التهاب الملتحمة هو التهاب (تورم) يصيب الملتحمية وهي طبقة رقيقة تبطن الجفن من الداخل كما تغطي الجزء الأبيض من العين. يمكن أن يصيب النهاب الملتحمة كلتا العينين ويجعلها تبدو حمراء ومنتجة بشكل أكبر للمياه والمخاط. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من التهاب الملتحمة وتشمل التهاب الملتحمة التحسسي الذي ينتج عن التعرض المباشر لمثيرات الحساسية. التهاب الملتحمة العدوائي ويحدث نتيجة حدوث عدوى بكتيرية أو فيروسية. وآخر نوع هو التهاب الملتحمة الكيميائية الذي يحدث بسبب المواد المهيجة. إذا حدث أي اتصال مباشر مع أحد مسببات التهاب الملتحمة فإن الأشخاص يكونوا عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الملتحمة. وتختلف العلامات والأعراض المرتبطة بالتهاب الملتحمة حسب المسبب أو النوع، ولكن يعد كل من احمرار، والحكة، والشعور بوجود رمال داخل العينين، الإفرازات التي تشكل عدم ارتياح خلال الليل، والدماع أعراض مشتركة بين جميع أنواع التهاب الملتحمة.
ويستند تشخيص التهاب الملتحمة على فحص العين الشامل ويضم التشخيص التاريخ الطبي للمريض، قياسات حدة البصر، تقييم الملتحمة وأنسجة العين الخارجية، تقييم البنى الداخلية للعين، الاختبار التكميلي.
تعتمد طرق الوقاية من الإصابة بالتهاب الملتحمة نسبياً على غسل اليدين والمحافظة على النظافة. يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء الإصابة بالتهاب الملتحمة. في معظم حالات الإصابة الفيروسية، لا يوجد علاج محدد. معظم حالات الإصابة البكتيرية يتعافى المريض دون علاج؛ ومع ذلك، يمكن للمضادات الحيوية تقليل فترة المرض. في حالة التهاب الملتحمة الأرجي فإن الإجراء العلاجي الأول هو الابتعاد عن مسبب الحساسية. تسبب الفيروسات ما يصل إلى 80٪ من جميع حالات التهاب الملتحمة الحاد.
التهاب الملتحمة أو كما يعرف بالعين القرنفلية هو التهاب أو عدوى تصيب الملتحمية والذي يمثل غشاء رقيق شفاف يبطن السطح الداخلي لجفن العين ويغطي الجزء الأبيض من العين. ويعد التهاب الملتحمة من أمراض العين الشائعة، حيث يصيب الالتهاب الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة بالملتحمية. وهذا يفسر ظهور بياض العين باللون الأحمر أو الوردي.
يوجد ثلاثة انواع رئيسية لالتهاب الملتحمة:
وعادة ما يؤثر على الأشخاص الذين لديهم حساسية موسمية سابقة. ويتطور عندما يتعرض الشخص بشكل مباشر الى مواد تثير رد فعل تحسسي في أعينهم.
والتهاب الملتحمة الحليمي العملاق وهو نوع من التهاب الملتحمة الأرجي والناجم عن الوجود المزمن لجسم غريب في العين. إن الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة الصلبة أو القاسية، أو الذين يرتدون العدسات اللاصقة اللينة التي لا يتم استبدالها بشكل متكرر، لديها خياطة مكشوفة على سطح العين أو يكون العين الاصطناعية هم أكثر عرضة لتطوير هذا الشكل من التهاب الملتحمة.
وينتج إما عن البكتيريا أو الفيروسات.
المهيجات مثل التلوث، أو الكلور الموجود في بركة السباحة، أو التعرض للكيماويات الضارة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الملتحمة الكيميائي.
الأسباب الثلاثة الأكثر شيوعا لحدوث التهاب الملتحمة، هي:
تسبب كل من البكتيريا والفيروسات التهاب الملتحمة العدوائي. يحدث التهاب الملتحمة العدوائي بسبب البكتيريا العنقودية الذهبية، البكتيريا العقدية الرئوية، البكتيريا من نوع المستديمة، أو بشكل أقل شيوعاً بسبب البكتيريا المتدثرة الحثرية. العديد من الفيروسات المختلفة مثل الفيروسات المرتبطة بالفيروس الغدي.
بعض ردود الأفعال التحسسية مثل حبوب اللقاح القادمة من الأشجار والنباتات والأعشاب، والأعشاب الضارة. عث الغبار؛ العفن؛ وبر من الحيوانات الأليفة. أو الأدوية، أو مستحضرات التجميل يمكن أن تسبب التهاب الملتحمة الأرجي.
أنواع مختلفة من المهيجات مثل وجود أجسام غريب في العين أو الاتصال المباشر مع المواد الكيميائية والأبخرة والدخان، أو الغبار يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة الكيميائي.
- التهاب الملتحمة البكتيري
يكمن للمريض التقاط عدوى التهاب الملتحمة البكتيري بإحدى الطرق الآتية:
تخترق البكتيريا الطبقة الملتحمية الظهارية وفي بعض الأحيان تخترق المادة المخصوصة كذلك. العدوى والالتهاب المباشرين لسطح الملتحمة، والتأثير المتفرجة على الأنسجة المجاورة مثل القرنية، والاستجابة الالتهابية الحادة للمضيف والاستجابة التصليحية على المدى الطويل كلها تسهم في المرضيات. وأكثر مسببات التهاب الملتحمة شيوعاً عند البالغين هي البكتيريا العقدية الرئوية والمستديمة النزلية. عند الأطفال غالباً ما تسبب البكتيريا العقدية الرئوية، المستديمة النزلية والموراكسيلة النزلية بحدوث المرض.
- التهاب الملتحمة الفيروسي
تحدث عدوى فيروس هربس البسيط الأولي عند الإنسان كعدوى القناة التنفسية العلوية اللانوعية. ينتشر فيروس هربس البسيط من الجلد والظهارة المخاطية المصابة بواسطة محور العصب الحسي لتنشئ عدوى خافية مرتبطة بالعصب ثلاثي التوائم وعقده. تحدث العدوى الخافية لعقدة الثلاثي التوائم في غياب العدوى الأولية الاعتيادية. قد تتبع إعادة تنشيط الفيروس أي من الفروع الثلاثة.
- التهاب الملتحمة الأرجي
التهاب الملتحمة التحسسي هو التهاب في سطح العين كنتيجة للاستجابة للحساسية عابرة (مثل حبوب اللقاح في التهاب الملتحمة التحسسي الموسمية)، أو مسببات الحساسية المستمرة (على سبيل المثال عث الغبار المنزلي في التهاب الملتحمة التحسسي الدائم).
التهاب الملتحمة التحسسي الموسمية هو نوع من استجابة فرط الحساسية مع الخلايا الملتحمية النشيطة البدينة كنتيجة مباشرة للحساسية عبر ربط سطح مستقبلات غلوبيولين مناعي هـ، مما أدى إلى زوال الحبيبات وإطلاق الهستامين، ليوكوترينس، البروتياز، البروستاجلاندين، السيتوكينات، و كيموكينات.كل هذه المواد تحفز تسرب الأوعية الدموية، مما أدى إلى مزيد من الترشيح الخلوي من الحمضات والخلايا المتعادلة ووذمة ولكن لوحظ القليل أو عدم وجود تسلل الخلايا التائية.
في التهاب الملتحمة التحسسي المستمر، ترشح الأنسجة الملتحمية بواسطة الخلايا الحامضية، الخلايا المتعادلة، وعدد قليل من الخلايا التائية. ربما تستخدم كنتيجة لإطلاق كيموكينات والتي تجذب هذه الخلايا الى موضع الالتهاب خلال استجابة الالتهابات التي تحركها مسببات الحساسية.
يظهر على المريض المصاب بالتهاب الملتحمة عرضين رئيسيين هما:
نتيجة لالتهاب وتوسع الأوعية الدموية الموجودة داخل غشاء الملتحمة.
يسبب الالتهاب تصبح الغدد، التي لديها الآلاف من الخلايا التي تنتج المخاط والغدد الصغيرة التي تنتج الدموع، مفرطة النشاط بحيث تنتج الكثير من المياه والمخاط.
اعتماداً على المسبب قد تظهر أعراض أخرى:
وينتج عنه عيون مائية وخراج مخاطي.
يتم تشخيص التهاب الملتحمة من خلال فحص العين الشامل. وتشتمل الفحوصات مع التركيز بشكل خاص على الملتحمة والأنسجة المحيطة بها على:
التاريخ الطبي للمريض
يتم سؤال المريض عن الوقت الذي بدأت فيه الأعراض بالظهور، وما إذا كانت هناك أي ظروف صحية أو بيئية عامة ساهمت في المشكلة من أجل تحديد الأعراض.
قياسات حدة البصر
ويتم إجراء هذا الاختبار لتحديد ما إذا كانت الرؤية قد تأثرت أم لا.
تقييم الملتحمة وأنسجة العين الخارجية
باستخدام الضوء الساطع والعدسة المكبرة.
تقييم البنى الداخلية للعين
للتأكد بأن الأنسجة الأخرى لم تتأثر بالحالة المرضية.
الاختبار التكميلي
قد يتضمن هذا الاختبار على أخذ زراعات أو لطخات من نسيج الملتحمة. وهذا مهم بشكل خاص في حالات التهاب الملتحمة المزمن أو عندما لا تستجيب الحالة للعلاج.
تمتلك إجراءات علاج التهاب الملتحمة ثلاثة أهداف رئيسية
يعتمد العلاج بالأدوية الموصى به لالتهاب الملتحمة على نوع التهاب الملتحمة المصاب به المريض:
التهاب الملتحمة الأرجي
الخطوة الأولى هي إزالة مسبب الحساسية من بيئة المريض.في الحالات الخفيفة يعد استخدام الكمادات الباردة والدموع الاصطناعية مفيدةً في تخفيف عدم الارتياح الذي يشعر به المريض. في الحالات الخفيفة، وقد يتم وصف الأدوية اللاستيرودية المضادة للالتهاب ومضاد الهستامين. وهناك حاجة لاستخدام قطرات العين الستيرويد الموضعية من قبل الأشخاص الذين يعانون من التهاب الملتحمة التحسسي المستمر.
التهاب الملتحمة العدوائي
يتم استخدام قطرات العين المحتوية على المضادات الحيوية، مثل: سلفاسيتاميد الصوديوم (سيتاميد، بليف-10)، أو أزيثروميسين أو المراهم مثل إريثوميسين (E-ميسين)، باسيتراسين، أو نيومايسين لعلاج هذا النوع من التهاب الملتحمة، لتقليل فترة الإصابة، وتقليل فرصة حدوث المضاعفات، وتقليل انتشار العدوى للآخرين. وقد يتحسن المريض بعد ثلاثة أو أربعة أيام من العلاج، ولكن المريض بحاجة لأخذ العلاج كامل لمنع تكرار حدوثه.
لا يمكن علاج التهاب الملتحمة الفيروسي باستخدام قطرات العين أو المراهم أو أي نوع آخر من المضادات الحيوية. غالباً فإن الأعراض يتم تخفيفها باستخدام الكمادات الباردة ومحاليل الدموع الاصطناعي، كما يتم استخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير (زوفيراكس) أو ثلاثي فلوريدين (فيروبيك) أو الدموع الاصطناعية إذا كان المسبب هو فيروس هربس البسيط. وفي الحالات الشديدة يمكن استخدام قطرات الستيرويد الموضعية للحد من عدم الارتياح الناتج عن الالتهاب. ومع ذلك، فان هذه القطرات لا تقلل مدة العدوى؛ لأن الفيروس سيمر بكل مراحل تطوره، والتي قد تستغرق إلى ما يصل لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
التهاب الملتحمة الكيمائي
العلاج الثابت الذي يستخدم في حالة التهاب الملتحمة الكيميائي هو التنظيف الدقيق للعيون باستخدام المياه المالحة كما يتم استخدام المنشطات الموضعية. وتعدُّ الإصابات الكيماوية الشديدة، ولا سيما الحروق القلوية، حالات طوارئ طبية ويمكن أن تؤدي إلى تندب أو تلف في العين أو البصر أو حتى فقدان العين.
العلاجات التكميلية والبديلة
تستخدم العلاجات البديلة للمساعدة في تخفيف الأعراض. يجب أن يكون المحلول أو الكمادات المستخدمة معقمة. استخدام الكمادات الدافئة لالتهاب الملتحمة العدوائي والكمادات الباردة لالتهاب الملتحمة التحسسي أو تهيج. يستخدم المريض في الحالات المتوسطة الكمادات وغسول العين والتي تكون ممزوجة من قبل في علبة معقمة أو من طبيب الأعشاب المؤهل.
التغذية والمكملات الغذائية
لتعزيز جهاز المناعة ومساعدة المريض على شفاء بشكل أسرع، يتم أخذ فيتامين ج والزنك ملاحق عن طريق الفم لمدة تصل إلى أسبوع واحد تحت إشراف الطبيب.
يحدد العامل المسبب لالتهاب الملتحمة المضاعفات المحتملة:
أي نوع من أنواع البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب الملتحمة العدوائي لديها عدد من المضاعفات وخاصة في الأطفال الخداج، وتشمل هذه المضاعفات على:
تصيب العدوى الغشاء الواقي الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي (غشاء السحايا).
تصيب العدوى الطبقة العميقة من الجلد والأنسجة التي تسبب تقرحات والتهاب الجلد على السطح.
المعروف باسم تسمم الدم، يحدث تسمم الدم عندما تغزو البكتيريا مجرى الدم وتهاجم أنسجة الجسم.
عدوى الأذن قصيرة الأجل التي تؤثر على الأطفال الذين لديهم التهاب الملتحمة العدوائي الناجمة عن بكتيريا المستديمة النزلية.
عند الأطفال حديثي الولادة يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة العدوائي بعدوى العين التدريجية الشديدة السريعة. إذا لم يتم علاج هذه الحالة يمكن أن تتأثر روية الطفل بضرر دائم.
نادراً جداً أن يحدث لهذا النوع من التهاب الملتحمة مضاعفات إذا كان سبب حدوث التهاب الملتحمة رد فعل تحسسي للتلوث، عث الغبار أو ما شابه. ومع ذلك فإنه يؤثر على نوعية الحياة؛ لأنه أذا تعرض المريض لمسببات المرض فإن الأعراض سوف تظهر.
اتباع ممارسات النظافة الجيدة يمكن أن تساعد في السيطرة على انتشار التهاب الملتحمة وتشمل على:
يمكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب الملتحمة من شخص مصاب باتباع الخطوات الآتية:
يوجد بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لتجنب العدوى مرة أخرى عند الشفاء من المرض:
مع العلاج تتحسن الحالة الصحية للمريض. يمكن للعدوى أن تعود مجدداً إذا لم يلتزم المريض بالتعليمات الموصى بها لمنع انتشار المرض. يمكن لالتهاب الملتحمة الذي يحدث بسبب الفيروسات أو البكتيريا أن ينتشر خلال التلامس. ومن المعروف أن هذه الأمراض تنتشر من خلال الأسر المعيشية أو الفصول الدراسية بأكملها.
المرضى المصابون بالتهاب الملتحمة البكتيري عادةً ما تكون حالاتهم خفيفة ويمكن أن تستمر الى ما يصل الى 2 -3 أيام أو ما يصل إلى 2-3 أسابيع. تتحسن العديد من الحالات في 2 -5 أيام دون علاج. ومع ذلك، غالبا ما توصف المضادات الحيوية الموضعية لعلاج العدوى.
عادةً ما يكون التهاب الملتحمة الفيروسي خفيف ويتم الشفاء خلال مدة تصل بين 7-14 يوم بدون تلقي العلاج وينصرف المرض بدون أي آثار طويلة المدى. في بعض الحالات يمكن أن تمتد فترة الشفاء لـ 2-3 أسابيع حتى يتم الشفاء تماماً من التهاب الملتحمة الفيروسي، اعتمادا على إذا ما ظهرت مضاعفات أم لا.
غالباً ما تزول أعراض التهاب الملتحمة الأرجي عند تلقي العلاج. ومع ذلك فأنه يمكن أن يستمر إذا كان المريض لا يزال يتعرض لمسببات الحساسية.
يمكن أن يحث التورم طويل الأمد (المزمن) للبطانة الخارجية للعين في حالة الحساسية المزمنة أو الربو. وتسمى بالتهاب الملتحمة الربيعي. وهو أكثر شيوعياً عند الذكور في مرحلة الشباب، ويحدث غالباً خلال الربيع والصيف.
كما ورد في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، تسبب الفيروسات ما يصل إلى 80٪ من جميع حالات التهاب الملتحمة الحاد، بين 65٪ و90٪ من حالات التهاب الملتحمة الفيروسي سببها الفيروسات المرتبطة بالفيروس الغدي. يضم فيروس هربس البسيط 1.3٪ إلى 4.8٪ من جميع حالات التهاب الملتحمة الحاد. ويقدر حدوث التهاب الملتحمة البكتيري ب 135 من بين كل 10000 من السكان. يؤثر التهاب الملتحمة الأرجي على ما يقرب من 40٪ من السكان، ولكن نسبة صغيرة فقط من المصابين يحصلون على الرعاية الطبية.