Register with us and take advantage of our distinguished services
التهاب الكبد \\\\\\\\\\\\\\\"ب\\\\\\\\\\\\\\\"
نبذة عن المرض

التهاب الكبد "ب"، أو التهاب الكبد "B"، هو عدوى شائعة وخطيرة يهاجم فيها فيروس يُعرَف بفيروس التهاب الكبد "ب" (HBV) خلايا الكبد، ويتسبّب بالتهاب النسيج الكبدي. ويمكن للفيروس الانتقال عبر الاتصال المباشر بدم وسوائل الجسم الملوثة بالفيروس. ولا تظهر أعراض الإصابة بالتهاب الكبد "ب" لدى نصف المصابين تقريباً، فيما قد يشتكي الآخرون من بعض الأعراض: كاليرقان، والغثيان، والشعور العام بالتعب والتوعُّك.

وقد يستمر المرض أقلّ من ستة أشهر، ويُدعَى حينها بالتهاب الكبد "ب" الحاد. وفي حال لم يتعافى المصاب بعد هذه المدة، فإنّه يعتبر مصاباً بالعدوى المزمنة. وتزداد فرص مواجهة التهاب الكبد "ب" المزمن كلما كان العمر أصغر عند الإصابة بالمرض أول مرة؛ أيْ أنّ حديثي الولادة المصابين يكونون الأكثر تعرضاً لذلك، يليهم الاطفال والمراهقين، بينما تتضاءل فرصة تطور المرض المزمن بشكل ملحوظ بين البالغين.

وتكشف اختبارات الدم لعلامات فيروس التهاب الكبد "ب" إنْ كان الشخص مصاباً بالمرض أو لا، وفيما لو كان التهاب الكبد "ب" حاداً أو مزمناً. وبناءً على النتائج، يحدد الطبيب الإجراء الأفضل. ويتطلب التهاب الكبد "ب" المزمن انتباهاً أكبر؛ لأنه قد يتفاقم إلى حالات صحية أشد قسوة وصعوبة، مثل تشمع الكبد وسرطانه، الذَيْن يسبّبان معظم الوفيات بالتهاب الكبد "ب".

وما من علاجٍ خاص لالتهاب الكبد "ب" الحاد. مع ذلك، قد تُقرَّر المعالجة الداعمة لبعض الأشخاص الذين يواجهون مظاهر سريرية شديدة. وتمكن معالجة التهاب الكبد "ب" المزمن بواسطة الأدوية الخاصة بذلك، كمضادات الفيروسات والإنترفيرون، التي تستطيع إبطاء تقدم تشمع الكبد، وتقليل فرص حدوث سرطان الكبد، وتحسين فرص البقاء على المدى الطويل. وتمثّل زراعة الكبد آخر ما يمكن القيام به لمساعدة هؤلاء المرضى.

وفي الوسع جداً الوقاية من التهاب الكبد "ب"، في ظل توافر لقاح آمن وفعّال للفيروس المسبب للمرض. ويجب أنْ يحصل على جرعات اللقاح المقرَّرة كل الأطفال، والأشخاص المعرضون لخطر التهاب الكبد "ب": كالعاملين في مجال الصحة، والمسافرين إلى الدول الموبوءة، والمحتاجين إلى نقل الدم بصفة متكررة. وينبغي تجنب تعاطي المخدرات، والعلاقات الجنسية غير السَّوِيَّة، كالبغاء والجنس الشرجي؛ كونها تُعاظِم فرص انتقال فيروس التهاب الكبد "ب".

التعريف

التهاب الكبد "ب" أو "B" هو عدوى تصيب الكبد، يسبّبها فيروس التهاب الكبد "ب"، الذي ينتقل عبر الدم وسوائل الجسم الأخرى، مثل السوائل الجنسية والمحيطة بالأعضاء. ويمكن للفيروس إحداث مرض حاد يمضي بعد أسابيع أو أشهر قليلة، أو أنْ يتسبب بعدوى مزمنة، ويضع الشخص مع مرور الوقت في خطر مرتفع للمعاناة والوفاة بتشمع وسرطان الكبد.

الأنواع الفرعية
  • التهاب الكبد "ب" الحاد: هو التهاب في الكبد يحدث بعد التعرض إلى فيروس التهاب الكبد "ب"، ويتم تخطّيه قبل مرور ستة أشهر. ولا يواجه العديد من المصابين البالغين أعراضاً تُذكر، ويتمكنون من قهر المرض دون أنْ يدركوا ذلك، بينما قد يشعر آخرون بأعراض، مثل اليرقان والتعب والغثيان.
  • التهاب الكبد "ب" المزمن: إذا امتدت العدوى لنصف سنة أو أكثر، فعندها تعتبر مرضاً مزمناً يمكنه أنْ يتطور لاحقاً إلى تشمع أو سرطان الكبد. والأطفال المصابون بالتهاب الكبد "ب" الحاد قبل سنّ السادسة هم الأكثر احتمالاً لمواجهة الالتهاب المزمن، خاصة المصابين في عامهم الأول.
الأسباب

ينشأ مرض التهاب الكبد "ب" من عدوى يسبّبها فيروس يسمّى فيروس التهاب الكبد "ب"، والذي ينتقل عن طريق:

  • مشاركة الحُقَن الملوَّثة وغيرها من أدوات تعاطي المخدرات، كالملاعق والمصافي.
  • ممارسة الجنس غير الآمن مع شخص مصاب.
  • نقل الدم الملوث بالفيروس في البلدان التي لا يُفْحَص فيها الدم لالتهاب الكبد "ب".
  • مشاركة فراشي الأسنان وشفرات الحلاقة وأدوات الوشم، الملوثة بدم المصاب.
  • إصابات الوخز العَرَضيّة بإبر استخدمت مع شخص مصاب، خصوصاً في المنشآت الطبية.
  • التعرض عبر الأغشية المخاطية وبطريق الجلد إلى اللعاب، أو الطمث، أو السائل المهبلي أو المنوي- الملوثة بالفيروس.
  • التعرض المباشر إلى السائل الشوكي، السَّلَوي (المحيط بالجنين)، الجَنْبي (المحيط بالرئة)، الزَّليلي (المحيط بالمفاصل)، الصّفاقي (المحيط بأحشاء البطن)، أو التأموري (المحيط بالقلب) – لشخص مصاب.
  • الأم المصابة إلى وليدها، وبخص في الدول التي تشهد انتشاراً للمرض.

وبالرغم من أنّ هذه الطرق هي ذاتها لانتقال فيروس نقص المناعة المكتسب المسبّب للإيدز، يعتبر فيروس التهاب الكبد "ب" 50-100 مرة أكثر قابلية من فيروس الإيدز للتسبب بالعدوى. مع ذلك، لا ينتقل التهاب الكبد "ب" عن طريق تقبيل الوجنتين، المصافحة، العناق، الرضاعة الطبيعية، السُّعال، العطاس، أو مشاركة أواني الطعام وأحواض السباحة.

عوامل الخطر

بعض الأشخاص هم أكثر عرضة من غيرهم لاكتساب عدوى فيروس التهاب الكبد "ب"، ويضم هؤلاء:

  • ممارسو الجنس غير الآمن: يُحمَل فيروس التهاب الكبد "ب" في السوائل الجنسية؛ وعليه يكون بعض الأشخاص النَّشطين جنسياً في خطر أكبر للإصابة بالتهاب الكبد "ب"، ويشمل هؤلاء: الذكور مثليّي الجنس، الأشخاص الذين يحظون بأكثر من شريك في العلاقة الجنسية، ممتهني الجنس وزبائنهم، والقاطنين مع شريك مصاب.
  • العاملون في القطاع الصحي: التهاب الكبد "ب" هو خطر مهني بارز على صحة العاملين في المنشآت الصحية؛ كونهم قد يتعاملون مع مرضى مصابين، ويتعرضون لسوائلهم بوسائل مختلفة خلال تقديم الرعاية والخدمة.
  • المولودون لأمهات مصابات: قد يلتقط الطفل عدوى التهاب الكبد "ب" أثناء الولادة. وإنْ حدث ذلك، يصبح الطفل أكثر احتمالاً لحمل المرض طوال حياته؛ نتيجة عدم قدرة جهازه المناعي على محاربة الفيروس وتطهير الجسم منه.
  • المسافرون إلى مناطق انتشار المرض بمعدلات مرتفعة، مثل: دول جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، آسيا الوسطى، جنوب شرق آسيا، وأوروبا الشرقية. ويشيع المرض أيضاً في الشرق الأوسط، وشبه القارة الهندية.
  • متعاطو المخدرات: لا يلتزم المدمنون، عادةً، بتدابير السلامة خلال تعاطيهم المواد المخدرة بطريق الوريد، وقد يحقنون أنفسهم بإبر مستعملة ربما تحمِل الفيروس من شخص مصاب.
  • منقوصو المناعة: يعمل النظام المناعي كحائط صد أمام العوامل المسببة للأمراض. وإذا ضَعُفَت مناعة الجسم أو انخفضت، يحظى الشخص بفرص إصابة أكبر بعدوى التهاب الكبد "ب"، وبخص أولئك المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة، والتهاب الكبد "ج"، وكذلك الخاضعين للمعالجة الكيميائية وغيرها من الأدوية المثبطة للمناعة.
  • المحتاجون إلى نقل الدم أو منتجاته بشكل متكرر، ومرضى غسيل الكلى، ومتلقُّو زراعة الأعضاء الصُّلْبة؛ فهم مُعَرّضون بشكل أكبر للإصابة بالتهاب الكبد "ب" إنْ لم تراعَ سياسات ضبط العدوى بشكل جيد.
فيسولوجية المرض

الكبد هو أكبر الأعضاء داخل جسم الإنسان، وهو يساعد على هضم الطعام وتخزين الطاقة والتخلص من السموم. وقد يصاب الكبد بالالتهاب نتيجة عوامل عدة، من بينها فيروس التهاب الكبد "ب"، الذي يتواجد في دم المصاب وسوائل الجسم الأخرى للمصاب. ويمكن لهذا الفيروس العيش خارج الجسم لسبعة أيام في درجة حرارة 44 مئوية، ولغاية ستة أشهر في درجة حرارة الغرفة. وخلال هذه المدة، يمكنه أنْ يتسبب بالعدوى إذا دخل جسم شخصٍ لم يحظَ باللقاح ضده. ويبلغ معدل فترة حضانة التهاب الكبد "ب" حوالي 75 يوماً، لكنها قد تمتد من 30 إلى 180 يوماً.

وتنجم المظاهر السريرية والإمراض لالتهاب الكبد "ب" عن التفاعل بين الفيروس ومناعة الشخص؛ حيث يهاجم النظام المناعي فيروس التهاب الكبد "ب" ويلحق ضرراً بالكبد؛ نتيجة التفاعل المناعي عندما تميِّز الخلايا اللمفاوية المُفَعَّلَة CD4+) ، و  (CD8+ببتيدات متحدِّرة من فيروس التهاب الكبد "ب" على سطح الخلايا الكبدية. وتؤدي التفاعلات المناعية المَعِيبة أو الحالة المناعية الرَّفيقة نسبياً إلى حدوث التهاب مزمن في الكبد؛ وبالتحديد، حدوث استجابة لمفوخلوية متواسطة بالخلايا التائية مقيّدة ضد خلايا كبدية مصابة بفيروس التهاب الكبد "ب".

العلامات والأعراض

لا يختبر معظم الأشخاص أيّة أعراض خلال مرحلة العدوى الحادة، لكنّها قد تتطور لدى البعض بعد شهرين إلى ثلاثة من التعرض لفيروس التهاب الكبد "ب". وقد تستمر الأعراض لعدة أسابيع، وتضم:

  • التعب الشديد.
  • أوجاع عامة.
  • الحمّى.
  • التوعُّك.
  • فقدن الشهية.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • الإسهال.
  • ألم البطن.
  • اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
  • البول الدّاكن.
  • البراز الباهت أو رمادي اللون.

وبالنسبة لبعض المرضى، قد يسبب الفيروس التهاباً مزمناً في الكبد. وتتشابه أعراض التهاب الكبد "ب" المزمن مع العدوى الحادة، لكنّها تميل إلى أنْ تكون خفيفة جداً، وربما تأتي وتذهب، فيما قد لا يشعر بعضهم بأيَّة أعراض.

التشخيص

لا تكفي الأعراض وحدها لتأكيد الإصابة بالتهاب الكبد "ب"؛ إذ قد تتشابه مظاهر المرض مع حالات أخرى، وربما لا يسبب أعراضاً من الأساس. وتتوافر العديد من الأساليب لتشخيص ومراقبة الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد "ب"، والتي تضم:

  • اختبارات مصل الدم: باستطاعة هذه الفحوصات تحديد ما إذا كان فيروس التهاب الكبد "ب" موجوداً، وفيما لو كان المرض حاداً أو مزمناً، كما يمكن استخدامها في مراقبة المناعة المُحْدَثَة بالمطعوم. ويتطلب تشخيص عدوى فيروس التهاب الكبد "ب" تقييم دم المريض لسلسلة من علامات الفيروس في مصل الدم، وتشمل: مُسْتَضِد سطح التهاب الكبد "ب"، جسم مضاد سطح التهاب الكبد "ب"، وجسم مضاد باطن التهاب الكبد "ب".
  • اختبار وظائف الكبد: قد يستخدم هذه الاختبار لاستقصاء مدى عمل الكبد وقيامه بواجبه، ويتضمن أخذ عينة من دم الشخص؛ لتحليلها، وقياس العديد من العلامات الحيوية التي تعكس بمجملها الحالة الكبد الصحية، متضمنةً: الألبومين، ألفا 1-أنتي تريبسين، الفُسْفاتاز القلوية(ALP) ، ناقلة أمين الألانين (ALT)، ناقلة أمين الأسبارتات(AST) ، وناقلة ببتيداز غاما غلوتاميل(GGT) .
  • خزعة الكبد: قد يرغب الطبيب، أيضاً، بمعرفة إذا كان لدى المصاب تضرُّر في الكبد. وخلال هذا الإجراء، يُدخِل الطبيب إبرة دقيقة خلال الجلد إلى الكبد، ويزيل عينة من نسيجه من أجل تحليلها مخبرياً. ويمكن للنتائج أنْ تقدم معلومات حول درجة تقدم المرض، وتسهم في تقييم مستوى الضرر اللاحق بالكبد.
المعالجة
  • الحالات الطارئة من التهاب الكبد "ب": حتى لو تعرض الشخص لفيروس التهاب الكبد "ب"، فما زالت هنالك فرصة لمنع تطور المرض إذا حصل الشخص على العلاج الموصى به في أسرع وقت ممكن؛ حيث قد يصف الطبيب في هذه الحالات:

    • جرعة من لقاح التهاب الكبد "ب"، ويُحتاج أيضا إلى جرعتين إضافيتين خلال الأشهر القليلة المقبلة؛ لإعطاء حماية طويلة الأمد.
    • الغلوبولين المناعي لالتهاب الكبد "ب"؛ وهو تحضير من أجسام مضادة تعمل ضد فيروس التهاب الكبد "ب"، ويمكنه تقديم حماية فورية، لكنْ قصيرة المدى، إلى أنْ يأخذ اللقاح مفعوله.

وتكون هذه العلاجات أكثر فاعلية في حال أعطيت في غضون 48 ساعة من التعرض المحتمل، لكنْ ما زال في وسع الشخص أنْ يأخذها لغاية أسبوع بعد التعرض.

  • التهاب الكبد "ب" الحاد: لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد "ب" الحاد، لكن في حال واجه الشخص أعراضاً، فقد يستفيد من الرعاية الداعمة حتى يتجاوز الموقف. وقد يتضمن ذلك:

    • الحصول على قسط وافر من الراحة، وتناول قدر كافٍ من الغذاء والسوائل.
    • أخذ الأدوية المسكنة للألم، كالباراسيتامول والايبوبروفين.
    • الحفاظ على جو هادئ ذي تهوية جيدة، وارتداء ملابس فضفاضة، وتجنب الاستحمام بماء ساخن؛ للتعامل مع حكة الجلد.
    • تجنب الأطعمة الدسمة والحارة؛ تفادياً لتفاقم الأعراض الهضمية.

ويُنصَح المرضى بالخضوع إلى اختبارات دم منتظمة بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر؛ لتأكيد تخلصهم من الفيروس، وعدم تطور المرض إلى النوع المزمن.

  • التهاب الكبد "ب" المزمن: تتوافر العديد من العلاجات لالتهاب الكبد المزمن، وحتى لو لم تكن تقدم شفاءً تاماً، فهي تمنح سيطرة على الفيروس، وحماية للكبد. ويوضع البرنامج العلاجي بعد مناقشةٍ بين المريض وطبيبه.

    • الأدوية المضادة للفيروسات: توصى منظمة الصحة العالمية باستخدام الدواءَيْن بطريق الفم – تينوفير و انتيكافير؛ لأنهما أكثر الأدوية كفاءة لتثبيط فيروس التهاب الكبد "ب"، ونادراً ما يؤديان إلى مقاومة الأدوية بالمقارنة مع الأدوية الأخرى، كما يَسهُل أخذهما (حبة في اليوم)، وتأثيراتهما الجانبية قليلة؛ وبالتالي يتطلبان رقابة محدودة فقط. ومن الأدوية الأخرى المصرَّح باستخدامها من قبل وكالات صحية حول العالم كل من: اديفوفير، و تيلبيفودين.
    • انترفيرون الفا-2ب: يعتبر الانترفيرون أوَّل العلاجات المقدَّمة إذا كان الكبد يعمل بصفة جيدة، وامتلك المصاب القدرة المادية لتغطية تكاليف العلاج. وهذا الدواء هو نسخة مصنَّعة من مواد ينتجها الجسم لمحاربة العدوى؛ بتحفيز النظام المناعي على مهاجمة فيروس التهاب الكبد "ب"، واستعادة السيطرة عليه. ويعطى الانترفيرون، عادةً، عن طريق الحَقْن مرة في الأسبوع لمدة 48 أسبوعاً. وقد تشمل تأثيراته الجانبية أعراضاً شبيهة بالإنفلونزا، الاكتئاب، وصعوبة في التنفس.
    • زراعة الكبد: تعد زراعة الكبد العلاج الأمثل للمصابين بفشل الكبد الناجم عن التهاب الكبد "ب" المزمن. وخلال العملية، يستأصل الجراح الكبد التالف، مستعيضاً عنه بآخر سليم أو أجزاء منه وهَبَها متبرع مناسب. وبعد الإجراء الجراحي، قد يتوجب على المريض أخذ بعض الأدوية المضادة للفيروسات، والتحصين ضد المرض؛ لتقليل الفرصة الشائعة لعودة التهاب الكبد "ب"، والتي تحد من النتائج المرجوّة.
    • نمط الحياة الصحي: بالرغم من عدم إمكانية السيطرة على التهاب الكبد "ب" بالتغذية الصحية والرياضة فقط، فإنّ اتباع عادات صحية للكبد قد تساعد على تقليل تضرر الكبد الذي قد يتطور مع المرض. ويُنصَح المرضى باستشارة الأطباء ومختصي التغذية لوضع خطة غذائية تقدم أطعمة صحية وكافية، كما أنّ الحد من شرب الكحول والتوقف عن التدخين يُعزِّزان من حماية الكبد.
المضاعفات
  • تشمُّع الكبد: قد يؤدي الالتهاب المصاحب لعدوى التهاب الكبد "ب" إلى إحداث الندوب في الكبد؛ ما قد يضعضع وظيفته. ويصيب تشمع الكبد ما يقرب من خُمس المصابين بالتهاب الكبد "ب"، وغالباً ما يحدث ذلك بعد مرور سنوات عدة على الإصابة بعدوى الفيروس أوّل مرة.
  • سرطان الكبد: طبقاً لمؤسسة التهاب الكبد "ب"، يسبب الالتهاب المزمن في الكبد (من النوعين "ب"، و"ج") حوالي 80% من مجمل حالات سرطان الكبد الأولي في العالم. ويعتبر خطر الوفاة بهذا النوع من السرطان مرتفعاً؛ بمعدل بقاء لخمس سنوات يبلغ 10% فقط. ويتوفر المصابون بالتهاب الكبد "ب" المزمن على خطر شديد للإصابة بسرطان الكبد في حال تطور لديهم التشمع.
  • فشل الكبد: فشل الكبد الحاد هو حالة تتوقف فيها الوظائف الحيوية للكبد عن العمل. وعندما يحدث ذلك الأمر، تصبح زراعة الكبد ضرورية لاستمرار الحياة. وقد يتطور ذلك لدى حالات قليلة من التهاب الكبد "ب" الحاد، التي توصِل إلى مشكلة فادحة تدعى التهاب الكبد "ب" المباغت؛ وفيها يهاجم النظام المناعي الكبد، ويلحق به ضرراً بليغاً.
الوقاية
  •  لقاح فيروس التهاب الكبد "ب": تقول منظمة الصحة العالمية إنّ اللقاح المتوافر لفيروس التهاب الكبد "ب" فعّال بنسبة 95% في اتّقاء العدوى، وتطور المرض المزمن، وسرطان الكبد الناجم عن التهاب الكبد "ب". ويبقى مفعول اللقاح لعشرين سنة على الأقل، ويُحتمَل استمراره مدى الحياة. وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد أطلقت لقب "أول لقاح ضد السرطان" على لقاح فيروس التهاب الكبد "ب"؛ لأنّ باستطاعته أنْ يمنع المُسَرْطِن الرئيس المؤدي إلى تطور سرطان الخلايا الكبدية، أشهر أنواع سرطان الكبد الأولي. إلى ذلك، يساهم التطعيم المبكر عقب التعرض لفيروس التهاب الكبد "ب" في منع تطور العدوى. وتعطى ثلاث إلى أربع جرعات من لقاح التهاب الكبد "ب" بغرض إتمام المناعة لاتقاء المرض. ويجب أنْ تؤخَذ الجرعة الثانية بعد انقضاء شهر على الأقل من موعد الجرعة الأولى، فيما تُعطى الجرعة الثالثة بعد مرور ما لا يقل عن شهرين على تاريخ الجرعة الثانية وتخطّي أربعة أشهر أو أكثر من وقت أخذ الجرعة الأولى. وتوصي منظمة الصحة العالمية بحصول جميع الرُّضَّع على لقاح فيروس التهاب الكبد "ب" الأول في أسرع وقت ممكن بعد الولادة، يُفضَّل خلال 24 ساعة، كما يتوجب تحصين الأشخاص في مجموعات الخطر الشديد، المذكورة آنفاً في "عوامل الخطر".
  • متطلبات السلامة: إنّ اتخاذ جملة من التدابير في نمط الحياة وأماكن العمل واللهو يلعب دوراً محورياً في تجنيب الأشخاص التعرض للفيروس المسبّب لالتهاب الكبد "ب"؛ وبالتالي تقليل خطر إصابتهم بالمرض. ومن جملة ما يوصَى به:

    • العمل بمقتضى استراتيجيات مأمونية الدم، متضمنةً الاختبار مضمون الجودة لجميع الدم المتبرَّع به ومكونات الدم المستخدمة في عملية النقل؛ لتجنب الانتقال العَرَضي للمرض.
    • تطبيق ممارسات الحَقْن الآمن، مثل: إلغاء الحقنات غير الضرورية وغير المأمونة، واستخدام تقنية التطهير؛ للحيلولة دون تلوث أدوات الحَقْن والجراحة.
    • مراعاة ممارسات جنسية أكثر أماناً، والتي تتضمن تقليل عدد الشركاء الجنسيين، والاستفادة من تدابير الحائل المُحَصّن، كالواقي الذكري المناسب والفعال.
    • التوقف عن تعاطي المخدرات؛ وهو ما يمكن تحقيقه بترك رفاق السوء، وطلب المساعدة من الجهات المختصة، التي توفر الدعم والحماية والسرية للمدمن حتى تعافيه.
    • الانتباه إلى تعقيم الأدوات المستخدمة في إحداث بعض الظواهر الجسدية، مثل ثَقْب الجسم، الوشم، والحجامة.
مآل المرض

العديد من المصابين بالتهاب الكبد "ب" لا يشعرون بتاتاً بالمرض، ويتعافون منه بشكل كامل، بينما يواجه الآخرون مرضاً حاداً وخفيفاً، مع التعب العام وفقدان الشهية واليرقان. وقد يتطور التهاب الكبد "ب" الحاد إلى مرض مزمن؛ وهو ما قد يُفضي لاحقاً إلى مضاعفات خطيرة. وتعمد فرص حدوث ذلك بشكل كبير على سنّ الإصابة بالتهاب الكبد "ب" الحاد؛ فـ 90% ممن أصيبوا بالعدوى خلال السنة الأولى من العمر يصبحون مصابين بالمرض المزمن، وتصل النسبة إلى 30-50% إذا حدثت العدوى بين السنة الأولى والخامسة، أما عند البالغين، فتتدنّى نسبة تطويرهم لالتهاب الكبد المزمن إلى حدود 5%، وذلك بحسب مراكز السيطرة على الأمراض واتقائها(CDC) .

ويفارق الحياة 686 ألف شخص كل عام بفعل مضاعفات التهاب الكبد "ب" (منظمة الصحة العالمية). وتُعزَى النتائج السيئة للمرض إلى عدم ظهور أعراضه حتى يكون الكبد قد تضرر بشدة. وبالرغم من أنّ معظم المصابين بالتهاب الكبد "ب" هم في طور خامل من المرض ويبقون بصحة جدية، سيصاب 1 من كل 4 تقريباً بمرض نشط قد يؤدي إلى تشمع الكبد وفشله، إضافة إلى سرطان الكبد. ووفقاً للمركز الطبي في جامعة ميريلاند، يحدث التشمُّع لدى 5% إلى 10% من المصابين بالتهاب الكبد "ب" المزمن، وقرابة 14% ممن يعانون من التشمع سيتطور لديهم سرطان الكبد. من أجل ذلك، يعد الاكتشاف المبكر للمرض والالتزام بالعلاج أمراً في غاية الأهمية للمساعدة على التعامل مع التهاب الكبد، ومواصلة الحياة كالمعتاد تقريباً.

انتشار المرض

تقدّر منظمة الصحة العالمية وجود 240 مليون شخص حول العالم مصابين بالتهاب الكبد "ب" المزمن. ويبلغ انتشار التهاب الكبد "ب"  أعلى معدّلاته في دول جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وشرق آسيا؛ حيث يعاني 5-10% من السكان البالغين من المرض المزمن. وتُسجَّل معدّلات انتشار مرتفعة أيضاً في كل من الأمازون والأجزاء الجنوبية من شرق ووسط القارة الأوروبية. وفي الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية، يُقَدّر بأنّ زهاء 2-5% من إجمالي السكان مصابون بالتهاب الكبد "ب" المزمن، بينما يواجهه أقل من 1% من سكان أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.

ويعيش نحو 45% من سكان العالم في مناطق تشهد انتشاراً مرتفعاً لعدوى فيروس التهاب الكبد "ب" المزمن، و43% في مناطق متوسطة الانتشار، فيما تقطن الـ 12% الباقية في مناطق ذات معدّلات انتشار منخفضة. وقد يكون خطر الإصابة بفيروس التهاب الكبد "ب" أكبر في الدول ذات معدّلات انتشار المرض المرتفعة والمتوسطة، كذلك بالنسبة للمهاجرين إليها، والعاملين في مجال التنمية طويلة الأجل في تلك البلدان.

وتظهر دراسة من جامعة ضياء الدين الباكستانية وجود تباينات جندرية ملحوظة في انتشار التهاب الكبد "ب"؛ فمن أصل 472 مصاباً عشوائياً تمت دراستهم، 79.5% منهم كانوا رجالاً، كما وُجِدت السيادة الذكورية في جميع تصنيفات المرض؛ الحاد، والمزمن، والمؤدي لتشمع أو سرطان الكبد. وتكشف دراسة أخرى، أجراها باحثون من جامعة تايوان الوطنية، عن لعب الأندروجين (هرمون ذكري) والإستروجين (هرمون أنثوي) دوراً معاكساً في آليات إحداث الفيروس لالتهاب الكبد "ب" ومحاربته من قبل جهاز المناعة، تصب في صالح الهرمون الأنثوي، وتمنحه ربما دوراً وقائياً من التهاب الكبد "ب" أو تقليل فرص تفاقمه إلى مرض مزمن.

we would recommend you for today
غيوم متناثرة
18.97°
Weather Temp
استخدم كريم واقي من الشمس حتى في الأجواء الغائمة وذلك لأن معظم الأشعة فوق البنفسجية تخترق الغيوم