا كانوا يعيشون في المناطق الجغرافية  توجد فيها أنواع الفطريات الآتية: الهيستوبلازما، كوسيديودس، أو الفطريات البرعمية.

مآل المرض

يعاني المرضى المصابون بالتهاب السحايا من تناقص في مستوى الإدراك أو حدوث نوبات خلال الإصابة بالمرض، في الغالب فإن المرضى الذين تمتد لديهم النوبات لفترات طويلة من الزمن أو يصعب التحكم بها يكون لديهم خطر الإصابة بالعجز العصبي أو الموت كبير.

في حالة التهاب السحايا البكتيري فإن العديد من عوامل الخطر تكون مرتبطة بتطور حالة المريض، ففي بعض الحالات قد يؤدي إلى العجز العصبي أو الموت. وقد نشأت واثبتت بعض نقاط الخطر عند البالغين المصابين بالتهاب السحايا البكتيري. وتشمل هذه النقاط المتغيرات الآتية والتي ترتبط مع نتائج سريرية سيئة:

  • التقدم في العمر
  • ارتفاع نبضات القلب
  • الحصول على درجات قليلة اعتماداً على مقياس غلاسكو للغيبوبة.
  • شلل العصب القحفي
  • انخفاض عدد كريات الدم البيضاء إلى أقل من 1000 كرية في المايكرو ليتر الواحد من السائل النخاعي.
  • مكورات من نوع غرام الإيجابي على صبغة غرام.

في حالة التهاب السحايا الفيروسي عادةً ما يتعافى المريض خلال سبعة إلى عشرة أيام بدون أي تدخلات.

انتشار المرض

وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاقة منها فإن معدلَّ الإصابة بالتهاب السحايا في الدول النامية أعلى منه في الدول المتقدمة، حزام التهاب السحايا الإفريقي هو عبارة عن المنطقة الممتدة من السنغال إلى أثيوبيا ويكون التهاب السحايا فيها وباءً دورياً، وواحد من الأسباب الذي يجعل التهاب السحايا منتشراً اكثر في الدول النامية هو صعوبة الحصول على مرافق الوقاية مثل اللقاحات. وجميع الأعراق معرضة للإصابة  بالتهاب السحايا، ولكن أصحاب البشرة الداكنة يمكن أن يمتلكوا احتمالية أكبر للإصابة من أصحاب البشرة البيضاء والعرق الإسباني.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية ينتشر التهاب السحايا بالمكورات السحائية حول العالم، ولكنه يعدُّ مرضاً مستوطناً في أجزاء من إفريقا، والهند، وبعض المناطق النامية الأخرى. ويسجل التهاب السحايا وباءً مستوطناً في حزام التهاب السحايا الأفريقي. سنوياً يصاب أكثر من 400 مليون شخص يعيش في 26 دولة حيث حزام التهاب السحايا الأفريقي يتأثر بالتهاب السحايا البكتيري. 10% من الحالات المسجلة بين عامي 1995-2014 في منطقة حزام التهاب السحايا الأفريقي كان تأثير المرض عليها قاتلاً