يُعد التهاب الكبد "ج" بمثابة التهاب وضرر يُصيب الكبد ناتج عن التعرض لعدوى فيروسية، كما يُمكن أن يتم تصنيف التهاب الكبد "ج" لِصنفين رئيسيين هُما التهاب الكبد "ج" الحاد والتهاب الكبد "ج" المزمن كذلك بإمكان فيروس التهاب الكبد "ج" أن يتخذ العديد من الأشكال التي تُعرف بمسمى " الأنماط الجينية" والتي تتنوع عالمياً حيث يوجد على الأقل ستة أنماط جينية لفيروس التهاب الكبد "ج" تم اكتشافها، كما بإمكان كل واحد من هذه الأنماط الجينية أن ينقسم لأنواع فرعية.
تنتج عدوى الكبد "ج" عن التعرض لفيروس التهاب الكبد "ج “، حيث ينتشر الفيروس بواسطة التواصل بالدم من شخص الى أخر، كما يزداد خطر الإصابة بعدوى فيروس الكبد "ج" في حالات مُعينة مثل عند حالة تعرض مقدمين الرعاية الصحية للدم الملوث، وعند حالة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، أو في حال الحصول على وشم أو ثقب الجلد بواسطة أدوات ملوثة.
ساهم الافتقار لنظام زراعة للخلايا الإنتاجية في فهم غير كامل لدورة حياة فيروس الكبد "ج"، حيث تبقى طريقة دخول فيروس الكبد "ج" غير معروفة على الرغم من وجود الكثير من الجزيئات على سطوح الخلايا المُستهدفة التي تم الكشف عن تورطها في عملية الاستقبال المعقدة. كما يؤدي فشل التحكم في التكاثر البكتيري الناتج عن الاستجابات الضعيفة للخلايا التائية السامة عند الخلايا خلال العدوى الحادة الى حدوث عدوى مستمرة.
لا تظهر أي أعراض واضحة عند معظم الأشخاص الذين تم تشخيصهم بفيروس الالتهاب الكبد "ج"، حيث يبقى الالتهاب الكبدي "ج" صامتاً لسنوات عديدة قبل أن يتسبب بحدوث ضرر كبدي خطير مؤدياً لظهور علامات وأعراض بارزة للمرض الكبدي مثل الإجهاد، واليرقان، والحكة الجلدية، وضعف الشهية، بالإضافة لظهور أوردة دموية على شكل عنكبوت على الجلد.
يتم إجراء الخطوة الأولى لتشخيص عدوى التهاب الكبد "ج" بواسطة استعمال اختبار مصلي/دموي من أجل فحص الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد "ج" لتحديد هوية الأشخاص المصابين، بينما تتم الخطوة الثانية عن طريق إجراء فحص الحمض النووي للحمض النووي الريبي لفيروس التهاب الكبد "ج" لتأكيد وجود العدوى المزمنة.
يُمكن كذلك للأطباء أن يستعينوا بفحوصات مثل أخذ خزعة من الكبد، أو التصوير المرن بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المرن العابر من أجل تقييم الضرر الواقع على الكبد عند حدوث التهاب الكبد المُزمن.
تشتمل الطريقة المعيارية لعلاج عدوى فيروس التهاب الكبد "ج" على استعمال مزيج من العقاقير المضادة للفيروسات، حيث يُمكن وصف عقاقير مباشرة حديثة مضادة للفيروسات مثل السيمابريفاير والسوفوسبوفاير، كما يُمكن وصف أدوية قديمة مثل الريبافيرين والبيغينتيرفيرون الفا -2 أ.
تؤدي عدوى التهاب الكبد "ج" المُستمرة لعدة سنوات لمضاعفات خطيرة مثل حدوث تليف الكبد او ندب الكبد، أو سرطان الكبد، أو الفشل الكبدي.
قامت منظمة الصحة العالمية بنشر قائمة تشتمل على مُداخلات أولية للوقاية من عدوى التهاب الكبد "ج" مثل النُصح بغسيل اليد خصوصاً عند القيام بالإجراءات الطبية، والنُصح باستعمال مثالي للواقي الذكري، بالإضافة للتخلص الحذر من المواد الحادة والفضلات.
يُمكن ان تُلاحظ العلامة الدالة على العلاج الفعال التهاب الكبد "ج" عندما لا يظهر أي وجود للفيروس في دم شخص مُصاب لمدة 12 أسبوع أو أكثر بعد أخذ العلاج، حيث تُسمى هذه بالاستجابة الفيروسية المُستدامة.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فان ما يُقدر ب 71 مليون إنسان لديهم عدوى التهاب الكبد "ج"في العالم، حيث أن فقط 20% منهم يعلمون أنهم مُصابون بالمرض، بينما يموت تقريباً 399000 إنسان كل سنة بسبب التهاب الكبد "ج".
يُعرف التهاب الكبد "ج" بكونه عدوى فيروسية بإمكانها أن تؤدي لحدوث التهاب وضرر في الكبد، حيث يُعد الدم المُلوث بفيروس التهاب الكبد "ج" بمثابة الطريقة الرئيسية لانتقال فيروس التهاب الكبد "ج".
يُعرف كذلك فيروس التهاب الكبد "ج" على أنه فيروس بحمض نووي ريبوزي مُغلف كما يُعرف بامتلاكه لمجموعة محددة من المضيفين هُما البشر والشمبانزي، بالإضافة لانحداره من عائلة الفيروسات المصفرة حيث أُكتشف لأول مرة في عام 1989.
يُصنف التهاب الكبد "ج" لِصنفين رئيسيين هُما:
يتخذ فيروس التهاب الكبد "ج" العديد من الأشكال حول العالم، حيث تُعرف هذه الأشكال بمسمى " الأنماط الجينية" التي اكتشف منها الأقل ستة أنماط مختلفة لفيروس التهاب الكبد "ج" كما تحتوي كل واحد من هذه الأنماط الجينية على أنواع فرعية، حيث تُعد الأنواع الفرعية الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة وفي أُوروبا هي 1 أ و1 ب.
تنتج عدوى الكبد الوبائي "ج" عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد "ج" الذي ينتشر بواسطة التواصل بالدم من شخص الى أخر، كما تشتمل الطرق الأقل شيوعاً لانتقال المرض على الممارسات الجنسية أو على انتقال المرض من الأم المُصابة لجنينها. على أي حال فانه ليس من الممكن أن ينتقل التهاب الكبد "ج" من الأم للرضيع عن طريق الرضاعة الطبيعية
يزداد خطر الإصابة بعدوى فيروس الكبد الوبائي "ج" في حالة:
ساهم الافتقار لنظام زراعة للخلايا الإنتاجية في حصول فهم غير كامل لدورة حياة فيروس الكبد "ج" مما ساهم ببقاء طريقة دخول فيروس الكبد "ج" غير معروفة على الرغم من وجود الكثير من الجزيئات على سطوح الخلايا المُستهدفة التي تم كشف تورطها عند عملية الاستقبال المعقدة وفقاً لكثير من الدراسات.
يؤدي فشل التحكم في التكاثر البكتيري الناتج عن الاستجابات الضعيفة للخلايا التائية خلال العدوى الحادة لحدوث عدوى مستمرة، كما لا يظهر فيروس الكبد "ج" على أنه اعتلالي خلوي عند حدوث العدوى المزمنة، كذلك فان الاستجابات المحلية المناعية الغير محددة سوف تُنتج أفات كبدية وسوف يتم استثارة عملية تكون الألياف بواسطة خلايا الالتهابات الموضعية والخلايا النجمية الكبدية التي تقوم بلعب دور مهم في العملية.
يُمكن لعوامل خارجية مثل العدوى الفيروسية المشتركة أو الاستهلاك المُزمن للكحول أن تُسهل تطور الحالة حتى يحدث تليف الكبد، حيث يُعد الميول نحو الإزمان بمثابة خاصية أساسية من خواص فيروس الكبد الوبائي "ج" كما انه يتمكن من الهروب من الاستجابات المناعية لمُضيفه بسبب تباينه الجيني.
تُعد المناعة السليقية أو الطبيعية على أنها آلية الأولى التي يستخدمها المضيف لمحاربة فيروس الكبد "ج"، حيث تشتمل هذه الألية على الإفراز الذاتي للأنترفيرون بالإضافة لإفراز الخلايا القاتلة.
تُعد الاستجابة المناعية التلاؤمية بمثابة الآلية الثانية التي تُحدد تطور فيروس الكبد "ج"، حيث يتم استخدام تكتيكين مُحددين في هذه الألية للقتال مسببات الأمراض هُما الاستجابة الخِلطية والاستجابة الخلوية. تقوم الاستجابة المناعية الخِلطية باستعمال أجسام مضادة محايدة وغير محايدة تقوم بدعم الأنشطة المضادة للفيروس، بينما تقوم الاستجابة المناعية الخلوية باستعمال خلايا تائية التي بإمكانها أن تلعب أدوارا مُنظمة والتي بإمكانها ان تُحفز المناعة الضد فيروسية
لا يقوم معظم الأشخاص الذين تم تشخيصهم بفيروس الالتهاب الكبدي "ج" بإظهار اي أعراض ظاهرة، حيث يبقى الالتهاب الكبد "ج" صامتاً بالعادة لسنوات عديدة حتى يحدث ضرر كبدي خطير مؤدياً لظهور علامات وأعراض بارزة للمرض الكبدي. التالي هي بعض من هذه العلامات والأعراض:
بول داكن اللون
يتم تشخيص قِلة قليلة من الأشخاص خلال المرحلة الحادة من المرض لأن مرض التهاب الكبد "ج" الحاد يحدث بدون أعراض متميزة، كذلك لا يتم تشخيص العدوى عند الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى التهاب لكبد "ج" المزمن لأن العدوى لا تقوم بإظهار أي أعراض حتى تمر عقود من السنوات عندما تتطور الأعراض ثانوياً على إثر ضرر خطير أصاب الكبد.
يتم تشخيص عدوى التهاب الكبد بخطوتين، هُما:
الخطوة الأولى: تتم هذه الخطوة بواسطة استعمال اختبار مصلي/دموي لفحص الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد "ج" لتحديد الأشخاص المصابين.
الخطوة الثانية: يتم القيام بهذه الخطوة من بعد أن تقوم نتائج الاختبار المصلي بتأكيد إيجابية وجود الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد "ج"، حيث يتم إجراء فحص الحمض النووي للحمض النووي الريبي لفيروس التهاب الكبد "ج" لتأكيد وجود العدوى المزمنة بسبب أن حوالي 15-45 بالمئة من الناس المُصابون بفيروس الكبد سي يُمكنهم التخلص من الفيروس بشكل ذاتي بواسطة الاستجابة المناعية القوية وتبقى نتيجة فحصهم إيجابية لوجود الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد "ج".
يتم كذلك إجراء تقييم من أجل تحديد درجة الضرر الواقع على الكبد أو تليف الكبد من بعد تشخيص المريض بعدوى التهاب الكبد "ج" المزمن، حيث أن هنالك العديد من الفحوصات التي يُمكن إجراءها بواسطة الأطباء لتقييم الضرر الواقع على الكبد عند حدوث التهاب الكبد المُزمن مثل:
تشتمل الخيارات العلاجية لعدوى التهاب الكبد "ج" على:
تتراوح المدة التي يحتاجها علاج عدوى التهاب الكبد "ج" باستخدام الأدوية ما بين 12 الى 24 أسبوع، كما يُمكن استعمال أدوية قديمة بجانب الأدوية الأكثر حداثة، حيث تشتمل الأدوية القديمة على:
يُمكن لِعلاج فيروس التهاب الكبد "ج" باستعمال الأدوية أن يجلب العديد من الأثار الجانبية مثل:
يُمكن لعدوى التهاب الكبد "ج" المُستمرة للعديد من السنوات ان تؤدي لوقوع مضاعفات خطيرة مثل:
يُعد تجنب ملامسة دم الأشخاص المُصابون بمثابة الطريقة الوحيدة الفعالة للوقاية من عدوى التهاب الكبد "ج"، حيث لا يتوافر لقاح يقي من فيروس التهاب الكبد "ج" بينما يتوافر لقاح لفيروس التهاب الكبد " أ " و "ب “، كذلك فان هنالك قائمة تم نشرها بواسطة منظمة الصحة العالمية والتي تحتوي على مُداخلات أولية محددة يُمكن النُصح بها للوقاية من عدوى التهاب الكبد "ج"، حيث تشمل القائمة على:
تقوم منظمة الصحة العالمية بتوجيه النصائح للأشخاص المصابين بفيروس التهاب الكبد سي عن طريق النُصح ب:
يُنصح كذلك بالتقليل أو ترك استهلاك الكحول عند المرضى لأن بإمكان الكحول ان يزيد من سوء تليف الكبد
تُعد الشريحة العظمى من الأشخاص المصابون بالتهاب الكبد "ج" عرضة للإصابة بالتهاب الكبد "ج" المُزمن الذي يُمكن ان يؤدي للإصابة بتليف الكبد، أو سرطان الكبد، أو كليهما، كما ان النمط الجيني لفيروس التهاب الكبد "ج" هو الذي يقوم بتحديد تطور المرض حيث من المرجح أن يُشفى النمط الجيني الأول بشكل تلقائي ولكن يُمكنه ان يؤدي لحدوث عدوى مزمنة أكثر خطراً.
بالإمكان مُلاحظة العلامة الجيدة الدالة على تلقي العلاج الفعال لالتهاب الكبد "ج" عندما لا يظهر أي وجود للفيروس في دم شخص مُصاب 12 أسبوع أو أكثر بعد أخذ العلاج حيث يُسمى ذلك بالاستجابة الفيروسية المُستدامة التي تم تسجيلها عند أغلب الاشخاص الذين أظهروا تحسن من بعد إصابتهم بعض الأنماط الجينية للفيروس