يُعرف الأشخاص المصابون بالصرع على أن لديهم شذوذا فيما يتعلق بالنشاط الكهربائي الواقع في أدمغتهم؛ مما يؤدي إلى ظهور نوبات صرعية متكررة. يُصنف الصرع على نطاق واسع ليشمل كل من النوبات الصرعية البؤرية أو الجزئية التي تنقسم بذاتها لنوبات صرعية ونوبات صرعية بؤرية اعتلالية معرفية، والنوبات الصرعية المُعممة التي تشمل النوبات الصرعية التي تشمل النوبات الصرعية المصحوبة بغيبة والنوبات الصرعية التوترية والونائية والرمعية والرمعية العضلية والتوترية الرمعية، بالإضافة للنوبات الصرعية غير المُصنفة.
تُعرف معظم حالات الصرع بكونها مجهولة السبب، أي أنها ناجمة عن سبب غير معروف. ويُمكن تعداد أكثر الأسباب الشائعة للصرع لتشمل كل من الأمراض المُرتبطة بالخرف، والإصابة الدماغية الرضية، والسكتة الدماغية، بالإضافة للإصابة بالعدوى مثل التهاب السحايا، كما يُمكن تعداد بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالصرع لتشمل كلَّ وجود تاريخ سابق للعائلة مع المرض، والوراثة، وإصابات الرأس.
تُعد التفريغات الإنتيابية من شبكات الأعصاب هي المسؤولة عن عملية ابتداء النوبات الصرعية التي تنشأ كنتيجة للإثارة الزائدة أو لقلة التثبيط. وتقوم القنوات الأيونية بتشكيل المكونات الرئيسية للوصلات العصبية حيث تُعرف هذه الوصلات العصبية بكونها الوحدات الرئيسية للانتقال العصبي، كما يعود سبب نشوء النوبات الصرعية بالعادة إلى وجود خلل بالقنوات الأيونية.
تختلف أعراض الصرع من شخص إلى أخر إذ تشمل هذه الأعراض كل من فقدان الوعي، والارتباك، بالإضافة للارتعاش والنفض غير المتحكم به للذراعين والساقين. ويقوم مقدم الرعاية الصحية بمراجعة الأعراض والتاريخ الطبي بشكل كافٍ من أجل الكشف عن التشخيص الصحيح للصرع كما يُمكنه أن ينصح بأجراء عدة فحوصات لمعرفة نوع وسبب الصرع مثل فحوصات الدم والفحوصات العصبية.
يُمكن كذلك لمقدم الرعاية الصحية أن ينصح بعمل فحوصات معينة، مثل: إجراء المخطط الكهربائي للدماغ، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب من أجل ضبط الشذوذات الواقعة في الدماغ.
يُمكن وصف الأدوية المضادة للصرع أو للنوبات الصرعية من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، لكن مع أخذ التأثيرات الجانبية الدوائية بعين الاعتبار، كما يُمكن إجراء عملية جراحية أو إعطاء علاجات أخرى معينة، مثل: تحفيز العصب المُبهم والحمية الغذائية المولدة للكيتون.
يُمكن للصرع أن يؤدي لحدوث بمضاعفات عديدة كحدوث تلف دماغي دائم، ومشاكل تتعلق بالتعلم، بالإضافة لحدوث الالتهاب الرئوي الشفطي.
لا يوجد هناك أي طريقة مثبتة علمياً للوقاية من الصرع لكن الغذاء والنوم المناسبين يُمكن أن يكونا ذا فائدة. ومن وجهة نظر وبائية، فإن هناك50 مليون إنسان يتعايشون مع مرض الصرع في العالم، كما أن وجود الصرع عند الأطفال يفوق وجوده عند البالغين بنحو مرتين.
يُعرف الصرع بكونه داءً يُصيب الدماغ إذ يكون لدى الأشخاص المصابون به نشاط كهربائي غير طبيعي في أدمغتهم ما يؤدي لحدوث نوبات صرعية متكررة. ويُمكن ملاحظة هذه النوبات الصرعية على شكل نوبات قصيرة من الحركات اللاإرادية التي قد يُصاحبها فقدان للوعي وللتحكم بوظائف الأمعاء أو المثانة كما ويُمكن أن تشمل جزءاً من الجسم أو الجسم كُله.
كذلك فإن الأشخاص المُصابين بالصرع قد يتصرفون بطريقة غريبة أو قد يُعبرون عن أحاسيس ومشاعر غريبة بالإضافة للمعاناة من حدوث تشنجات عضلية عنيفة وفقدان للوعي، كما بالعادة لا يُعد الصرع تشخيصاً بحد ذاته وإنما عرضاً لِمُسببات دفينة.
يُصنف الصرع على نطاق واسع للفئات الرئيسية الآتية:
ينتج الصرع عن النشاط الشاذ لخلايا الدماغ ولكن تُعزى معظم حالات الصرع إلى أسباب مجهولة، وبأنها ناجمة عن سبب غير معروف. وتشمل الأسباب الشائعة للصرع:
يُمكن للعوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالصرع أن تشمل كلاً من:
تُعد التفريغات الأنتيابية القادمة من شبكات الأعصاب هي المسؤولة عن عملية ابتداء النوبات الصرعية التي تنشأ كنتيجة للإثارة الزائدة أو لقلة التثبيط. وتقوم القنوات الأيونية بتكوين المكونات الرئيسية للوصلات العصبية المعروفة بكونها الوحدات الرئيسية للانتقال العصبي.
وغالبا ما يرتبط سبب نشوء النوبات الصرعية بوجود خلل بالقنوات الأيونية إذ يُعزى ثُلث النوبات الصرعية لوجود تشوهات وراثية بالإضافة لوجود خلل بالقنوات الأيونية، كما تُعزى رُبع الحالات أو ما نحو ذلك إلى وجود آفات بُنيوية. وعِلل عصبية إضافية يُمكن أن توُجد عند الناس الذين يُعانون من آفات بُنيوية.
ويُمكن للبيئة أن تلعب دوراً مهماً في التسبب بهذه الآفات، مثل: الإصابة الدماغية الرضية، وآفات الدماغ عند الولادة، والإصابة بالعدوى، وأورام الدماغ. باقي الحالات هي جينية أو على الأقل لها مُكون جيني قوي، مثل: الاضطرابات الأيضية، والمتلازمات الورمية الوراثية، والتشوهات الدماغية.
لم يتم ملاحظة أي اضطراب جيني أو بُنيوي في نصف حالات النوبات الصرعية، ومع ذلك فإنه من المحتمل أن اعتلالات جينية أو مُكتسبة وغير مكتشفة لها علاقة بالقنوات الأيونية، ربما قد تكون مسؤولة عن حدوث الكثير من هذه الحالات. وعلى أي حال فإنَّ نمو الدماغ أو نمو الوصلات العصبية يؤثر تأثيراً كبيراً على النوبات الصرعية بالإضافة للجينات والبيئة، كما وتُصنف النوبات الصرعية لنوبات عامة وبؤرية، وللعديد من المتلازمات الصرعية الخاصة اعتمادا على نمط النوبة.
تختلف الأعراض من شخص إلى آخر. وُيمكن أن تشمل أعراض وعلامات الصرع:
من أجل رسم التشخيص الصحيح فإن مقدم الرعاية الصحية سيقوم بمراجعة أعراض المرض بالإضافة للتاريخ الطبي بشكل كافٍ، كما يُمكنه أن ينصح بأجراء عدة فحوصات لمعرفة نوع وسبب الصرع، مثل:
كذلك بإمكان مقدم الرعاية الصحية أن ينصح بأجراء فحوصات معينة من أجل ضبط الاضطرابات الدماغية المختلفة، وتشمل هذه الفحوصات كلاً من:
تُعد الأدوية بمثابة الخيار الأول عند التحدث عن علاج للصرع. إذا أُثبت أن الأدوية غير قادرة على علاج الحالة فإن الطبيب قد يأخذ الجراحة بعين الاعتبار أو يلجأ لعلاج آخر متوفر.
-الأدوية: يتوفر هناك نحو 26عقاراً مضاداً للصرع يُمكن استخدامها لعلاج النوبات الصرعية، حيث يوصف كل منها لعلاج نوع محدد من النوبات الصرعية. تشمل العقاقير المضادة للنوبات الصرعية المُعممة التوترية الرمعية كلا من: الفالبروات، اللاموتريغين، والتوبيرامات، أما العقاقير المضادة للنوبات الصرعية الجزئية فإنها قد تشمل الكاربامازيباين والاوكساكاربازيباين.
-الجراحة: تُجرى الجراحة بهدف إزالة مناطق محددة من الدماغ تم إثبات مسؤوليتها عن تشكيل النوبات الصرعية. والتغير الدائم الذي يطرأ على القدرات المعرفية هو أحد المضاعفات الشائعة لهذه العملية التي تم ملاحظتها عن عدد القليل من الحالات.
-العلاجات: يتواجد العديد من العلاجات التي يُمكن أن تُستخدم لعلاج الصرع، والآتي هو بعض من هذه العلاجات:
إذا لم تتم معالجة الصرع فإنه من الممكن أن يتسبب بحدوث الكثير من المضاعفات، منها:
كذلك فإن هناك مضاعفات أخرى غير شائعة للصرع لكنها مهددة للحياة تشمل كلاً من:
لا يوجد هناك أي طريقة مثبتة علمياً للوقاية من الصرع لكن احتمالية الإصابة بالصرع يُمكن أن تقل عند الحصول على الغذاء والنوم المناسبين وتجنب الكحوليات والمخدرات غير القانونية.
يُعد منع الزواج أو إلغاؤه من الممارسات الشائعة المرتبطة بالصرع في الهند والصين.