يُعد الزُهري أحد اشكال العدوى المنقولة جنسيا حيث ينتج المرض عن بكتيريا تُدعى باللولبية الشاحبة، كما بمقدور المرض أن يُصيب كل من الرجال والنساء. يُصنف الزُهري لنوعين رئيسيين هُما الزهُري المُكتسب والزُهري الخلقي، حيث يُمكن لطرق انتقاله أن تشمل على ممارسة الأنشطة الجنسية، والحمل، وتعاطي العقاقير بالإضافة لنقل الدم.
يوجد هناك العديد من عوامل الخطر التي بإمكانها زيادة خطر الإصابة بالمرض، منها على سبيل المثال الانخراط بممارسات جنسية غير أمنة أو غير محمية، وتعاطي المخدرات، بالإضافة لكون الشخص مُصابا بفيروس عوز المناعي البشري.
يمر مرض الزُهري بعدة مراحل مختلفة حيث تختلف أعراضه باختلاف مراحله التي تعكس مدى تأثير الجهاز المناعي على العدوى بالإضافة للتفاعل الحاصل بين العامل المُعدي والمُضيف. ففي مرحلة الزُهري الاولي يُمكن مُلاحظ ظهور قَرح زُهري واحد، بينما تتميز مرحلة الزُهري الثانوي بظهور الطفوح الجلدية أو/وآفات الغشاء المخاطي التي تكون عبارة عن تقرحات تُصيب الفم والمهبل، والشرج، كذلك من الممكن أن يُصبح المرض في مراحله المتأخرة قادراً على إحداث ضرر للدماغ، والاعصاب، والقلب، والأوعية الدموية، والعينين، والكبد، بالإضافة للعظام والمفاصل.
يقوم الطبيب بإجراء فحوصاً بدنية من أجل تشخيص الزُهري كما يُمكنه اقتراح إجراء فحوصات دم مُعينة التي قد تشمل فحوصات تُسمى بالفحوصات الغير لولبية مثل اختبار الراجنة البلازمية السريع، أو فحوصات تُسمى بالفحوصات اللولبية مثل اختبار امتصاص ضد اللولبيات التألقي، كذلك بإمكان الطبيب ان يقترح إجراء مسحة للقرح أو إجراء فحص للسائل النخاعي الشوكي.
يُعد البسيلين بمثابة المضاد الحيوي المشهور والأفضل لعلاج الزهري بكافة مراحله، لكن في حال لم يتم علاج الزُهري فان هناك العديد من المُضاعفات التي قد تظهر جراء ذلك، منها ما هو عبارة عن مشاكل قلبية وعائية مثل التهاب الشريان الأبهر، ومنها ما هو عبارة عن مشاكل عصبية مثل السكتة الدماغية، وفقدان السمع، والخرف، والضعف الجنسي عند الرجال.
يُمكن القيام بتدابير وقائية معينة من أجل الوقاية من الزُهري، حيث تشمل هذه التدابير على وجود الحفاظ على وجود لعلاقة أحادية مع شخص غير مُصاب بالمرض، واستعمال الواقي الذكري، بالإضافة لإجراء المزيد من الفحوصات لاستبعاد وجود عدوى جنسية أخرى. كذلك فان فرصة حصول التعافي الكامل من المرض تُعد عالية نسبياً في حال تم تشخيص الزُهري الأولي والثانوي بشكل مُبكر.
من الجدير بالذكر أيضا أن هناك ما يقدر ب 5.6 مليون حالة من الزُهري يتم تسجيلها سنوياً في العالم، كما يُعد الزُهري مسؤولا عن إصابة 5% من العاملين بالجنس في 37 دولة حول العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
يُعد الزُهري أحد اشكال العدوى المنقولة جنسيا حيث ينتج المرض عن بكتيريا تُدعى باللولبية الشاحبة، كما ويبدأ المرض كتقرح غير مؤلم يظهر عادة على المناطق التناسلية، أو المُستقيم أو في الفم. كذلك بإمكان المرض أن يُصيب كل من الرجال والنساء ويؤدي للإصابة بمضاعفات صحية خطيرة في حال لم يتم علاجه بشكل مناسب.
عُرف الزُهري تاريخياً باسم " المتظاهر أو الزاعم العظيم" بسبب كونه قادر على محاكى اعراض أمراض أخرى
يُمكن تصنيف الزهري للأصناف التالية:
يُعرف مرض الزُهري بكونه عدوى مُنتقلة جنسياً يتسبب بحدوثها بكتيريا تتدعى باللولبية الشاحبة حيث تقوم هذه البكتيريا بالوصول الى الجلد المتضرر أو للغشاء المخاطي، فأنها تقوم بالدفع باتجاه حصول الالتهاب الذي يبدأ عادة في الأعضاء التناسلية. تشمل طرق انتقال الزُهري على:
كذلك فانه من المُستبعد أن ينتقل الزهري عن طريق استعمال نفس المرحاض، أو احواض الاستحمام، أو عن طريق ارتداء الملابس او عن طريق استخدام نفس أواني الطعام، كما من المُستبعد أن ينتقل بلمس مقابض الأبواب أو عن طريق أحواض المياه الساخنة أو برك السباحة.
يوجد هناك عوامل خطر معينة يُمكنها زيادة خطر الإصابة بالزهري، منها:
تُقسم مراحل مرض الزُهري الى مرحلة أولية وثانوية وثالثة حيث تعكس هذه المراحل مدى تأثير الجهاز المناعي على العدوى بالإضافة للتفاعل الحاصل بين العامل المُعدي والمُضيف. كما تتم استثارة استجابات مناعية خلطية قوية بالإضافة لاستجابة مناعية مُتواسطة بالخلايا في المراحل المُبكرة للعدوى.
يُلاحظ ظهور القرح في المرحلة الأولية للزهري، حيث يبدأ كبقعة صغيرة ثم ما تلبث حتى تكبر لتصبح كالبثرة تُسمى بالحطاطة التي تبرز كتفاعل موضعي للأنسجة عند المكان الذي حصل عنده التلامس، كما تتم عملية انتشار أو انتقال الكائنات الحية من مكان العدوى الى الدم بغضون ساعات قليلة عن طريق اللمفاويات، كذلك فان تضخم العقد اللمفاوية وتضخم الطحال يأتي كاستجابات مناعية مُبكرة بسبب فرط التنسج أو الاستنساخ المرافق لتحريض جهاز المناعة الخاص.
تتميز المرحلة الثانوية للزُهري بوجود تفاعلات للأنسجة اللاحقة للعدوى التي تكون مُشابها للعديد من التفاعلات الناتجة عن غزو المِمرضات البكتيرية الأخرى، حيث تقوم البكتيريا بالنمو والتكاثر السريعين مما يؤدي لظهور الطفح الجلد المُميز للزُهري الثانوي كما يُعد المريض في هذه المرحلة جداً عدوائي أو مُعدٍ.
تُصبح العدوى في المرحلة الثالثة للزُهري أكثر خطراً وأكثر تركيزاً، كما يُصبح بإمكانها مُهاجمة أي جزء من الجسم مثل العظام، والقلب، والحلق، والجلد، كذلك فان بوسع البكتيريا أن تغزو أعضاء الجسم لتُنتج آفات صمغية تُسمى " بالصمغة"، كما تقوم السموم البكتيرية بمهاجمة مُشاش العظام الطويلة، بالأخص عظام الأطراف العلوية للجسم.
يمر مرض الزُهري بعدة مراحل مختلفة وتختلف أعراضه باختلاف مراحله، كما بالإمكان أن تتشابك هذه المراحل ليختلف بذلك نمط ظهور الاعراض. تشتمل مراحل واعراض الزُهري على:
يُمكن للطبيب إجراء أو اقتراح التالي من أجل تشخيص الزُهري:
يُعد علاج الزُهري امراً سهلاً في حال تم تشخيصه في مراحله المُبكرة، كما ويُعد البسيلين بمثابة المضاد الحيوي الأفضل لعلاج الزهري بكل مراحله حيث يتم إعطائه على جرعات واشكال مختلفة، منها:
يُمكن لعلاج الزُهري بالمضادات الحيوية أن يؤدي للعديد من التأثيرات الجانبية مثل الحُمى، والصُداع، والالم في العضلات والمفاصل.
يُمكن للزُهري أن يؤدي للعديد من المضاعفات، منها:
تشمل التدابير الوقائية من مرض الزُهري على:
تُعد فرص حصول التعافي الكامل من المرض عالية نسبياً في حال تم تشخيص الزُهري الأولي والثانوي بشكل مُبكر، حيث يتعافى الزُهري الثانوي بالعادة خلال أسابيع بينما قد يبقى لمدة تصل لسنة عند بعض الحالات كما تظهر المضاعفات المتأخرة لمرض الزُهري عند أكثر من ثُلث الأشخاص المُصابون بالمرض والذين لم يتلقوا العلاج حيث بإمكان الزُهري بمراحله المتأخرة أن يؤدي لحصول عجز دائم كما يُمكنه ان يؤدي لحصول الوفاة في نهاية المطاف.
يُحتمل أن يتسبب الزُهري بوفاة الأشخاص الذين لم يتلقوا علاجاً خلال خمس سنوات من بداية المرحلة الثالثة للزُهري كما يُصبحون أكثر عُرضة لظهور العلامات الأولى لمرض يُسمى بالخزل أو الشلل العام. على أي حال فان الكثير من الأشخاص الذين أصيبوا بالخزل العام لا يُصابون بالجنون على الرغم من قدرة المرض على تغيير نمط سلوكهم عن طريق احداث تغييرات تمس عمليات محددة في الدماغ.
يولد العديد من الاجنة وهم ميتين بسبب اصابتهم بالزُهري بالمراحل المُبكرة من الحمل، حيث يتم تقليل خطر الإصابة بالزُهري الخلقي عن طريق علاج الأمهات الحوامل. كما تم تسجيل مألاً جيداً للمرض عند الرضع الذين أصيبوا بالمرض فقط عند مرورهم من خلال قناة الولادة التي توصل عنق الرحم بالفتحة المهبلية.