يعد القهم العصابي حالة صحية نفسية خطيرة وهو وإحدى اضطرابات الأكل الرئيسية الثلاثة. ويعرف القهم العصابي على أنه الانخفاض الشديد بالوزن مصحوب بالخوف الشديد من اكتساب الوزن؛ مما يجعل المرضى يتبعون نظاماً غذائياً مقيد السعرات الحرارية. ويوجد هناك نوعان مألوفان من القهم العصابي، وهما: النوع التقييدي ونوع التطهير. يميل المرضى من النوع التقييدي إلى خسارة وزنهم عن طريق تقييد كمية السعرات الحرارية المتناولة، بينما يميل المرضى من نوع الإفراط في الأكل والتطهير إلى استخدام طريقة إجبار النفس على التقيؤ أو تناول المسهلات ومدرات البول لمنع أنفسهم من اكتساب الوزن. ويمكن لمجموعة من عوامل الخطر أن تزيد من قابلية إصابة الشخص بالقهم العصابي، وتضم هذه العوامل عوامل خطر غير قابلة للتعديل مثل الجنس والعمر والوراثة والتاريخ الطبي للعائلة، وعوامل خطر قابلة للتعديل مثل التغيرات في وزن الجسم وضعف الرضا عن صورة الجسم وتأثير وسائل الإعلام والمجتمع والبحث عن الكمال ووجود تاريخ طبي لاضطرابات القلق والشعور بالوحدة والعزلة والتعرض للتميز، إضافة إلى ذلك فإن العمل في مجال الرياضة والفن أو عرض الأزياء يشكل إحدى عوامل الخطر.
تنقسم العلامات والأعراض المرتبطة بالقهم الغذائي إلى أعراض التطهير وأعراض تظهر على سلوكيات المريض تجاه تناول الطعام وأعراض متعلقة بنظرة المريض لصورة الجسم. تضم أعراض التطهير استخدام المسهلات أو حبوب الحمية أو مدرات البول وإجبار النفس على التقيؤ والممارسة القهرية للتمارين الرياضية. بينما تضم الأعراض الظاهرة على السلوكيات تجاه تناول الطعام، واتباع نظام غذائي مقيد للسعرات الحرارية، ووسواس تجاه عدد السعرات الحرارية، والتظاهر بتناول الطعام، والقلق الدائم تجاه الطعا، وطقوس غذائية غريبة أو سرية. وتضم الأعراض المتعلقة بصورة الجسم فقدان الوزن السريع والشعور بالبدانة بالرغم من امتلاك وزن منخفض والهوس تجاه صورة الجسم و عدم الشعور بالرضا تجاه وزن الجسم.
حدد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة المعايير التشخيصية للقهم العصابي التي تضم: تقييد كمية الطاقة المتناولة نسبة إلى الاحتياجات، وامتلاك وزن منخفض بشكل ملموس والخوف المبالغ فيه من اكتساب الوزن والسلوك المستمر الذي يتداخل مع زيادة الوزن واضطراب في الطريقة التي يواجه بها المرضى أوزانهم أو أشكالهم و التقييم الذاتي الذي يتأثر بوزن الجسم وعدم الاعتراف بالاثار الأليمة الناتجة عن الوزن المنخفض الحالي.
بشكل عام لم يتم تحديد فسيولوجيا القهم العصابي. ولكن اقتراح أن وجود خلل في آليات التحكم بالارتجاع السلبي، والذي يمكن أن يسبب زيادة في نشاط الدوبامين يلعب دوراً في فهم فسيولوجيا القهم العصابي.
يوجد هناك العديد من الطرق المستخدمة لعلاج مرضى القهم العصابي بما في ذلك العلاج النفسي والأدوية والدخول إلى المستشفى للمعالجة. قد يضم العلاج النفسي عدة أنواع من العلاج التي تهدف بشكل رئيسي إلى إقناع وتشجيع المرضى على ممارسة سلوكيات تناول الطعام الصحية. ويمكن أن تساعد برامج العلاج الجيدة مرضى القهم العصابي على استعادة عافيتهم بالاضافة إلى استعادة وزنهم الصحي، ولكن يمكن أن يكون هذا الاضطراب مهددة للحياه المريض إذا ترك دون علاج.
وفقاً للجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل يمثل القهم العصابي ثالث أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الشباب. فالشباب الذين يتراوح أعمارهم بين 15 و 24 ويعانون من القهم العصابي لديهم خطر الموت أكبر بـ10 أضعاف مقارنة مع أقرانهم من نفس العمر.
يتصف القهم العصابي بأنه اضطراب الأكل الذي من الممكن أن يهدد الحياة، ويتميز بفقدان الوزن المفرط وغير المبرر مصحوباً بالخوف الشديد من زيادة الوزن، وتؤدي هذه العوامل إلى التقييد الشديد من قبل المرضى لكمية الطعام التي يتناولونها، أو اتباع إجراءات التطهير، مثل: إجبار النفس على التقيؤ للمحافظة على وزنهم المنخفض بشكل مفرط.
يصنف القهم العصابي إلى نوعين رئيسيين هما:
يحقق مرضى القهم العصابي من النوع التقييدي فقدان الوزن عن طريق تقييد كمية السعرات الحرارية أو الكالوري التي يتم تناولها، إما بتجويع أنفسهم طوعاً عن طريق اتباع نظام غذائي مقيد بعدد قليل من السعرات الحرارية أو بالصوم أو بممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط.
يحقق مرضى القهم العصابي من نوع التطهير فقدان الوزن من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة للتخلص من السعرات الحرارية. تضم إجراءات التطهير إجبار النفس على التقيؤ وتناول المسهلات ومدرات البول.
لا يزال السبب الدقيق وراء حدوث القهم العصابي مجهولاً. يمكن أن يؤدي مزيج من العديد من العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية إلى تطوير هذه الحالة.
يوجد العديد من العوامل التي يمكنها أن تزيد من خطر حدوث القهم العصابي مثل:
يرتفع خطر الإصابة بالقهم العصابي عند الإناث. ومع ذلك، قد تزيد الضغوطات الاجتماعية من خطر الإصابة بالقهم العصبي لدى الذكور.
يتعرض الأشخاص في أي عمر للإصابة بالقهم العصابي. ولكن المراهقين هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
قد تجعل الطفرات في جينات معينة من بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة القهم العصابي.
الأفراد الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بالقهم العصابي هم أكثر عرضة للإصابة بالقهم العصابيش.
قد يتلقى الأشخاص الذين يفقدون وزنهم لأسباب معينة المدح على وزنهم الجديد، مما قد يشجعهم على المحافظة على وزنهم المنخفض أو تقليله أكثر من ذلك.
تفرض وسائل الإعلام بجميع أشكالها المختلفة مثل التلفاز ومجلات الموضة على المشاهدين صورة الجسم المثالي كما تربطه بالنجاح الذي يحققه الفرد، والذي بدوره يضع الأفراد تحت ضغط نفسي كبير مما يؤدي إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بالقهم العصابي.
يمكن للعمل ضمن هذه المجالات أن يزيد فرصة الإصابة بالقهم العصابي، لأنها تتطلب من المعنيين الحفاظ على وزن الجسم المثالي.
يمثل الكمال واحد من أكبر عوامل خطر الإصابة بالقهم العصابي. يعد الكمال الموجه نحو الذات نوع من أنواع الكمال الذي قد يدفع بالأفراد نحو القهم العصابي في محاولة الحفاظ على ما يرونه وزن مثالي أو صورة مثالية للجسم.
عادةً يميل الأفراد الذين لا يحبون مظهرهم الخارجي إلى أن يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالقهم العصابي.
وجدت الأبحاث أن العديد من الناس الذين يعانون من اضطرابات القلق، مثل اضطراب القلق الاجتماعي، هم أكثر عرضة لخطر القهم العصابي.
معرضون لخطر الإصابة بالقهم العصابي.
الأفراد الذين يشعرون بأنهم وحيدون ربما لأن لديهم عدد قليل من الأصدقاء والأنشطة الاجتماعية، هم في خطر متزايد للإصابة بالقهم العصابي.
بشكل عام لم يتم تحديد فسيولوجيا القهم العصابي بشكل كامل. وقد اقترح أن الخلل في آليات التحكم بالارتجاع السلبي قد تلعب دوراً في فسيولوجيا القهم العصابي حيث يمكن أن تسبب هذه الاختلالات في زيادة نشاط الدوبامين. ويقترح أن هذا الخلل أن المريض المرضى المصابون بالقهم العصابي يشعرون بالمشاعر السلبية استجابة لزيادة تراكيز الدوبامين. وبالتي فإن تناول الطعام الذي يطلق بالعادة الدوبامين ليعطي الاحساس بالارتياح يرتبط بالمشاعر السلبية عند المرضى المصابون بالقهم العصابي.
كما اقترح خلل اخر بواسطة مجموعة من العماء مستويات الدوبامين عند المرضى المصابون بالقهم العصابي وعلاقته بتقيد تناول السعرات الحرارية أو الصوم، حيث يميل الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالاحساس بالارتياح عندما يحددون بشدة السعرات الحرارية المتناولة أو عند عدم تناول الطعام. وبناءً عليه فكلما زاد التقييد زادت كمية الدوبامين المفرزة وزاد شعورهم بالارتياح، مما يشجعهم على ممارسة سلوك التقييد بشكل اضافي.
تنقسم العلامات والأعراض التي تظهر على الشخص الذي يعاني من القهم العصابي إلى ثلاث فئات. تضم هذه الأعراض:
الاستخدام المفرط للأدوية مثل مدرات البول أو المسهلات أو الأعشاب الكابتة للشهية أو لالمنشطات الموصوفة طبياً أو شراب عرق الذهب من أجل انقاص الوزن.
يذهب الأشخاص المصابون بالقهم العصابي إلى الحمام مباشرةً بعد الإنتهاء من تناول الطعام من أجل التخلص من الطعام الذي تناولوه.
يحاول الشخص المصاب بالقهم العصابي أن يحرق السعرات الحرارية التي يأكلها من خلال ممارسة التمارين الرياضية بشكل قاسي حتى عندما لا ينبغي عليهم ذلك بسبب الإصابة أو المرض.
يرفض الأشخاص المصابون بالقهم العصابي تناول الكميات الطبيعة من الطعام، كما أنهم يفضلون الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة مع تجنب تناول الكربوهيدرات والدهون حتى وإن كان وزنهم منخفض بشكل خطبير.
يظهر المرضى المصابون بالقهم العصابي قلق محفز للوسواس في قياس و وزن حصص الطعام لحساب كمية السعرات الحرارية والدهون الموجودة فيها.
يميل المرضى المصابون بالقهم العصابي لاختلاق الأعذار من أجل إهمال الوجبات، كما يحاولون إخفاء حقيقة أنهم لم يتناولو الطعام عن طريق إخفاء الطعام أو رميه بعيداً.
قد يجد الأشخاص المصابون بالقهم العصابي أنفسهم منشغلين باستمرار بالتفكير حول الطعام.
يفضل الأشخاص المصابون بالقهم العصابي تناول الطعام وحدهم كما يرفضون تناول الطعام في الأماكن العامة.
يفقد المرضى المصابون بالقهم العصابي وزنهم بشكل سريع دون وجود أي سبب طبي.
يمتلك المرضى المصابون بالقهم العصابي احساس مستمر بأن لديهم وزن زائد إما في جسمهم ككل أو في مناطق معينة من الجسم مثل المعدة أو الوركين أو الفخذين على الرغم من كونها نحيفة جداً.
عادة ما يظهر على المرضى الذين يعانون من القهم العصابي وساوس حول الوزن أو شكل الجسم أو مقاس الملابس.
عادةً ما يحاول المرضى الذين يعانون من القهم العصابي خسارة المزيد من الوزن، حتى وإن كان وزنهم الحالي منخفض بشكل خطير.
عادة ما يستخدم أخصائيو الصحة العقلية المعايير التشخيصية للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة لتشخيص القهم العصابي. وتشمل المعايير التشخيصية للاضطراب ما يلي:
يعد إقناع المرضى الذين يعانون من القهم العصابي بأن لديهم مرض ويجب علاجه التحدي الأكبر في علاج القهم العصابي. يضم العلاج عادةً:
دخول المستشفى للمعالجة
يستحسن أن يبدأ علاج القهم العصابي بالإقامة لفترة قصيرة في المستشفى.
في بعض الحالات قد يحتاج المريض للمكوث في المستشفى لفترة أطول، تضم هذه الحالات:
قد يحتاج المرضى الذين فقدوا أكثر من 70٪ من الوزن المثالي لجسهم إلى التغذية الأنبوبية إما عن طريق الوريد أو المعدة.
يحتاج المرضى الذين يستمر وزنهم بالانخفاض بالرغم من تلقي العلاج إلى البقاء في المستشفى.
يحتاج المرضى الذين يعانون من مضاعفات طبية مثل انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم أو مشاكل في القلب أو الارتباك إلى البقاء في الستشفى.
يحتاج المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد ويمتلكون ميول انتحارية، إلى البقاء في المستشفى.
إصلاح العادت الغذائية
يتضمن هذا العلاج تصحيح عادات الأكل الخاطئة عند المرضى ومساعدتهم على استعادة وزنهم الطبيعي، حيث يعملون على زيادة الوزن من 0.5 إلى 1.5 كغ في الأسبوع.
العلاج النفسي
يستخدم العلاج النفسي في حالة القهم العصابي لإقناع المرضى وتشجيعهم على ممارسة سلوكيات تناول الطعام الصحية. تعد هذه المعالجة فعالة في علاج المراهقين المصابون بالقهم العصابي. قد يضم العلاج النفسي.
يعتمد هذا النوع من العلاج النفسي على نظرية أن ظروف الصحة العقلة مثل القهم تحدث بسبب الأنماط غير الصحية للسلوك والتفكير التي تطورت في الماضي، عادة خلال مرحلة الطفولة.
يضم العلاج الادراكي التحليلي عملية مكونة من ثلاثة مراحل:
البحث عن أسباب الأنماط غير الصحية في الأحداث الماضية التي يمكن أن تفسر هذه الأنماط.
مساعدة الناس على رؤية كيف تسهم هذه الأنماط في القهم العصابي.
تحديد طرق للقضاء على هذه الأنماط غير الصحية.
يعتمد العلاج الادراكي السلوكي على نظرية أن أفعالنا بما فيها الأكل تتأثر بما نفكر أو نشعر به. يحاول المعالجون هنا أن يظهروا كيف يرتبط القهم العصابي في كثير من الأحيان بأفكار ومعتقدات غير صحية وغير واقعية عن الطعام والنظام الغذائي.
يعتمد العلاج بين الأشخاص على نظرية أن الصحة العقلية تتأثر بعلاقات الناس مع الأشخاص المحيطين بهم وعلاقتهم بالعالم الخارجي.
قد تجعل القضايا التي تنتج عن التواصل مع الأشخاص المحيطين مثل الشعور بانخفاض احترام الذات والقلق وعدم الثقة بالنفس الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالقهم العصابي.
يناقش المعالج خلال العلاج بين الأشخاص المشاكل المرتبطة بالعلاقات الشخصية للمرضى وكيفية التعامل معهم.
يعتمد العلاج النفسي الديناميكي البؤري على نظرية أن الصراعات السابقة التي لم تحل، وخاصة خلال الطفولة، يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية للأفراد.
يساعد المعالجون خلال العلاج النفسي الديناميكي البؤري المرضى على ايجاد الطرق الناجحة لمواجهة المواقف المجهدة والأفكار والمشاعر السلبية. إضافة إلى ذلك سيشجع المعالجون المرضى المصابون بالقعم العصابي على التفكير في کیفیة تأثیر تجارب الطفولة المبکرة علیھم.
تمتلك أسر المراهقين المصابين بالقهم العصابي تأثيراً كبيراً عليهم، لذلك فإن التدخل الأسري هو جزء الحرج من العلاج لهذه الفئة من المصابين لأنهم يفتقرون إلى السيطرة على هذه الحالة الخطيرة، كما أنهم غير قادرين على اتخاذ خيارات الأكل الجيد.
الأدوية
قد تساعد الأدوية النفسية التي تستخدم لعلاج الإضطرابات العقلية الأخرى في علاج القهم العصابي. يمكن استخدام نوعين من الأدوية في علاج مرضى القهم العصابي:
تمثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية نوع من أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب. ويمكن استخدامها لمساعدة مرضى القهم العصابي الذين لديهم مشكلة نفسية موجودة في نفس الوقت مثل الاكتئاب أو القلق.
يمثل الأولانزابين نوع من أنواع الأدوية المضادة للذهان المستخدمة بشكل رئيسي في علاج الفصام. ولكن يمكن أن يوصف للمرضى الذين يعانون من القهم العصابي الذين لم يستجبوا جيداً للعلاجات الأخرى ولديهم احساس بالقلق متعلق بالوزن والنظام الغذائي.
قد يعاني مريض القهم العصابي من مضاعفات بدنية وعقلية:
لا توجد طريقة مباشرة لمنع حدوث القهم العصابي. ومع ذلك، فإن تحديد مؤشراتها المبكرة يمكن أن يمنع تطور الاضطراب. تنقسم الوقاية إلى الوقاية الأولية والثانوية، ولكل منها أهداف مختلفة:
الوقاية الأولية
تهدف إلى القضاء على عوامل الخطر التي تزيد من خطر حدوث القهم العصابي. ونضم هذه الإجراءات:
يمكن وضع العديد من الخطط لتقليل تأثير الضغوط الاجتماعية، وبشكل خاص الضغوط التي تتعرض لها المرأة من أجل الحصول على وزن مثالي.
يجب تعليم الأطفال عدم التفكير بأوزانهم بطريقة وسواسية. من خلال قبول الاختلاف الواسع الموجود بالأوزان والتركيز على شخصية الفرد لا على مظهرهم الخارجي. كما يتوجب على المدارس تنفيذ برامج الوقاية المثالية لأن المراهقات معرضات بشدة للإصابة بالقهم العصابي.
يجب على الآباء معرفة المزيد عن القهم العصابي لملاحظة أي تغيرات تظهر على وزن أطفالهم وسلوكيات الأكل لديهم التي قد تشير إلى حدوث الاضطراب. بالإضافة إلى ذلك، يجب على أفراد الأسرة توخي الحذر بشأن سلوكهم حول الطعام، و وزن الجسم وشكله حتى لا تؤثر سلباً على آراء أطفالهم في مثل هذه القضايا.
يمكن أن تؤثر الطريقة التي يتفاعل بها أفراد العائلة مع الأخرين ومع القيم الثقافية الواسعة سلباً على الأفراد وتجعلهم أقل احتراماً لأنفسهم ودائمو البحث عن الكمال. ومن الصعب تغيير العلاقات الأسرية والقوى الاجتماعية ولكن ينبغي تشجيع الأفراد على طلب المشورة بشأن كيفية التعامل مع انخفاض تقدير الذات والشعور بعدم الفعالية والقضايا الأخرى. كما يمتلك الوالدان فرصة لتعليم أطفالهم على كيفية احترام ومحبة أنفسهم.
الوقاية الثانوية
تهدف تدابير الوقاية الثانوية لوقف القهم العصابي مبكراً والتقليل من مدته. تضم الوقاية الثانوية:
يمكن للأشخاص المحيطون باولئك المعرضون لخطر الإصابة بالقهم العصابي أن يلاحظو التغيرات على الحاصلة على أوزانهم وعاداتهم الغذائية، لذلك فإن امتلاك علاقات جيدة مع أولئك المعرضون لخطر الإصابة يمكن أن يساعدهم على منع حدوث الاضطراب.
عادة ما يقضي المعلمون الكثير من الوقت مع المراهقين والشباب، وعادة ما يكون لديهم صورة أكثر موضوعية لسلوك الطالب وتغييرات على أسلوبه، لذلك فإن لديهم فرصة جيدة لتحديد الإصابة بالقهم العصابي.
يمكن للأشخاص الذين يعملون في الرعاية الصحية أن يكونوا أول من يكتشف القهم العصابي. يمكن أن يلاحظ الأطباء أعراض كفقدان الوزن ومشاكل في الهضم وانقطاع الحيض. كما يلاحظ طبيب الأسنان الأعراض الناتجة عن سلوكيات التطهير مثل تآكل الأسنان وتضخم الغدة اللعابية.
يمثل القهم العصابي حالة حرجة يمكن أن تكون مهددة للحياة إذا تركت دون مراقبة. صرحت الجمعية الوطنية الأمريكية لاضطرابات الأكل، أن الشباب الذين يتراوح أعمارهم بين 15 و 24 ويعانون من القهم العصابي لديهم خطر الموت أكبر ب10 أضعاف مقارنة مع أقرانهم من نفس العمر. وبالرغم من ذلك، يمكن أن تساعد برامج العلاج الجيدة المرضى الذين يعانون من القهم العصابي على استرداد عافيتهم واستعادة وزنهم الصحي، ولكن تجدد حدوث الاضطراب أمر شائع جداً. عادةً، سيستمر الأفراد الذين كانوا يعانون من القهم العصابي في تفضيل امتلاك وزن منخفضمع التركيز على الأطمعة وما تحتويه من سعرات حرارية. قد يكون من الصعب على المرض إدارة أوزانهم لذلك فإ هناك حاجة إلى المعالجة طويلة الأمد للحفاظ على الوزن الصحي.
قد تصاب أعضاء الجسم لدى مرضى القهم العصابي المصابون بسوء التغذية الشديد بتلف دائم لا يمكن علاجه مما يتسبب في حدوث آثار طويلة الأمد حتى بعد السيطرة على الاضطراب.
وفقاً للجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل يمثل القهم العصابي ثالث أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الشباب، حيث يسبقها فقط الربو والسكري من النوع الأول.
أظهرت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية الرأي الحالي في الطب النفسي، أتن معدل حدوث القهم العصابي قد زاد على مدى السنوات الخمسين الماضية في الإناث اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 24، ولكن معدل الحدوث لم يتغير في الفئات العمرية الأخرى وفي الذكور.