Register with us and take advantage of our distinguished services
داء كرون
نبذة عن المرض

يعد داء كرون مرضاً مزمناً من داء الأمعاء الالتهابي يسبب التهاباً في السبيل الهضمي. يتميز المرض بوجود فترات متعاقبة بين نوبات احتدام وهدوء، يصيب أي جزء من السبيل الهضمي بدءاً من الفم وحتى الشرج، على الرغم من شيوعه في الجزء الأخير من المعي الدقيق المسمى باللفائفي والأمعاء الغليظة (القولون). يصنف داء كرون إلى أنواع فرعية اعتماداً على الجزء المصاب من السبيل الهضمي، وهي التهاب اللفائفي والقولون، والتهاب اللفائفي، وداء كرون المعدي الاثني عشري، والتهاب الصائم واللفائفي، والتهاب القولون الورمي الحبيبي.ويصنف داء كرون على أنه مرض مجهول السبب، ويعتقد العلماء أن تفاعلاً معقداً من عوامل وراثية، واستجابة مناعية شاذة، وعوامل مكروبية، وعوامل بيئية قد تؤدي لحدوثه.تشمل عوامل الخطر التي من الممكن أن تزيد خطر الإصابة بداء كرون عوامل وراثية مثل التاريخ العائلي للإصابة بكرون، والعوامل البيئية مثل العيش في المناطق الحضرية، وفقدان التوازن المكروبي بين البكتيريا الضارة والمفيدة في المعي، واختلال وظيفي في الجهاز المناعي ينتج عنه مهاجمة خلايا الأمعاء.وينشأ داء كرون عندما تسبب عيوب في الحائل الظهاري لخلايا الأمعاء ترشيح خلايا الجهاز المناعي لمنطقة حول الخلايا الخبيئية الموجودة في الأمعاء. وتنتج هذه الخلايا المناعية مواد كيميائية تسمى السيتوكينات التي تسبب الالتهاب، كما توجه أنواع أخرى من الخلايا المناعية التي تطلق أيضا المواد المتلفة إلى بطانة الأمعاء، والتي تؤدي إلى تقرح الغشاء المخاطي السطحي المبطن للأمعاء. ثم تتحرك الخلايا المناعية في وقت لاحق أعمق في طبقات الغشاء المخاطي حتى تصل إلى أعمق طبقات بطانة الأمعاء، وتنشر الالتهاب. وقد تتراوح أعراض كرون من طفيفة إلى شديدة. وتشمل الأعراض النمطية الإسهال وآلام البطن والحمى. بينما يظهر مرضى كرون من النوع الشديد عادة أعراض خارج السبيل الهضمي مثل ألم المفاصل أو التهاب العينين والجلد. ويجري الطبيب من أجل تشخيص داء كرون، فحص بدني لبطن المريض بالإضافة لاستخدام فحوصاً مخبرية وتصويرية للتأكد من وجود المرض. وتشمل الفحوصات المخبرية التي يمكن استخدامها اختبارات الدم والبراز للتحقق من فقر الدم واستبعاد العدوى. وتضم الفحوصات التصويرية غالباً التصوير المقطعي المحوسب للبطن، أو تخطيط حركة الأمعاء بالرنين المغناطيسي.يعد داء كرون غير قابل للشفاء، لكن يهدف العلاج إلى تقليل الالتهاب في السبيل الهضمي، ومنع نوبات الاحتدام وزيادة وقت الهدوء. ويساعد تغيير نمط الحياة والأدوية في علاج داء كرون. وتشمل الأدوية المستخدمة لعلاج داء كرون الأمينوساليسيلات، والكورتيكوستيرويد، والمعدلات المناعية، والعلاج الحيوي. وتعد العمليات الجراحية خيارا لعلاج مضاعفات المرض أحياناً.قد تؤثر المضاعفات الناجمة عن داء كرون على الأمعاء أو أجزاء أخرى من الجسم وتتضمن تخلخل العظم أو ما يسمى الهشاشة، وفقر الدم، وسوء التغذية، والتضيق، والناسور، والتقرحات، وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولوني المستقيمي. وتكون الوقاية من داء كرون غير ممكنة بسبب عدم القدرة على تحديد السبب وراء الإصابة به، لكن الوقاية لمرضى كرون تهدف إلى الحد من شدة الأعراض وتمديد وقت الهدوء. ويصل المريض لذلك عبر تغيير نمط الحياة بالإضافة إلى العلاج. وتشمل هذه التغييرات الإقلاع عن التدخين، وتجنب تناول المشروبات الكحولية، وتعلم كيفية السيطرة على الإجهاد، وتناول وجبات أصغر بشكل متكرر وتجنب الأطعمة الحارة أو الغنية بالألياف.إذا تم إدارة المرض بشكل صحيح، يصبح ممكناً أن يحصل مرضى كرون على نوعية مقبولة من الحياة. حيث يتمتع معظم مرضى كرون بحياة طبيعية. وتملك أمريكا الشمالية وأوروبا أعلى معدلات الإصابة بداء كرون. ونشرت مقالة في "المجلة العالمية لطب الجهاز الهضمي" الأمريكية، تفيد أن معدلات الإصابة بداء كرون في العالم تتراوح بين 0.1-16 لكل 100،000 شخص.
 

التعريف

يعد داء كرون من الأمراض المزمنة مجهولة السبب والذي ينتج عنه التهاب السبيل الهضمي، وهو أحد أكثر أنواع داء الأمعاء الالتهابي انتشاراً. يصيب المرض جميع أجزاء السبيل الهضمي من الفم إلى الشرج لكنه أكثر شيوعاً في الجزء الأخير من المعي الدقيق المسمى اللفائفي والأمعاء الغليظة (القولون). ويتميز المرض بفترات متعاقبة من نوبات الاحتدام والهدوء.

الأنواع الفرعية

يقسم داء كرون إلى أنواع فرعية اعتماداً على المنطقة المتأثرة من السبيل الهضمي.

  • التهاب اللفائفي والقولون

يصيب هذا النوع نهاية الأمعاء الدقيقة المسمى اللفائفي والأمعاء الغليظة وهو أشهر أنواع داء كرون.

  •  التهاب اللفائفي

يصيب هذا النوع اللفائفي وحده.

  • كرون المعدي الاثني عشري

يؤثر هذا النوع على المعدة والجزء بداية الأمعاء الدقيقة المسمى بالاثني عشر.

  •  التهاب الصائم واللفائفي

يتميز هذا النوع بظهور مناطق متقطعة من الالتهاب في النصف العلوي من الأمعاء الدقيقة المسمى الصائم.

  • التهاب القولون الورمي الحبيبي

يصيب هذا النوع القولون.

الأسباب

لم يتم بعد تحديد السبب الدقيق لداء كرون. ويعتقد الباحثون أنه نتيجة لتفاعل معقد بين عوامل وراثية، واستجابة مناعية شاذة، بالإضافة لعوامل مكروبية وبيئية.

عوامل الخطر

قد تؤثر مجموعة من عوامل الخطر على فرصة الإصابة بداء كرون كالآتي:

  • العمر

يكثر ظهور الإصابة بداء كرون بين سن 15 و35 سنة.

  • العوامل الوراثية

ساعدت التطورات في الاختبارات الوراثية الباحثين على تحديد العديد من المورثات التي قد تترافق مع زيادة خطر الإصابة بمتلازمة القولون المتهيج، والذي يزيد وجود تاريخ عائلي منه من خطر الإصابة بداء كرون. ويزيد خطر الإصابة بداء كرون عند القوقازيين واليهود.

  • العوامل البيئية

تزيد عوامل الخطر البيئية بما في ذلك العادات الغذائية، واستخدام الدواء، والإجهاد، والتدخين، والموقع الجغرافي من احتمال الإصابة بداء كرون كالآتي:

  • يعد المدخنون السابقون والنشطون أكثر عرضة لظهور داء كرون، مع ظهور الخطر عند هذا الأخير بشكل أعلى.
  • قد يكون انخفاض مستوى فيتامين (د) عاملَ خطرٍ محتملٍ لداء كرون.
  • يرتبط استخدام جرعات عالية من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية بشكل متكرر ولفترة طويلة من الزمن بزيادة خطر داء كرون.
  • قد يزيد أيضاً استخدام المضادات الحيوية من خطر داء كرون، بسبب تأثير هذه المضادات على الأحياء الدقيقة التي تعيش بشكل طبيعي داخل الجسم.
  • يرفع وجود مستويات عالية من التوتر من خطر المرض.
  • قد يسهم تلوث الهواء في خطر الإصابة بداء كرون.
  • قد يؤدي استخدام حبوب منع الحمل الفموية إلى زيادة خطر كرون بنسبة هامشية، خاصة مع الاستخدام المطول، مع الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذا الخطر.
  • يزيد العيش في منطقة حضرية من خطر الإصابة بداء كرون.
  • يزيد العيش في منزل صغير والمولود في الأخير يزيد من خطر داء كرون.
  • يزيد ارتفاع تناول السكر في النظام الغذائي من خطر كرون.
  • تزيد العدوى في الفترة المحيطة بالولادة (الفترة الممتدة من الأسبوع 20 من الحمل إلى اليوم 28 بعد الولادة) لكل من الأم أو الطفل من خطر داء كرون.
  • العوامل المكروبية

يعتقد الباحثون أن الاختلال المكروبي بين البكتيريا الضارة والمفيدة في المعي يرتبط بظهور داء كرون. ويعزز تناقص التنوع والثبات الملحوظ في نبيت المعي لمرضى كرون من هذه الفرضية.

وقد تسهم عدة عوامل في حدوث هذا الخلل، ما يزيد من خطر الإصابة بداء كرون مثل التهاب المعدة والأمعاء الحاد الذي قد ينجم عن جرثومة السلمونيلة والعطيفَة، بالإضافة إلى التعرض لأنواع محددة من البكتيريا، مثل: الليستريَّة المُستوحدة واليرسنية الملهبة للمعي والقولون.

  • العوامل المناعية

يسبب وجود خلل وظيفي في الجهاز المناعي مهاجمته للخلايا المعوية، ما يؤدي لظهور أعراض داء كرون.

فيسولوجية المرض

تؤدي العديد من عوامل الخطر إلى عيوب في الحاجز الظهاري للخلايا المعوية، وقصور في التهام الذاتي وهي آلية تدمير طبيعية منظمة للمكونات الخلوية غير الضرورية، وعوز في مستقبلات التعرف على النمط الفطري، ومشاكل في تمايز اللمفاوية وهي نوع من الخلايا المناعية.

تنتمي مستقبلات التعرف على النمط الفطري إلى الجهاز المناعي الفطري، وهي عبارة عن بروتينات تنتجها خلايا الجهاز المناعي الفطري لتحديد الممرضات المكروبية أو الخلايا التالفة أو الميتة.

يبدأ التلف الأولي بسبب ترشح خلايا جهاز المناعة في منطقة محدودة حول خلايا الأمعاء الخبيئية المعروفة باسم غدد ليبركون الخبيئية أيضاً. وتنتج هذه الخلايا المناعية مواد تسمى السيتوكينات التي تسبب الالتهاب وتحفز أنواع أخرى من الخلايا المناعية التي تطلق أيضا مواد التهابية تتلف بطانة الأمعاء؛ ما يؤدي إلى تقرح الغشاء المخاطي السطحي لها. وتستمر في وقت لاحق الخلايا المناعية بالحركة داخل طبقات الغشاء المخاطي العميقة المبطنة للأمعاء، ونشر الالتهاب. وتبدأ الخلايا المناعية مع هذا التحرك بالتجمع على شكل أورام حبيبية غير ناخرة. ويعرف الورم الحبيبي غير الناخر على أنه منطقة التهاب تكون فيها الأنسجة غير ميتة. وتنتشر الأورام الحبيبية عبر جميع طبقات جدار الأمعاء وفي العقد اللمفاوية الناحية وفي المساريق، وهي الأغشية التي تربط الأمعاء بجدار البطن.

تتحرك العدلات وهي نوع آخر من الخلايا المناعية إلى خلايا الأمعاء الخبيئية لتكون الخراجات الخبيئية بداخلها، ما ينتج عنه تدمير للخلايا وضمور القولون.

تظهر التغيرات المجهرية في الغشاء المخاطي للأمعاء كالتبيغ الذي يطلق على فرط الدم في الأوعية، والوذمة أو التورم في الغشاء المخاطي المصاب. وتتشكل في وقت لاحق قرحاً تسطحية منفصلة على مجموعة من الخلايا المناعية تسمى المجاميع اللمفاوية، تظهر هذه القرحات على شكل بقع حمراء أو انخفاضات في الغشاء المخاطي. وقد تصبح هذه القرحة عميقة وذات أطراف متموجة تسمى بالساعية، ما يؤدي لظهور الغشاء المخاطي كالحصى الكبيرة. والجدير بالذكر أنَّ هذه الآفات أو التقرحات عادة ما تكون متقطعة، حيث يفصل بينها مناطق سليمة ليطلق عليها اسم تخطي الآفات.

يعد الالتهاب الممتد على عمق جدار الأمعاء كاملا سمة لداء كرون، ويسبب هذا الالتهاب كثافة لجدار الأمعاء، ما يؤدي إلى تضييق التجويف داخل الأمعاء أو ما يسمى اللمعة. ويسبب تطور المرض انسداداً أو تقرحاً عميقاً ينتج عنه تكون ممرات شاذة تدعى التنوسر، والالتصاقات أو الندب النسيجية، وتكون الخراجات، والثقب المكروي، وسوء امتصاص الأمعاء للغذاء والسوائل.

يكون انسداد الأمعاء الناتج عن تورم الغشاء المخاطي أو الوذمة غير منتظمٍ في البداية وقد يختفي. ولكن مع تقدم المرض يصبح الانسداد مزمناً نتيجة لتضيق اللمعة أو التجويف، وتشكل التضيقات في أجزاء الأمعاء، وتكون النسيج الضام الليفي الزائد كجزء من عملية الالتئام أو ما يدعى التليف.

العلامات والأعراض

يعاني مرضى كرون عادة في البداية من الأعراض الآتية:

  • إسهال
  • حمى
  • ألم بطن، يظهر الألم عادة بشكل غادر أو تدريجي، ويؤثر على الربع الأيمن السفلي، ويظهر بعد تناول وجبة الطعام بشكل قريب
  •  الإعياء
  •  شقوق شرجية، وهي شقوق صغيرة في بطانة الشرج تؤدي إلى الألم أثناء حركات الأمعاء
  •  فم قارح وملتهب
  •  فقدان وزن غير مقصود

يمكن أن تظهر بعض الأعراض الأخرى، مثل:

  • الدم في البراز، وهي أقل شيوعاً
  • التهاب العينين والجلد
  • التهاب قنوات الصفراء أو الكبد
  • التهاب المفصل (ألم وتورم في المفاصل)

قد يكون داء كرون طفيفاً أو شديداً، فكلما قلت عدد حركات الأمعاء كان المرض أخف.

وتشمل خصائص داء كرون الطفيف:

  •  قد لا يشكو المريض من ألم البطن أو قد يكون الألم خفيفاً.
  •  تكون المضاعفات خارج السبيل الهضمي أقل، أو حتى غائبة.
  •  لا يكتشف الطبيب وجود أي كتل عند فحص البطن.
  •  لا يوجد لدى المريض ناسور أو خراجات أو أي مضاعفات مزمنة أخرى.
  • يعد شعور المريض بالراحة والصحة أمراً طبيعياً أو شبه طبيعي.
  •  لا يعاني المريض من نقص الوزن.
  •  يكون تعداد خلايا الدم الحمراء للمريض ضمن المعدل الطبيعي أو قريباً منه.

وتشمل خصائص داء كرون الشديد:

  • تكون حركات الأمعاء متكررة جداً، ما يتطلب أدوية مضادة للإسهال قوية للسيطرة عليها.
  • يصاحب هذا النوع ألماً شديداً في البطن.
  • يكون تعداد خلايا الدم الحمراء منخفضاً لدى المريض.
  •  يعاني المريض من مضاعفات خارج السبيل الهضمي، مثل: ألم المفاصل أو مضاعفات مزمنة مثل ناسور.
  • يصبح شعور المريض بالراحة والصحة متدنياً.
التشخيص

يقوم الطبيب عادة بإجراء فحص بدني ثم يستخدم مجموعة من الفحوصات المخبرية والتصويرية للتأكد من تشخيص داء كرون:

  • الفحص البدني

يقوم الطبيب بالتحقق من انتفاخ البطن، وعلامات تضخم الكبد أو الطحال، ويستمع إلى الأصوات داخل البطن.

  • الفحوصات التصويرية
  •  تنظير القولون

يستخدم تنظير القولون لفحص داخل المستقيم والقولون، ويمكن أخذ خزعة أثناء تنظير القولون. يفيد هذا الفحص في الكشف عن وجود الورم الحبيبي، ما يساعد في تأكيد تشخيص داء كرون.

  •  تصوير الجهاز الهضمي العلوي بالأشعة السينية

يتناول المریض مواد تباین فموية مثل الباريوم تسهل ظهور الأمعاء بتصوير الأشعة السينية. فيتيح هذا الفحص للطبيب تحديد وجود أي تقرحات أو ناسور. فتظهر التقرحات العميقة في الغشاء المخاطي للأمعاء بصور الأشعة السينية على شكل حصى كبيرة.

  •  تنظير المعوي الكبسولي

يبتلع المريض كبسولة تحتوي على كاميرا. تلتقط الكاميرا صور من الأمعاء الدقيقة. قد يظهر الفحص وجود أي تقرحات سطحية.

  • التصوير المقطعي المحوسب للبطن، أو تخطيط حركة الأمعاء بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب

تعطي هذه الفحوصات التصويرية تصويراً مفصلاً للأمعاء. وهي تستخدم لتحديد وجود انسداد، أو ناسور، أو تضيقات، أو خراجات، أو فصل لعروات الأمعاء نتيجة لتكون الوذمات.

  •  تنظير الجهاز الهضمي العلوي

يسمح هذا الفحص للطبيب بفحص الجزء العلوي من السبيل الهضمي.

  • التنظير المعوي بالبالونأو أي نوع آخر من التنظير المعوي

يستخدم منظار طويل لفحص الأمعاء الدقيقة في التنظير المعوي. أما في حالة التنظير المعوي بالبالون، تقوم بالونات صغيرة بتسهيل حركة المنظار داخل الأمعاء.

  • الفحوصات المخبرية

وتشمل الفحوصات المخبرية المستخدمة في تشخيص داء كرون فحوصات الدم، وفحوصات وظائف الكبد، وفحوصات البراز. سيتم جمع عينة دم من المريض وتستخدم للتحقق من وجود علامات التهاب أو عدوى، وفقر الدم، وانخفاض بروتين الألبومين في الدم، وشذوذ الكهارل، ووجود واسمات معينة مثل الأجسام المضادة التي ترتبط عادة بداء كرون. وعادة ما يستخدم فحص البراز لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لأمراض الجهاز الهضمي، وخاصة الالتهابات ويمكن استخدامه للكشف عن وجود الدم.

المعالجة

لم يتم حتى الآن الشفاء من داء كرون. بينما يهدف العلاج إلى الحد من التهابات السبيل الهضمي، ومنع حدوث نوبات الاحتدام، وتمديد فترة الهدوء.ويتكون العلاج من إدارة النظام الغذائي والتغذية، واستخدام الأدوية للتخفيف من الأعراض ومنع حدوث نوبات الاحتدام، وقد تستخدم الجراحة في حالة توقف استجابة المريض للأدوية وللتغييرات في نمط الحياة.

  • الأدوية

يهدف العلاج بالعقاقير في داء كرون إلى التخفيف من الأعراض ونقل المريض من الفترة النشيطة إلى فترة الهدوء والحفاظ على عدم عودة نوبات الاحتدام مرة أخرى. وتحدد شدة المرض نوع الدواء الموصوف، وتشمل الأدوية المستخدمة لعلاج داء كرون ما يلي:

  • أمينوساليسيلات، تساعد هذه الأدوية على تنظيم الالتهاب. وتستخدم هذه الفئة من الأدوية لعلاج المرضى الذين تم تشخيصهم حديثا والأشخاص الذين يعانون من أعراض طفيفة. ومن الأمثلة عليها:
  •  أولسالازين
  •  البالسالازيد
  •  ميسالازين أو ميسالامين
  •  سلفاسالازين
  •  كورتيكوستيرويد (ستيرود)، تساعد هذه الأدوية على تقليل نشاط جهاز المناعة، ما يؤدي إلى تقليل الالتهاب. ويمكن وصفه لمرضى كرون الذين يظهرون أعراض معتدلة أو شديدة. وتستخدم هذه الأدوية عموما على المدى القصير لتحفيز فترات الهدوء، ولا تستخدم للعلاج على المدى الطويل بسبب آثارها الجانبية الشديدة. ومن الأمثلة على الكورتيكوستيرويدات المستخدمة:
  • ميثيلبريدنيزون
  • بوديزونيد
  •  بريدنيزون
  •  هيدروكورتيزون
  •  معدلات مناعية، تساعد هذه الأدوية على تقليل نشاط الجهاز المناعي، ما يؤدي إلى تقليل الالتهاب. يمكن وصف هذه الأدوية للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى. ويمكن استخدامها للمساعدة في تحفيز حدوث فترات الهدوء وتستخدم أيضاً كجزء من العلاج طويل المدى. ومن الأمثلة عليها:
  • 6 -ميركابتوبورين
  •  الآزويثوبرين
  •  الميثوتريكسيت
  •  العلاج الحيوي،وتستهدف هذه الأدوية البروتين الذي يكونه الجهاز المناعي ويسمى بعامل نخر الورم والذي يرمز له ((TNF. فتقوم هذه الأدوية بإبطال هذا العامل، وتخفيض الالتهاب في السبيل الهضمي. ويستخدم العلاج الحيوي في حالات داء كرون المعتدلة إلى الشديدة لتسريع حدوث فترات الهدوء، خصوصاً إذا كان المريض لا يستجيب لأدوية أخرى. ومن الأمثلة على هذه الأدوية:
  • أداليموماب و أداليموماب-أتو
  • إنفليكسيماب و إنفليكسيماب-ديب
  • سرتوليزوماب
  • فيدوليزوماب
  • ناتاليزوماب
  • يوستيكينوماب
  •  الأدوية الأخرى، تشمل الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج مرضى داء كرون:
  •  أسيتامينوفين، تستخدم لعلاج الألم الخفيف. يجب أن يتجنب مرضى كرون استخدام إيبوبروفين، ونابروكسين، والأسبرين؛ لأن هذه الأدوية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراضهم.
  •  مضادات حيوية،قد تستخدم لعلاج الخراجات والناسور، مثل سيبروفلوكساسين أو ميترونيدازول.
  •  لوبيراميد، يساعد على تقليل أو إيقاف الإسهال. ويعطى فقط لفترات قصيرة من الزمن.
  • التغذية
  •  إراحة الأمعاء

قد يوصي الطبيب لبعض مرضى كرون الذين قد يعانون من أعراض حادة، بإراحة الأمعاء. ويشمل ذلك عدم تناول الطعام أو شربه، أو شرب سوائل معينة فقط لفترة من الزمن تتراوح من بضعة أيام إلى عدة أسابيع. ويمكن خلال تلك الفترة الزمنية، إعطاء المريض المغذيات عن طريق الوريد، أو من خلال أنبوب تغذية يتم إدخاله في المعدة أو الأمعاء.

  •  النظام الغذائي

يعاني مرضى كرون كثيراً من سوء الامتصاص الذي يمكن أن يسبب سوء التغذية. لذلك يعدَّ من الضروري ضمان الحصول على التغذية الكافية لمنع حدوث سوء التغذية، خصوصاً عند الأطفال. كما أفاد بعض المرضى عن وجود أطعمة محددة تزيد من حدة أعراضهم، على الرغم من عدم وجود دليل علمي يربط النظام الغذائي بداء كرون. وتشمل الاقتراحات الغذائية المقدمة لمرضى كرون كجزء من علاجهم ما يلي:

  • تجنب تناول المشروبات الغازية.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالألياف (قشور نباتية، الذرة المحمصة، المكسرات، وغيرها).
  • زيادة شرب السوائل.
  •  تناول وجبات صغيرة ومتكررة.
  •  استخدام مذكرات غذائية، لتحديد الأطعمة التي تسبب أعراض للمريض.
  •  قد يعاني بعض مرضى كرون من عدم تحمل اللاكتوز، ويجب تجنب الأطعمة الغنية باللاكتوز
  •  تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل.
  •  تجنب الأطعمة المقلية، والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.
  • تجنب أو الحد من تناول المشروبات الكحولية، والتي تحتوي على الكافيين.
  • العمليات الجراحية

قد يحتاج معظم مرضى كرون في نهاية المطاف إجراء عملية جراحية على الرغم من استخدام الأدوية. ولا تشفي هذه الجراحات من داء كرون لكنها تستخدم لعلاج المضاعفات مثل الانسدادات أو من أجل تخفيف الأعراض. ينصح بإجراء الجراحة في الحالات الآتية:

  •  وجود انسدادات في الأمعاء.
  •  وجود ثقوب في الأمعاء.
  •  وجود نزيف يهدد الحياة.
  •  وجود آثار جانبية للأدوية تهدد الحياة.
  •  عدم استجابة المريض لأشكال أخرى من العلاج.
  •  وجود ناسور لدى المريض، وهو ممر غير طبيعي يربط عضوين أو وعاءين غير متصلين أصلاً.

يمكن استخدام عمليات جراحية مختلفة لعلاج داء كرون، ويعتمد نوع العملية الجراحية على شدة المرض أو جزء الأمعاء المصاب كالآتي:

  •  رأب التضيق

يستخدم هذا الإجراء الجراحي لفتح التضيقات، وتوسيع أجزاء الأمعاء المتضيقة.

  •  استئصال الأمعاء الدقيقة

تستخدم هذه الجراحة في حالات الانسداد المعوي أو لمن يعاني من داء كرون الشديد. ويقوم الجراح بإزالة الجزء المصاب من الأمعاء الدقيقة.

  •  استئصال المستقيم والقولون أو استئصال القولون

يتم في هذا الإجراء إزالة المستقيم والقولون أو إزالة القولون في المرضى الذين يعانون من داء كرون الشديد. ثم يقوم الجراح بعد استئصال المستقيم والقولون بعمل فتحة في البطن من جزء اللفائفي تسمى فغر اللفائفي. ويتصل هذا الفتح بجيبة جامعة خارجية قابلة للنزع. فتفرغ محتويات الأمعاء من خلال فتحة صغيرة أو فغرة إلى الجيبة الخارجية بدلا من المرور عبر الشرج. ويعد هذا الإجراء دائماً.

  • العمليات الجراحية الأخرى

تجرى هذه العمليات لإصلاح الناسور الذي لا تستجيب للدواء ولنزح الخراجات.

المضاعفات

 

تشمل المضاعفات الناجمة عن داء كرون مايلي:

  • تضيقات الأمعاء

ينتج التضيق في أجزاء الأمعاء بسبب تراكم الندب الناجمة عن الالتهاب.

  • تكون الخراجات

تحدث في جميع أجزاء السبيل الهضمي ولكن خصوصا حول الشرج، وهو عبارة عن تورم مليئ بالقيح.

  • الناسور

يتكون الناسور من ممر غير طبيعي بين العضو والجلد أو بين عضوين. قد يصاب الناسور الكبير بالعدوى ويسبب مشاكل أخرى.

  • الشق الشرجي

الشقوق الشرجية هي تمزقات صغيرة في الشرج قد تسبب النزيف، أوالحكة أو الألم.

  • القرحات

قد تظهر قرحات مفتوحة في الفم، أو في المنطقة بين الشرج والصفن أو الفرج المسماة بالعجان، أو الشرج،أو الأمعاء.

  • سوء التغذية

تصبح الأمعاء غير قادرة على امتصاص ما يكفي من المغذيات بسبب موت الخلايا، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى سوء التغذية لأن الجسم لا يحصل على العناصر الغذائية الكافية لتلبية احتياجاته.

 

  • التهاب في أجزاء أخرى من الجسم

قد يؤثر الالتهاب على العينين والمفاصل والجلد.

  • تضخم القولون السمي

قد يتضخم القولون ويتوقف عن العمل في الحالات التي يؤثر فيها الالتهاب على الطبقات العميقة من الأمعاء الغليظة (القولون). وقد تكون هذه المضاعفات مهددة للحياة في الحالات الشديدة حيث يكون هناك خطر تمزق القولون ويمكن أن يتطلب علاجه جراحة فورية.

  • سرطان قولوني مستقيمي

يزيد لدى مرضى كرون خطر الإصابة بسرطان القولوني والمستقيمي

  • تخلخل العظام (هشاشة)

قد يسبب داء كرون وبعض الأدوية المستخدمة لعلاجه مثل الكورتيكوستيرويد تخلخل العظم، أو قلة العظم.

  • نقص النمو والتطور لدى الأطفال

قد يعاني الأطفال من نقص النمو وتأخر سن البلوغ.

  • فقر دم

قد ينجم فقر من النزيف الداخلي الناتج عن قرحات الأمعاء بالتزامن مع سوء الامتصاص الناتج عن المرض.

  • مشاكل في الكبد والمرارة

يزيد لدى مرضى كرون خطر الإصابة بحصى المرارة بالإضافة لحدوث مشاكل طفيفة بالكبد.

  • خثرات الدم

يكون خطر تشكل الخثرات أعلى عند مرضى كرون، وخاصة في أرجلهم.

  • مشاكل في الكلى والمسالك البولية

يعد مرضى كرون أكثر عرضة للإصابة بحصى الكلى، بالإضافة إلى شيوع العدوى في المسالك البولية. وقد يعاني مرضى كرون أيضاً من حالة نادرة تسمى الداء النشواني، يتراكم فيها بروتين نشوي داخل الكلى.

  • مشاكل عاطفية

قد يصبح مرضى كرون خائفين من تناول الطعام بسبب آلام البطن الناجمة. كما يمكن أن يؤدي الإسهال المتكرر إلى شعور المريض بالإهانة ما قد يؤدي إلى انخفاض الثقة بالذات، وقد يدفع المرضى إلى عزل أنفسهم عن المجتمع.

 

 

الوقاية

لا توجد طرق ممكنة للوقاية من داء كرون، وذلك بسبب عدم القدرة على تحديد السبب وراء حدوثه. لكن تشمل الوقاية منه الحد من شدة الأعراض وتمديد فترات الهدوء. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مجموعة من التغييرات في نمط الحياة بالتزامن مع أخذ العلاج المناسب. وتشمل هذه التغييرات ما يلي:

  •  الإقلاع عن التدخين

يعاني مرضى داء كرون المدخنين من أعراض أشد وأكثر تعقيدا، وتعد هذه الفئة أكثر حاجة للعمليات الجراحية وأيضاً أكثر حاجة لأخذ جرعات أعلى من الدواء لعلاج مرضهم.

  •  تجنب تناول المشروبات الكحولية

يزيد تناول المشروبات الكحولية من الإسهال والتشنج.

  •  تعلم كيفية السيطرة على الإجهاد

قد يسبب الإجهاد حدوث نوبات الاحتدام وتفاقم الأعراض، لكن تساهم بعض الممارسات مثل الرياضة وتقنيات التنفس في السيطرة على الإجهاد.

  •  الإدارة الغذائية

أن يسجل مرضى كرون مذكراتهم الغذائية لتذكر أي أطعمة، إن وجدت، قد تسبب نوبات الاحتدام أو تفاقم الأعراض.

  •  تناول وجبات صغيرة متكررة

تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل، والأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الخضروات النيئة والحبوب الكاملة، والأطعمة المقلية، والأطعمة الغنية بالدهون لأنها قد تزيد من الإسهال والتشنجات.

مآل المرض

تمكن الإدارة المناسبة لداء كرون المريض من العيش بنوعية حياة مقبولة. ونادراً ما يكون هذا المرض سبباً مباشراً للوفاة، ويتمتع غالبية المرضى بالعيش ضمن العمر طبيعي.

انتشار المرض

تشكل معدلات الإصابة بداء كرون الأعلى في أوروبا وأمريكا الشمالية، بينما سجلت في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا معدلات الإصابة الأقل. ويظهر هذا المرض بشكل متكرر في البلدان المتقدمة.

نشرت مقالة في "المجلة العالمية لطب الجهاز الهضمي" الأمريكية، تفيد أن معدلات الإصابة بداء كرون في العالم تتراوح بين 0.1-16 لكل 100،000 شخص.

we would recommend you for today
غيوم قاتمة
15.38°
Weather Temp
استخدم كريم واقي من الشمس حتى في الأجواء الغائمة وذلك لأن معظم الأشعة فوق البنفسجية تخترق الغيوم