تسوس الأسنان، ويُدعَى أيضاً بالتَّجَاوِيف السِّنِّية أو النَّخْر السِّنِّي، هو أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً بين الأطفال والبالغين حول العالم. ويحدث تسوس الأسنان نتيجة عدوى بأنواع معينة من البكتيريا، التي تستخدم السكّر المتواجد في الطعام لإنتاج أحماض تهاجم الأسنان، وتدمر مع الوقت طبقتها الخارجية (مينا الأسنان)، مُحدثةً فيها تجويفاً قد يستفحل تدريجياً في طبقات السن، مؤدياً إلى الشكوى، وخسارة السن في نهاية المطاف.
وقد لا تتم ملاحظة تسوس الأسنان حتى يتعمق في السن، عندها سوف يطلق ألماً، أو تمكن رؤيته ببساطة كفجوة أو نَقْر في السن المصابة. ويستطيع طبيب الأسنان أنْ يستظهر درجة تسوس السن، ويحدد أفضل الطرق لعلاجه، التي يمكن أنْ تتضمن الحشوات، قنوات الجذر (سحب العصب)، التيجان، وقَلْع السن كحل نهائي. ويعتبر علاج تسوس الأسنان أسهل وأوفر بكثير في مراحله الأولى؛ أمّا إنْ تم إهماله، فقد يتفاقم الوضع إلى حالات شديدة تؤثر سلباً في رفاه الشخص. فقد يشتكي المصاب من ألم أسنان بالغ، وقد تنزف اللثة، وفي النهاية ربما تتم خسارة السن.
وتعد صحة الفم أساسية للصحة العامة ونوعية الحياة. ويمكن للشخص حماية أسنانه عن طريق التحكم بالعوامل التي تؤدي إلى تسوس الأسنان. فتفريش الأسنان مرتين يومياً، والحد من الأطعمة والمشروبات المُحَلّاة، هما من أقوى المقاربات الوقائية من تسوس الأسنان. ويوصَى كذلك بالزيارة الدورية لعيادة الأسنان، حتى دون وجود أعراض سِنِّية؛ للتحقق من أية مشكلة مخفية و/أو استباق ما قد يحدث منها.
تسوس الأسنان، أو التَّجَاوِيف السِّنِّية، أو نَخْر الأَسْنَان، هو تلف دائم في السطح الصلب للأسنان (المينا)، الذي يمكن أنْ يحدث عندما يُنتَج الحمض من بكتيريا الفم، التي تتراكم على الأسنان، وتسبب تكون ثقوب قد تمتد أكثر عمقاً في الأسنان وتفاقِم التلف. وتسوس الأسنان شائع جداً، ويمكن أنْ يمثل مشكلة لكل من الأطفال والمراهقين والبالغين.
هنالك ثلاثة أنواع من تسوس الأسنان أو التجاويف السِّنِّية:
ينجم تسوس الأسنان من عمل الأحماض على سطح المينا. ويتم إنتاج الحمض عندما تتفاعل السكّريات في الطعام والشراب مع بكتيريا محدّدة تتواجد في اللويحات على سطح السن، وتضم: العِقْدِيَّات الطَّافِرَة، مجموعة العِقْدِيّات غَيْر الطَّافِرَة، البَكْتِيرْيَا الشُّعِّيّة، والبَكْتِيرْيَا المُلبِّنَة. ويمكن أنْ تتضمن الأحماض التي تولّدها البكتيريا كلاً من حمض اللاكتيك، النَّمْليك، الخِلِّيك، بالإضافة إلى حمض البروبيونيك. وقد يسبب ذلك انخفاضاً في درجة الحموضة (الأُس الهيدروجيني) دون 5.5؛ ما قد يُفْضِي إلى فقدان الكالسيوم والفسفات من مينا الأسنان في عملية تُدعى "إزالة التَّمَعْدُن". وبمرور الوقت، تدمِّر هذه الأحماض طبقة المينا، لتُشكّل تجويفاً في السن.
كل من لديه أسنان هو في خطر الإصابة بالتجاويف السِّنِّية أو تسوس الأسنان، لكنّ العوامل التالية يمكنها أنْ تزيد هذا الخطر:
يحوي الفم مئات الأنواع المختلفة من البكتيريا التي تعيش على الأسنان، واللثة واللسان وغيرها من الأمكنة في داخل جوف الفم؛ بعضُها مفيد، والآخر قد يكون مؤذياً، كتلك التي تلعب دوراً في عملية تسوس الأسنان. وكُلَّما تناولنا أو شربنا شيئاً يحتوي على السكّر أو النشا، تستخدمها البكتيريا في إنتاج أحماض تبدأ تآكل الأسنان. وتدور أحداث ذلك في ما يسمّى "اللُّوِيْحَة السِّنِّيَّة" – طبقة لزجة عديمة اللون من البكتيريا والطعام الملتصق بسطح الأسنان.
في المقابل، يعمل اللعاب على تخفيف ومعادلة الحمض، وتزويد المينا بالعناصر الضرورية لإعادة تَمَعْدُنِها؛ وبالتالي يعتبر وسيلة دفاعية طبيعية هامة ضد التسوس. وتَحدث إزالة وإعادة تَمَعْدُن مينا الأسنان مرات عدة على طول اليوم، لكن عندما يختل هذا التوازن، وترجح كفة إزالة التمعدن على إعادته يتفاقم النَّخْر. وعندما تحدث إزالة التمعدن بشكل متكرر، وتتغلب على إعادة التمعدن على مدى شهور عديدة، تطرأ فتحات دقيقة أو ثقوب في طبقة السن الخارجية.
وبمجرد أنْ تنبري المينا، تصل البكتيريا والأحماض إلى الطبقة التالية من السن، المسمَّاة بالعاج. وهذه الطبقة ألين وأقل مقاومة للأحماض من سابقتها. وبينما يتطور تسوس الأسنان، تستكمل البكتيريا والأحماض توغُّلها في السن، متحركة بجانب مادة السن الداخلية (اللُّب)، التي تحوي أعصاباً وأوعية دموية دقيقة. ويصبح اللُّب متورماً ومتهيجاً بفعل البكتيريا، وقد يختبر الشخص ألماً شديداً أو حساسية مفرطة في الأسنان عندما يصل التسوس إلى هذا المدى.
يسري تسوس الأسنان بصمت، وقد لا يتسبب بأي ألم حتى يتطور إلى حالة أكثر تقدماً. وبالاعتماد على امتداد وموضع التسوس، قد يواجه الشخص:
إنّ إثبات تسوس الأسنان في المراحل المبكرة ليس بالأمر السهل. مع ذلك، تَستخدِم بعض الأجهزة المخترَعة حديثاً والتي تحظى بالموافقة الطبية نبضات ليزرية آمنة وغير مؤلمة خلال بُنْيَة السن؛ للكشف عن التجاويف السِّنِّية المخفية. وفي المراحل المتأخرة، يمكن اكتشاف تسوس الأسنان مع ألم السن، وتفقد الأسنان في عيادة الطبيب المختص. وقد يستخدم طبيب الأسنان الأشعة السينية لرؤية امتداد التجاويف والتسوس.
تعتمد معالجة تسوس الأسنان على درجة استفحاله، والحالة الخاصة للشخص المصاب. وتضم الخيارات العلاجية:
تسوس الأسنان شائع شداً لدرجة أننا قد لا نأخذه على محمل الجد. مع ذلك، إنْ لم يراعي الشخص صحة فمه، فقد يتفاقم التسوس إلى حالات أشد خطورة، من قبيل:
بالرغم من أنّ الكل تقريباً لديه بعضٌ من تسوس الأسنان، تعتبر هذه المشكلة قابلية للوقاية؛ حيث قد تساعد العادات الصحية والمتابعة المنتظمة على حماية الأسنان، والحيلولة دون المعاناة لاحقاً. ويُنْصَح كل شخص بما يلي:
يستشري تسوس الأسنان مع الوقت، معتمداً على الحالة الصحية للفم، ونمط الحياة الشخصي. وشيئاً فشيئاً، تَضعف المينا وتتدمر مكونةً التجويف، الذي يعتبر تلفاً دائماً يحتاج إلى علاج. وعلى الرغم من احتياج التجويف إلى 2-3 سنوات لاختراق المينا، فإنّ بإمكانه الانتقال من العاج إلى اللب في فترة قصيرة، كسنة؛ وبالتالي يمكن أنْ يحطم تسوس الجذر، الذي يبدأ في طبقة العاج، كثيراً من التراكيب السِّنِّية خلال أمد وجيز. وفي حال لم يتم علاج المشكلة باكراً، فقد تتطور إلى حالات أشد خطورة، وستفقد السن في النهاية بعد معاناة هائلة من الألم وغيره من الأعراض غير المتوخّاة من مشكلات الفم المختلفة المتمخّضة عن تسوس الأسنان.
أمراض الفم، كتسوس الأسنان، هي من أكثر الأمراض غير المعدية انتشاراً حول العالم، وتقليدياً، من بين أكثرها تعرضاً للإهمال. ووفق منظمة الصحة العالمية، يعاني 60-90% من أطفال المدارس وحوالي 100% من البالغين من التجاويف السِّنِّية، التي تؤدي غالباً إلى الألم وعدم الارتياح. وأظهرت دراسة حديثة للعبء العالمي للمرض أنّ تسوس الأسنان غير المُعالَج هو الأكثر انتشاراً من بين 291 نوعاً رئيساً من الأمراض والجروح.
وتتسارع وتيرة الإصابات الجديدة بتسوس الأسنان في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط بين الأطفال والبالغين، وسيكون هنالك عبء ضخم لهذه المشكلة الصحية في المستقبل دون وضع وتطبيق برامج وقائية مستدامة. وقد تحددت العلاقة بين السكّر وتسوس الأسنان بوضوح بالغ. وتُنحَى باللائمة على الزيادة المروعة في معدلات استهلاك السكّر في ظاهرة تسوس الأسنان والتجاويف السِّنِّية في كل من الدول النامية والمتطورة، وبخص بين الأطفال الصغار.