Register with us and take advantage of our distinguished services
داء الانسداد الرئوي المزمن
نبذة عن المرض

الانسداد الرئوي المزمن، أو يُعرَف اختصاراً بـ (COPD)، هو مرض شائع يستمر مدى الحياة، يتدخَّل في التنفس الطبيعي، جاعلاً من الصعب الحصول على الأكسجين المطلوب. وترجِع عبارة داء الانسداد الرئوي المزمن إلى مجموعة من الأمراض، أكثرها شيوعاً ما كان يدعى سابقاً بالنُّفَاخ الرِّئَوِيّ (تلف في الأكياس الهوائية في الرئة)، والْتِهَاب الشُّعَب المُزْمِن (التهاب طويل الأمد في المسالك الهوائية). ويعتبر داء الانسداد الرئوي المزمن مسبباً رئيساً للوفاة والعجز حول العالم.

ويعد التدخين المسبب الأول لداء الانسداد الرئوي المزمن؛ حيث أنّ معظم المصابين بهذا المرض مدخنون أو كانوا يدخنون في ما مضى. وقد يؤدي التعرض طويل الأمد لمهيجات الرئة الأخرى - كتلوث الهواء، الأبخرة الكيميائية، أو الغبار – أيضاً إلى الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن. وبوتيرة أقل، قد يلعب عامل جيني محدَّد، يتسبب بنقص في بروتين معين، دوراً في تطور الانسداد الرئوي المزمن، من خلال إسهامه في الإضرار بالرئة، وإحداث المرض.

ولا يختبر العديد من المصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن أعراضاً حتى المراحل المتأخرة من المرض. وتعد صعوبة التنفس أبرز ما يشكوه المصاب. كما قد تتطور أعراض تنفسية أخرى، مثل السُّعال، وتراكم البلغم، وضيق الصدر. وتميل هذه الأعراض للاستفحال تدريجياً مع الوقت، لاسيما مع استمرار التدخين والتعرض للمهيجات.

ومن الضروري أنْ يتم التحدث مع الطبيب حالما يلاحظ الشخص أعراضاً كهذه؛ حيث تُمكّن فحوصات الكشف المبكر من التعرف على داء الانسداد الرئوي المزمن قبل حدوث خسارة كبيرة في وظائف الرئة. ويمثل قِياس النَّفَس أبرز الفحوص المستخدمة لتقييم الحالة التنفسية، وتقدير وظيفة الرئة. ويمكن للاختبارات التصويرية، كالتصوير الإشعاعي والتصوير المقطعي المحوسَب، أنْ تُظهِر تراكيب الصدر، وأية تغيرات تشير إلى الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن.

ولا يوجد علاج شافٍ من داء الانسداد الرئوي المزمن لغاية الآن. مع ذلك، تتوافر عدة علاجات باستطاعتها تحسين الأعراض وتقليل نوبات تفاقم المرض وتحسين نوعية الحياة بشكل عام. ويوجد الكثير من المعالجات المتاحة لداء الانسداد الرئوي المزمن، وتتحدد بناءً على حالة المصاب، واستجابته للعلاج.

وتساعد الأدوية - سواءً المُسْتَنْشَقَة أو المُبْتَلَعَة – على تسهيل عملية التنفس، وذلك عبر توسعة المسلك الهوائي و/أو تخفيف حدة الالتهاب داخله. وقد تمنح علاجات أخرى، كالمعالجة بالأكسجين، منافع إضافية، خصوصاً للحالات المتوسطة والشديدة من داء الانسداد الرئوي المزمن. وأحياناً، قد يُضطر للجراحة؛ لإزالة الجزء المتضرر بشدة من الرئة، أو استئصالها كاملة بغرض الاستعاضة عنها بأخرى سليمة من متبرع.

وبالإجمال، يعتبر داء الانسداد الرئوي المزمن قابلاً للوقاية؛ كَوْن غالبية حالاته تتعلق بعوامل خطر قابلة للتعديل. وأفضل طريقة لاتقاء داء الانسداد الرئوي المزمن هي عدم البدء بالتدخين، أو الإقلاع عنه تماماً. ويعد تجنب مهيجات الرئة التي قد تؤدي إلى المرض من الإجراءات التي تساعد على حماية الرئتين. كما يتوجب تقييم بيئة عيش الشخص وعمله، وضبطها قدر الإمكان؛ لمراقبة وتقليل كمية الملوِّثات التي تؤذي الرئتين.

التعريف

يُستخدَم اصطلاح دَاء الانْسِدَاد الرِّئَوِيّ المُزْمِن، أو الدَّاء الرِّئَوِيّ المُسِدّ المُزْمِن (COPD)، للدلالة على أمراض رئوية التهابية تستمر مدى الحياة وتتفاقم بشكل تدريجي، متضمنةً بشكل أساسي ما كان يُطلَق عليهما "النُّفَاخ الرِّئَوِيّ"، و"الْتِهَاب الشُّعَب الهَوَائِيَّة المُزْمِن". وتتسبب هذه الأمراض بانقطاع تدفق الهواء في الرئتين؛ ما يؤدّي إلى صعوبات تنفسية.

كيف تعمل الرئة؟

يدخل الهواء الذي نتنفسه إلى القصبة الهوائية، ويمر نحو الأسفل في أنابيب تسمَّى الشُّعَب الهوائية، التي تتفرع داخل الرئة إلى آلاف الأنابيب الأصغر والأدق تدعى بالشُّعَيْبَات الهَوَائِيَّة. وتنتهي هذه الأنابيب في عناقيد من أكياس هوائية دقيقة دائرية الشكل، تسمَّى الحويصلات الهوائية، التي يتخلَّل جدرانها أوعيةٌ دمويةٌ دقيقةٌ تُدعَى الشُّعَيْرات الدموية.

وعندما يصل الهواء إلى الحويصلات الهوائية، يعبر الأكسجين خلال جدرانها وصولاً إلى الدم المتواجد في الشُّعَيْرات الدموية. وفي ذات الوقت، ينتقل ثاني أكسيد الكربون من الشُّعَيْرات نحو الحويصلات الهوائية. وتُسمَّى هذه العملية بِرِمَّتها "التَّبَادُل الغَازِيّ". وتعتبر المسالك والحويصلات الهوائية تراكيب مرنةً، تمتلئ كل حويصلة بالهواء كبالون صغير عند الشهيق، فيما تنكمش عند إخراج الهواء عن طريق الزفير.

وفي حال الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن، تتدفق كمية أقل من الهواء من وإلى الرئتين؛ نتيجة واحد أو أكثر من الآتي: افتقاد المسالك والحويصلات الهوائية لخاصية المرونة، دمار الجدران الفاصلة بين العديد من الحويصلات، ثَخانة جدران المسالك الهوائية والتهابها، أو إنتاج هذه المسالك كمية مخاط أكثر من المعتاد تؤدي إلى انسدادها.

الأنواع الفرعية

لم يعد يستخدم المصطلحان الأكثر شهرة "نُفَاخ الرِّئَة"، و"الْتِهَاب الشُّعَب المُزْمِن" للدلالة على داء الانسداد الرئوي المزمن، لكنَّهما ما يزالان مشمولَيْن ضمن تشخيص المرض. وعلى الرغم من تشابه داء الانسداد الرئوي المزمن ومرض الرَّبو، إلّا أنّه بالإمكان التفريق بينهما، من خلال أنّ الأوَّل يتطور عادةً في منتصف العمر، ويستفحل ببطء، مع تاريخ للتعرض للتدخين وغيره من مهيجات الرئة. في المقابل، يبدأ الربو غالباً في مرحلة الطفولة، مع تاريخ عائلي لهذا المرض، وتختلف الأعراض من يوم لآخر، وتنحو للازدياد سوءاً خلال الليل.

الأسباب

يحدث داء الانسداد الرئوي المزمن عندما تصبح الرئتان والمسلك الهوائي ملتهبةً ومتضررةً ومتضيقة، وينجم ذلك بشكل أساسي عن:

  • التدخين: في الغالب، يحصل داء الانسداد الرئوي المزمن لدى الأشخاص بعمر 40 سنةً أو أكثر ممن يمتلكون تاريخاً بالتدخين. وهؤلاء قد يكونون مدخنين حاليين أو سابقين، كما يندرج في إطار الخطر الأشخاص الذين يتعرضون لتدخين الآخرين (التدخين السلبي). وبينما لا يصاب جميع المدخنين بداء الانسداد الرئوي المزمن، فإنّ معظم من يعانون هذا المرض (زُهاء 90%) قد مارسوا و/أو ما يزالون يمارسون التدخين. ويواجه المدخنون خطراً يناهز 12-13 ضعفاً للوفاة بداء الانسداد الرئوي المزمن، مقارنةً بمن لم يدخنوا مطلقاً في حياتهم.
  • المهيجات الأخرى: قد يحدث داء الانسداد الرئوي كذلك عند أولئك الذين لديهم اتصال طويل الأمد بملوثات ضارة في أماكن العمل. ومن بين المهيجات المؤذية للرئة مواد كيميائية وغبار وأبخرة معينة. هذا وقد يتسبب الاتصال طويل الأمد مع مهيجات الرئة في المنزل، أيضاً، بالإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن.
  • حالة جينية: حتى لو لم يدخن الفرد في حياته أو يتعرض للملوثات لفترة ممتدة من الوقت، فما زال ممكناً أنْ يصاب بداء الانسداد الرئوي المزمن. ويعد نقص بروتين ألفا 1-أنتي تريبسين(AATD) أكثر عامل جيني معروف للإصابة بالنُّفَاخ الرِّئَوِيّ. وقد يصاب مثل هؤلاء بالمرض في الثلاثينات والأربعينات من العمر، وبخص إنْ كانوا مدخنين. مع ذلك، تعتبر هذه الحالة نادرة الحدوث.
عوامل الخطر

يتعرض العديد من الأشخاص إلى مسببات داء الانسداد الرئوي المزمن؛ ما يضعهم في خطر أكبر لتطوير هذا المرض الخطير. ومن هؤلاء:

  • المدخنون والمتعرضون لدخان التبغ: يرتبط ما يصل إلى 9 من كل 10 حالات لداء الانسداد الرئوي المزمن بالتدخين. وكَوْن الشخص معرَّضاً لتدخين الآخرين (التدخين السلبي) قد يزيد أيضاً من خطر الإصابة بهذا المرض.
  • العاملون المتعرضون لأنواع معينة من الغبار والكيميائيات، مثل: أبخرة وغبار الكادميوم، غبار الحبوب والطحين، غبار السيليكا، أبخرة تلحيم المعادن، مركَّبات ايزوسيانات، ودخان الفحم.
  • الأشخاص القاطنون في مناطق تلوُّث الهواء. التعرض الداخلي والخارجي طويل الأمد للهواء غير النظيف قد يؤثر في عمل الرئة، ويزيد خطر الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن.
  • من لديهم نقص في ألفا 1-أنتي تريبسين: وجود قريب قرابة لصيقة مصاب بداء الانسداد الرئوي المزمن يشير إلى أنّ جينات الشخص قد تجعله أكثر عرضة لهذا المرض، لاسيما إذا تم تأكيد افتقاره إلى الشيفرة اللازمة لإنتاج هذا البروتين.
  • تقدم السن: يتطور داء الانسداد الرئوي المزمن ببطء على مدار سنوات؛ لذلك يكون معظم الأشخاص في عمر أربعين عاماً، على الأقل، عندما تبدأ أعراض المرض؛ وقد يكون لهذا علاقة بزيادة مدة التعرض لمهيجات الرئة، وربما يتأثر بعملية الشيخوخة.
  • الأطفال الصغار الذين يعانون من عدوى متكررة في الجهاز التنفسي السفلي: الإصابة بعدة حالات عدوى تنفسية، كالتهاب الشُّعَب الحاد والتهاب الرئة، في الطفولة المبكرة ترتبط بخطر أكبر لتطوير داء الانسداد الرئوي المزمن في أواخر العمر.
فيسولوجية المرض

داء الانسداد الرئوي المزمن هو حالة معقدة، تضم في ثناياها: التهاب المسالك الهوائية، تغيرات تابعة له في تركيب هذه المسالك، واختلال مُخَاطي هُدْبِي.

  • التهاب المسالك الهوائية: يتصف داء الانسداد الرئوي المزمن بالتهاب طويل الأمد للمسالك الهوائية ونسيج الرئة والأوعية الدموية الرئوية؛ بفعل التعرض إلى المهيّجات المُسْتَنْشَقَة، كدخان التبغ، التي تسبب تراكماً لخلايا التهابية، مثل: العَدِلَات (خلايا دم بيضاء)، اللِّمْفاوِيَّات التَّائِيَّة CD8+، والخَلَايَا البَالِعَة. وعندما يتم تحفيزها، تبدأ هذه الخلايا سلسلةً من التفاعلات الالتهابية، التي تحفِّز إفراز وسائط التهابية تُبْقِي على عملية الالتهاب، وتؤدّي إلى التلف النسيجي.
  • التغيرات التركيبية: يُعاد تشكيل المسالك الهوائية في داء الانسداد الرئوي المزمن كنتيجة مباشرة للاستجابة الالتهابية التي ترافق المرض وتؤدي إلى تضيق المسالك الهوائية. وتساهم في ذلك ثلاثة عوامل رئيسة، هي: التليُّف المحيط بالشعب الهوائية، تراكم النسيج المُتَنَدِّب من الضرر اللاحق بالمسالك الهوائية، والتضاعف المفرط للخلايا الظِّهارية التي تبطن هذه المسالك. ويترافق التدمير، الذي يطال الحويصلات الهوائية والقنوات الحويصلية والشُّعَيْبَات الهوائية، مع فقدان مرونة نسيج الرئة؛ بسبب دمار التراكيب الداعمة والمغذِّية للحويصلات (نُفَاخ الرِّئَة).
  • الاختلال المُخَاطِي الهُدْبِي: يؤدي التدخين والالتهاب إلى تضخم الغدد المخاطية المبطنة لجدار المسالك الهوائية؛ ما يُحدِث كثرةً في الخَلَايَا الكَأْسِيَّة المفرزة للمخاط، ويؤدي أيضاً إلى الاستعاضة عن الخلايا السليمة بخلايا أكثر إفرازاً للمخاط. وبالإضافة إلى ذلك، يسبب الالتهاب المرافق لداء الانسداد الرئوي المزمن تلفاً في نظام النقل المُخَاطِي الهُدْبِي، المسؤول عن تنظيف المسالك الهوائية من المخاط- وكلا العاملَيْن المذكورَيْن يسهمان في زيادة المخاط في المسالك الهوائية، التي تتراكم في النهاية، سادَّةً هذه المسالك، ومقللة من تدفق الهواء.
العلامات والأعراض

قد لا يلاحظ الشخص أية أعراض في المراحل الأولى لداء الانسداد الرئوي المزمن، ويمكن أنْ يتطور المرض لسنوات من دون أنْ يتم التنبه له. ويبدأ الشخص باختبار الأعراض في المراحل الأكثر تطوراً، وتتضمن:

  • صعوبة ملحوظة في التنفس (عُسْر النَّفَس).
  • سعال مزمن (يستمر ثلاثة أشهر على الأقل كل سنة، في سنتين على التوالي).
  • بلغم يدفع إلى السعال، عادةً في الصباح.
  • صوت الصَّفير أثناء التنفس، خصوصاً عند بذل مجهود أو في حالات التفاقم.
  • ضيق في الصَّدر.
  • عدوى تنفسية متكررة.
  • فقدان الطاقة.
  • ازرقاق الشَّفَتَيْن وتحت الأظافر (الزُّرَاق).
  • فقدان غير مقصود للوزن (في المراحل المتأخرة).

 

التشخيص

تُشَخَّص الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن استناداً إلى علامات وأعراض المرض، فضلاً عن التاريخ العائلي والشخصي، والتقييم السريري؛ ويتم تأكيد ذلك كله بنتائج جملة من الفحوصات، تشمل:

  • قِيَاس التنفس: يعتبر قياس التنفس أكثر اختبارات وظائف الرئة شيوعاً، وهو الذي يقيس كمية الهواء التي يمكن استنشاقها وزفرها، وإنْ كانت الرئتان تُسَلِّمان إلى الدم كميات كافية من الأكسجين. وفي هذا الاختبار، يُطلَب من المريض النَّفْخ في أنبوب موصول بجهاز صغير يقيس كمية الهواء التي يمكن أنْ تستوعبها الرئتان، وسرعة دفع الهواء خارجهما بعملية الزفير. ويمكن أنْ يكشف اختبار قِياس التنفس عن داء الانسداد الرئوي المزمن، حتى قبل اختبار الأعراض، كما يمكن استخدامه لتعقب تطور المرض، ومراقبة مدى نجاح العلاج.
  • الاختبارات الأخرى لوظائف الرئة: بعض الاختبارات قد تساعد أيضاً على تقييم وظيفة وحالة الرئة، ومن بينها اختبار ذَرْوَة الجريان، الذي يقيس سرعة إخراج الهواء من الرئتين، ويساعد على استثناء الإصابة بالربو. ويقيس اختبار تخطيط التحجُّم كمية الهواء المتواجد في الرئتين عندما يأخذ الشخص نَفَساً عميقاً. أمّا سِعَة الانتشار الرئوي، فهو اختبار آخر يقيس مدى انتقال الأكسجين من الرئتين إلى مجرى الدم.
  • اختبار ألفا 1-أنتي تريبسين: بعض حالات داء الانسداد الرئوي المزمن يسببها نقص في بروتين ألفا 1-أنتي تريبسين الجائل في الدم. وبدون هذا البروتين، تبدأ خلايا الدم البيضاء بإيذاء الرئتين وإحداث تدهور فيها. وتوصي منظمة الصحة العالمية بأنَّ على كل فرد شُخِّصَتْ إصابته بداء الانسداد الرئوي المزمن أنْ يخضع لاختبار ألفا 1-أنتي تريبسين.
  • اختبارات التصوير: يمكن أنْ تُستخدَم صورة الصدر الإشعاعية للبحث في نُفَاخ الرِّئَة، كما يمكنها استثناء المشكلات التنفسية الأخرى أو فشل القلب التي تستطيع التسبب بأعراض مشابهة لداء الانسداد الرئوي المزمن. وقد يساعد التصوير المقطعي المحوسب أيضاً في اكتشاف نُفَاخ الرِّئَة، وتحديد فيما إذا كان في وسع الشخص الاستفادة من جراحات الرئة لمعالجة داء الانسداد الرئوي المزمن، كما يمكن استخدامه في الكشف عن سرطان الرئة.
المعالجة

بالرغم من عدم توافر علاج شافٍ من داء الانسداد الرئوي المزمن لغاية الآن، فقد تسعف العلاجات المتاحة حالياً في التحكم بالأعراض، وإبطاء تطور المرض. ومن المعالجات الفعالة للتعامل مع داء الانسداد الرئوي المزمن:

  • الإقلاع عن التدخين: الخطوة الأكثر أهمية في أية خطة علاجية لداء الانسداد الرئوي المزمن هي التوقف التدخين بجميع أشكاله، وهي الطريقة الوحيدة لمنع استحكام المرض، وربما تكون كل ما يلزم في المراحل المبكرة من المرض. مع ذلك، ليس متأخراً أبداً الإقلاع عن التدخين؛ فحتى الأشخاص في المراحل المتقدمة من داء الانسداد الرئوي المزمن يمكنهم الاستفادة من تركه. وفي حال واجه الشخص صعوبة في ذلك، فربما ينفعه استخدام معوِّضات النيكوتين بعد استشارة الطبيب. وتعد جماعات الدعم مفيدةً أيضاً لبلوغ الهدف المنشود.
  • المعالجات الدوائية: يستخدم الأطباء أنواع متعددة من الأدوية لعلاج أعراض ومضاعفات داء الانسداد الرئوي المزمن. وقد يأخذ المصاب بعض الأدوية بشكل منتظم، فيما تُؤخَذ الأخرى عند الحاجة، وتضم:
    • الأدوية المُسْتَنْشَقة: تُعْطَى هذه الأدوية مباشرةً إلى الرئة عن طريق أدوات خاصة، ويمكنها المساعدة على إرخاء العضلات المحيطة بالمسالك الهوائية و/أو تخفيف وطأة الالتهاب؛ ما قد يساعد على تهدئة السعال وصعوبة التنفس. وبناءً على شدّة المرض، قد يحتاج المصاب:
      • المُوَسِّعَات القَصَبِيَّة قَصِيرَة الأَمَد: بالنسبة لمعظم المصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن، تعتبر مِنْشَقَات المُوَسِّع القَصَبِّي قَصِيرَة الأَمَد الخيار العلاجي الأول. وتُسهِّل هذه الأدوية عملية التنفس، كما تُرخِي وتوسِّع المسالك الهوائية، وهي تتواجد بنوعين: مِنْشَقَات نَاهِضَات بِيتَا 2، ومِنْشِقَات مُضَادَّات المُسْكَارِين. وينبغي أنْ يتم استخدام المِنْشَقَات قصيرة الأمد عندما يشعر الشخص بصعوبة في التنفس، ولغاية 4 مرات في اليوم، كحد أقصى. ومن أمثلة هذه الأدوية: ألبوتيرول (سالبوتامول)، ليفالبوتيرول، وايبراتروبيوم.
      • المُوَسِّعَات القَصَبِيَّة طَوِيلَة الأَمَد: إذا كان الشخص يختبر أعراضاً بشكل منتظم خلال اليوم، فستوصَف في المقابل مِنْشَقَة مُوَسِّع قَصَبِيّ طَوِيل الأَمَد. ويعمل هذا الدواء بطريقة مشابهة للمجموعة السابقة، لكنْ يستمر مفعول كل جرعة منه لما لا يقل عن 12 ساعة؛ وبالتالي يلزم استخدامها مرة أو مرتين فقط في اليوم. وتصنَّف هذه الأدوية أيضاً إلى نوعين: مِنْشَقَات نَاهِضَات بِيتَا 2 (مثل سالميتيرول، وفورموتيرول)، ومِنْشَقات مُضَادَّات المُسْكَارِين (تضم تيوتروبيوم، وأكليدينيوم).
      • السّتِيرُويْدَات المُسْتَنْشَقَة: إن لم يزل الشخص يعاني صعوبة في التنفس لدى أخذه المِنْشَقَات طَوِيلَة الأَمَد، أو كان يُصاب بنوبات تأزُّم متكررة، فقد يقترح الطبيب تضمين المِنْشَقَات الستيرويدية في خطة العلاج. ويمكن أنْ تساعد الستيرويدات على تخفيف الالتهاب في المسالك الهوائية، ومنع اشتداد المرض. ولهذه الأدوية بعض التأثيرات الجانبية الموضعية، قد تتضمن التهابات فِطْرِيَّة في الفم (القُلَاع)، وبحة الصوت. ويعد فلوتيكازون وبوديسونيد أمثلةً على هذه الأدوية.
      • المِنْشَقات الثُّنَائِيَّة: تجمع بعض الأدوية المُوَسِّعات القَصَبِيَّة (خاصةً طويلة الأمد)، مع الستيرويدات المُسْتَنْشَقَة معاً في مِنْشَقَة واحدة؛ بغرض منح تأثيرات أكثر، وذات اتجاهات متعددة. ومن الأمثلة على هذه الأدوية: سالميتيرول مع فلوتيكازون، إضافةً إلى فورميتيرول مع بيوديسونيد.
    • الأدوية بطريق الفم: إذا لم تتم السيطرة على أعراض الانسداد الرئوي المزمن بواسطة المِنْشَقَات، فقد يصف الطبيب أدوية على شكل أقراص أو كبسولات فموية. ومن الأدوية الرئيسة المستخدمة في هذا المجال:
      • الستيرويدات بطريق الفم: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون حالة تأزُّم شديدة أو متوسطة تُسمَّى "السَوْرَة"، فقد تمنع جرعة قصيرة المدى (7-14 يوم) من الكورتيكوستيرويدات بطريق الفم ازدياد الحالة سوءاً. وقد يحمل الاستخدام طويل الأمد لهذه الأدوية تأثيرات جانبية خطرة، تتمثَّل بزيادة الوزن، السكري، هشاشة العظام، السّاد (إعتام عدسة العين)، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى. من أجل ذلك، ينبغي أنْ توصَف الجرعات الأطول من قبل أخصائي داء الانسداد الرئوي المزمن، وذلك بأقل جرعة ممكنة، مع المراقبة اللصيقة للتأثيرات الجانبية.
      • مُثَبِّطات فُسْفُودايسْتِراز-4: دواء جديد تمت الموافقة عليه حديثاً للتعامل مع الحالات الشديدة من داء الانسداد الرئوي المزمن وأعراض التهاب الشعب الهوائية المزمن، هو روفلوميلاست، المُصَنَّف ضمن الأدوية المُثبطة لإنزيم فُسْفُودايسْتِراز-4، والذي يقلل من التهاب المسالك الهوائية، ويعمل بالتالي على تسهيل عملية التنفس. وتشمل التأثيرات الجانبية لهذا الدواء الإسهال وفقدان الوزن.
      • ثَيُوفِيلِين: قد يساعد هذ الدواء على تحسين التنفس، والحيلولة دون تأزُّم الحالة. وقد تشمل الأعراض الجانبية لهذا الدواء الغثيان، الصداع، الخفقان، والرُّعاش. وهذه التأثيرات متعلقة بالجرعة؛ لذلك يوصَى عادةً بالجرعات المنخفضة، وقد يحتاج المصابون إلى إجراء اختبارات دم منتظمة أثناء العلاج؛ للتحقق من مستويات الدواء في الدم، وضبط الجرعة لتكون أكثر فعاليةً وأقل مضايقةً.
      • المضادات الحيوية: يمكن أنْ تفاقِم العدوى التنفسية، كالتهاب الشعب الهوائية الحاد والتهاب الرئة، أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن. بدورها، تساعد المضادات الحيوية على مواجهة حالات اشتداد المرض، لكنْ عادةً لا يوصَى بها للوقاية. وقد يَصِف الطبيب جرعة قصيرة الأمد من المضادات الحيوية في حال عانى الشخص من أعراض العدوى الصدرية، كسعال بلغم أصفر أو أخضر، والحُمَّى.
      • الأدوية المُقَشِّعَة للبلغم: إنْ كان هناك سعال صدري مستمر مع الكثير من البلغم الكثيف، فقد يوصي الطبيب بأخذ أدوية تعمل على تليين البلغم وتسهيل إخراجه من المسلك الهوائي عن طريق السعال. وتؤخَذ هذه الأدوية على شكل أقراص أو كبسولات، وأحياناً شراب بطريق الفم، ومن الأمثلة عليها أسيتيل سيستين، وغايفينيسين.
  • المعالجات الرئوية: في الغالب، يستخدم الأطباء معالجات إضافية للمصابين بالحالات المتوسطة والشديدة من داء الانسداد الرئوي المزمن؛ بغية مساعدتهم على امتلاك زمام السيطرة على المرض. وتتضمن هذه المعالجات:
    • المعالجة بالأكسجين: في بعض الأحيان، قد يحتاج المرضى أكسجيناً مُكمِّلاً يزوَّد باستمرار عن طريق القناع التنفسي أو الأنابيب الأنفية؛ وذلك للحيلولة دون تدنِّي مستوى الأكسجين في الدم إلى مستويات خطيرة، وهي الطريقة الوحيدة من معالجات داء الانسداد الرئوي المزمن التي ثبت أنّها تطيل العمر المتوقَّع. وتمتد المعالجة طويلة الأمد بالأكسجين لمدة 15 ساعة على الأقل في اليوم، وقد يستخدم بعض المصابين الأكسجين خلال ممارسة الأنشطة أو أثناء النوم، ولا يدعو ذلك للقلق؛ بحكم توافر العديد من المُعِدَّات لتزويد الرئتين بالأكسجين، متضمنةً وحدات خفيفة الوزن وقابلة للحمل، مع أنابيب طويلة، يمكن اصطحابها مع الشخص عند الرغبة بالتحرك.
    • برنامج إعادة تأهيل الرئة: تمزج مثل هذه البرامج الشاملة بين التعليم والتمرين والنصائح الغذائية والدعم النفسي والمشورة، وقد تم تصميمها لإعانة المصابين بالمشكلات التنفسية، كداء الانسداد الرئوي المزمن. ويعمل المريض مع عدد من المختصين، الذين يستطيعون قيادة رحلة العلاج لتلبية حاجات المصاب. وقد تقلل إعادة تأهيل الرئة من مدة المكوث في المستشفى، كما تزيد القدرة على المشاركة في الأنشطة اليومية، وتحسِّن من نوعية الحياة عموماً.
    • التهوية غير الباضعة (NIV): في حال أُخِذ المريض إلى المستشفى نتيجة تأزُّم المرض على نحو سيء، فقد تُقدَّم له معالجةً تُدعَى التهوية غير الباضعة، يُعطَى من خلالها الأكسجين عن طريق جهاز متنقل، موصول بقناع يغطي الأنف والفم، ويعمل على دعم الرئتين، ويجعل التنفس أسهل.
  • المعالجات الجراحية: تمثّل الجراحة خياراً لبعص المصابين الذين يعانون أشكالاً شديدة من نُفَاخ الرِّئَة، عندما لا تكفي الأدوية وحدها في مساعدتهم. وتضم الخيارات الجراحية:
    • جراحة إنقاص حجم الرئة: يستأصل الجراح في هذا الإجراء جزءاً متضرراً بشدة من الرئة؛ ما يخلق حيزاً إضافياً في تجويف الصدر، يفسح المجال لتمدُّد نسيج الرئة السليم المتبقّي، ويمكِّن الحجاب الحاجز من العمل بشكل أكثر فعالية. ويمكن أنْ تحسن هذه الجراحة نوعية الحياة وفرص البقاء بالنسبة لبعض الأشخاص.
    • استئصال الفقاعات الرئوية: الفقاعات الرئوية هي مناطق تجمُّع كبيرة للنُّفَاخ الذي يتشكّل في الرئتين عندما تتلف جدران الحويصلات الهوائية. ويمكن لهذه الفقاعات أنْ تتضخم بشكل كبير وتتسبب بمشكلات تنفسية. وفي عملية استئصالها، يُزيل الطبيب الفقاعات من الرئتين ليحسِّن من تدفق الهواء.
    • زراعة الرئة: قد تكون زراعة الرئة خياراً لبعض الأشخاص الذين لا يستطيعون تحقيق معايير معينة. ويتضمن هذا الإجراء إزالة الرئة التالفة، والاستعاضة عنها بواحدة سليمة من قبل متبرع. ويمكن أنْ تحسن زراعة الرئة من القدرة على التنفس والتفاعل، لكنها، مع ذلك، تحمِل بعض المخاطر، من قبيل رفض العضو المزروع، والحاجة طويلة الأمد، عادةً، إلى أخذ أدوية مُثَبِّطة للمناعة.
  • الممارسات الصحية: يحمل تغيير طريقة العيش الكثير من المنافع للمصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن. ونمط الحياة الصحي والسلوكيات الصحية الأخرى مشمولةٌ في الخطة العلاجية للمرض، ومن خلالها يضطلع المصاب بمسؤولياته، ويشارك بشكل إيجابي في هذه الخطة. ومن بين الممارسات الصحية:
    • تنظيف المسالك التنفسية: مع الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن، تميل الإفرازات إلى التراكم في الممرات الهوائية، وقد يصعب التخلص منها. إلى ذلك، قد يساعد السعال المتحكَّم به، وشرب كميات وافرة من الماء، واستخدام أجهزة ترطيب الهواء، على حلحلة المخاط المتراكم، وتسهيل عملية التنفس.
    • التمرن بانتظام: قد يبدو أنّ من الصعب ممارسة الرياضة عندما يكون الشخص يعاني مشكلة تنفسية، لكنَّ النشاط البدني المنتظم يمكنه تحسين القوة العامة، ومقاومة وقوة عضلات التنفس. هذا وتتوجب مناقشة نوع ومستوى النشاط البدني مع الطبيب.
    • تناول الأطعمة الصحية: قد يسهم اتباع نظام غذائي صحي في الحفاظ على القوة. وإذا كان الشخص منخفض الوزن، فقد يوصي الطبيب باستخدام مكمِّلات غذائية؛ أمّا إنْ كان الشخص بديناً أو ذا وزن مفرط، فإنّ خسارة هذه الزيادة، يمكن أنْ تعضد عملية التنفس بشكل ملحوظ.
    • التَّطعيم: على المصاب بداء الانسداد الرئوي المزمن استشارة طبيبه فيما إذا كان ينبغي له الحصول على لقاحات الإنفلونزا والتهاب الرئة، ومتى يستطيع القيام بذلك. ويمكن لهذه اللقاحات أنْ تقلل فرص الإصابة بهاذين المَرَضَيْن الذين يشكّلان مخاطر صحية رئيسة بالنسبة للمصابين أصلاً بداء الانسداد الرئوي المزمن.المزمن.
المضاعفات

التنفس هو من العمليات الحيوية الأساسية التي لا يستقيم العيش بدونها لدقائق معدودة. ولأنّ داء الانسداد الرئوي المزمن يتداخل مع تركيب ووظيفة الرئتين، قد يتسبب المرض ببروز مشكلات أخرى ذات علاقة به، والتي قد تشكل خطراً على حياة المصاب ورفاهه.

  • العدوى التنفسية: المصابون بداء الانسداد الرئوي المزمن هم أكثر عرضة لاكتساب عدوى نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الرئة. ويمكن أنْ تجعل أيّة عدوى تنفسية عملية التنفس أصعب بكثير عند هؤلاء، وقد تسبب مزيداً من التلف في نسيج الرئة.
  • سَوْرَة داء الانسداد الرئوي المزمن: من المحتمل أنْ يواجه المصابون بداء الانسداد الرئوي المزمن نوبات تشتد فيها حدة أعراض المرض، وتتفاقم أكثر من المعتاد، وتبقى بضعة أيام على الأقل. وفي العديد من الحالات، تُستَثَار السَّوْرَة بفعل عدوى في الرئتين. وإنْ لم يحصل المصاب على العلاج المطلوب، فقد تؤدي الحالة إلى معاناة شديدة، وربما الوفاة بسبب الفشل الرئوي.
  • اعتلالات القلب: لأسباب غير مفهومة كُلِّياً حتى الآن، قد يزيد داء الانسداد الرئوي المزمن خطر الإصابة بأمراض القلب، من ضمنها النوبة القلبية وفشل الجانب الأيمن من القلب. وقد يكون ذلك متعلقاً بنقص أكسجين الدم، الناجم عن داء الانسداد الرئوي المزمن.
  • المشكلات الأخرى في الرئة: يتوفَّر المصابون بداء الانسداد الرئوي المزمن على خطر أكبر لتطوير الإصابة بسرطان الرئة، كما قد يُتْلِف المرض تركيبة الرئة، ويسمح بتسرب الهواء إلى تجويف الصدر، ليتسبب بانهيار الرئة (الاسْتِرْوَاح الصَّدْرِيّ).
  • اضطرابات النوم: نظراً لعدم حصول المصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن على أكسجين كافٍ، فربما يواجهون أرقاً، أو يستيقظون على نحو متكرر خلال فترة نومهم؛ ما قد يحرمهم من الرَّاحة الكافية.
الوقاية

بما أنّ المسببات وعوامل الخطر الرئيسة للإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن هي قابلة للتعديل، فهنالك الكثير الذي يمكن فعله لتقليل خطر الإصابة بهذا المرض، وحماية الجسم من مضاعفاته، ومن ذلك:

  • تجنب التدخين: الإقلاع عن التدخين هو أهم شيء يمكن القيام به لعيش حياة أطول وأكثر صحة. وفي حال لم يكن الشخص مدخناً، فعليه ألّا يبدأ، ويوصَى كذلك بتجنب التعرض لتدخين الآخرين. ويتوجب أنْ يكون المنزل وغيره من الأماكن المغلقة خاليةً من التدخين؛ ما يساعد على حماية النفْس والأشخاص المحيطين.
  • الوعي بالمخاطر الأخرى: على الشخص أنْ يأخذ حِذْرَه لحماية نفسه من المواد الكيميائية والأغبرة والأبخرة الضارّة في مكان سُكناه أو عمله. وقد يتطلب ذلك رصداً لجودة الهواء، وإحكام إغلاق مستوعَبات المواد الكيميائية، فضلاً عن ارتداء الأدوات الواقية المناسبة، كالأقنعة، إنْ كانت طبيعة العمل تقتضي التعامل مع مثل تلك المواد. وقد تساعد المتابعة المستمرة للعاملين على اكتشاف داء الانسداد الرئوي المزمن في مراحله المبكرة، والحيلولة دون تفاقمه.
  • النضال لبيئة نظيفة: كأشخاص صالحين وفاعلين، علينا جميعاً السعي في مجتمعاتنا للحفاظ على بيئة صحية؛ حيث يتوجب إيقاف مصادر التلوث، أو على الأقل كبحها للحد الأدنى الممكن من الانبعاثات والمخلَّفات الضارة. ويشكّل ترشيد استهلاك الطاقة أسلوباً رائعاً لتقليل الكيميائيات الضارة التي يطلقها إحراق الوقود بغرض توليد الطاقة، وبالإمكان تحقيق ذلك من خلال إطفاء الأجهزة والأنوار غير المستخدمة، واستعمال أضواء ووسائل نقل أكثر كفاءة، إضافة إلى الحد من قيادة السيارات.

 

مآل المرض

يتطوّر داء الانسداد الرئوي المزمن على نحو بطيء، وغالباً ما تزداد الأعراض سوءاً مع الوقت، ويمكنها أنْ تحد من القدرة على القيام بالأنشطة المعتادة، لا بل وقد تمنع الحالات الشديدة من أداء حتى الأنشطة الأساسية، مثل المشي أو إعداد الطعام أو الاعتناء بالذات. وفي معظم الأوقات، يتم تشخيص الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن في منتصف العمر أو أزيد. ولا ينتقل المرض من شخص لآخر؛ كونه غير معدٍ. مع ذلك، فإنّ مشاركة نفس البيئة تعني حصولاً على العديد من ذات المخاطر لتطوره.

ولا يوجد علاجٌ شافٍ من داء الانسداد الرئوي حتى الآن، ولا يعرف الأطباء كيف يعكسون التلف الحاصل للمسالك الهوائية والرئتين. مع ذلك، يساعد كل من العلاج المتاح وتغيير نمط الحياة على الشعور بحال أفضل، والبقاء أكثر نشاطاً، وعلى إبطاء تطور المرض. وبالإدارة الصحيحة، يتمكّن معظم المصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن من تحقيق سيطرة معقولة على الأعراض، ونوعية حياة جيدة، وكذا الحد من الحالات الأخرى المرافقة.

انتشار المرض

وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يعاني 65 مليون شخص حول العالم من داء انسداد رئوي متوسط أو شديد. وقد خسر ثلاثة ملايين شخص حياتهم في 2012 بسبب إصابتهم بهذا المرض؛ ما يمثل 6% من إجمالي الوفيات في ذلك العام. وتحدث 90% تقريباً من الوفيات بداء الانسداد الرئوي المزمن في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وتشير التقديرات لعام 2030 إلى أنّ داء الانسداد الرئوي المزمن سيصبح المسبب الثالث للوفاة على الصعيد العالمي. ويعد داء الانسداد الرئوي المزمن مسبباً رئيساً للعجز؛ إذ يقف وراء حوالي 5% من سنوات الحياة المُنَمَّطَة بالعجز عالمياً (مجموع سنوات العجز المَرَضي غير المميت، والسنوات المفقودة نتيجة الوفاة المبكرة). وقد احتل داء الانسداد الرئوي المزمن المرتبة التاسعة من حيث مسببات العجز عام 2010.

ويُعتبر تدخين السجائر المسبب الأول لداء الانسداد الرئوي المزمن في الدول المتقدمة، فيما يحدث المرض في الدول النامية على الأغلب عند الأشخاص المتعرضين للأدخنة من حرق الوقود لغايات إعداد الطعام والتدفئة في منازل دريئة التهوية. وفي وقت ما، كان داء الانسداد الرئوي المزمن أكثر شيوعاً بين الرجال، لكن نتيجةً للزيادة في ممارسة التدخين بين النساء في الدول المتقدمة، والخطر الأكبر للتعرض لتلوث الهواء داخل المنزل في الدول النامية، يصيب داء الانسداد الرئوي المزمن حالياً الرجال والنساء على حد سواء تقريباً.

we would recommend you for today
رذاذ خفيف الكثافة
15.84°
Weather Temp
اتخذ احتياطات لتبقى تشعر بالدفء وتحافظ على جفاف ملابسك لتحمي نفسك من المرض