الرَّبْو هو مرض رئوي مزمن يصيب الشُّعَب الهوائية التي تمرِّر الهواء إلى داخل وخارج الرئتين بالالتهاب والتضيُّق؛ ما يؤدي إلى المعاناة من أعراض تنفسية. وهو مرض غير قابل للشفاء، لكنْ بالإمكان التحكم به والتعامل معه لعَيْش حياة طبيعية وصحية.
إلى الآن، لا يُعرَف على وجه التحديد ما هو السبب الرئيسي لمرض الرَّبْو. ويعتقد المختصون أنّ المرض ينشأ بتظافر العوامل الجينية والبيئية، خاصة في وقت مبكّر من عمر الشخص. ومن هذه العوامل: وجود استعداد وراثي لتطوُّر الحساسية، والإصابة بأنواع من العدوى التنفسية خلال مرحلة الطفولة.
مسبّبات أعراض الرَّبْو:
ملحوظة: تختلف حالة الرَّبْو من شخص لآخر؛ فبعض ما ذُكر أعلاه من مسبّبات أعراض الرَّبْو قد لا يُثيرها عند كل المصابين بالمرض.
تتكوّن المسالك الهوائية من قنوات تحمل الهواء من وإلى الرئتين. وتميل هذه المسالك لدى مرضى الربو إلى التفاعل بقوة عند استنشاق مواد محدّدة؛ حيث يتم انتاج أجسام مضادة، كردّ فعل على التعرض لمثيرات الحساسية، يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية وسيطة تسبّب الالتهاب؛ وهو ما يجعل المسالك متورّمة وشديدة الحساسية.
ونتيجة لذلك، تنقبض العضلات المحيطة بالمسالك التنفسية؛ ما يفاقم التضيق الحاصل في مجرى الهواء، ويقلل بالتالي من تدفقه إلى الرئتين. وقد تُنتِج الخلايا في المسالك الهوائية مزيداً من المخاط لتؤدي إلى مزيد من التضيق. وتنجم أعراض الرَّبْو عن سلسلة هذه التفاعلات.
أحياناً، تكون أعراض الرَّبْو خفيفة، تستمر دقائق معدودة وتذهب من تلقاء نفسها أو بعد تدخل علاجي بسيط بواسطة الأدوية. وفي أحيان أخرى، قد تسوء الأعراض وتستمر ساعات أو أيام. وعادةً ما تشمل أعراض الرَّبْو:
تُشخَّص الإصابة بالرَّبْو وحِدّتها بناءً على التاريخ الطبي والعائلي، إضافة إلى التقييم السريري ونتائج الفحوصات. ويستمع الطبيب إلى تنفس الشخص، وينظر في العلامات والأعراض البادية عليه، أو في نتائج فحوصه، التي تضم:
ينصبّ الهدف في معالجة الرَّبْو على التحكُّم بالمرض. ومن المهم التعامل مع الأعراض بمجرد ملاحظتها؛ منعاً لازديادها سوءاً وتطوُّرها إلى نوبة ربو خطيرة. ويتضمّن العلاج كذلك تدخلات علاجية للوقاية من تكرار الأعراض. ويكتنف التعامل الشامل مع الرَّبْو:
هنالك العديد من الأمور التي يمكن القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالرَّبْو أو أعراض المرض ونوباته عند المصابين به:
لا يوجد علاج شافٍ من الرَّبْو. وبالرغم من الشعور بالجيد أحياناً، فما زال المرض موجوداً، ويمكن لأعراضه أنْ تندلع في أي وقت. مع ذلك، يتمكن معظم المصابين بالرَّبْو من السيطرة على المرض بالمعرفة والعلاجات المتوافرة والمحدَّثة، ولعبهم دوراً حيوياً في إدارته؛ لتضمحلّ حينها الأعراض والنوائب، ويعيش الشخص حياة طبيعية نشطة دون مقاطعة من المرض.
ولا تتطور الإصابة إلى داء الرَّبْو بعد سنّ السادسة عند العديد من الأطفال الصغار ممن يخالجهم الأزيز عندما يصابون بالرشح أو العدوى التنفسية؛ إذ قد يكون ذلك العَرَض ناتجاً عن صغر حجم المسالك التنفسية عندهم، التي تصبح أضيق خلال الإصابة بالعدوى التنفسية، ومع نمو الطفل تنمو المسالك التنفسية، ولا يعود الأزيز موجوداً عند الإصابة بهذه العدوى.
يُصيب الرَّبْو الأشخاص في جميع الأعمار، لكنه يبدأ غالباً خلال مرحلة الطفولة. ومن بين الأطفال، يوجد ذكور مصابون بالمرض أكثر من الإناث، بينما تتفوق النساء على الرجال بين البالغين المصابين. وتتطور أولى أعراض الرَّبْو عند غالبية الأطفال المصابين قبل بلوغهم سنّ الخامسة، حتى مع صعوبة تشخيص المرض في هذه السن.
وتشير أحدث التقديرات العالمية المنقَّحة في دراسة العبء العالمي للمرض إلى أنّ زُهاء 334 مليوناً يعانون من الرَّبْو، معظمهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، التي يقدَّر أنْ تشهد أسرع وتيرة انتشار للمرض. وتَعُدّ منظمة الصحة العالمية مرض الرَّبْو أكثر الأمراض غير المَعِدية شيوعاً بين الأطفال.