فيروس العوز المناعي البشري هو حالة مرضية ناتجة عن الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري. بسبب طبيعة الفيروس التقدمية فإنه يتطور ليصبح متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز). ويتكون فيروس العوز المناعي البشري من نوعين فرعيين، هما: فيروس العوز المناعي البشري النوع الأول، فيروس العوز المناعي البشري النوع الثاني، الاختلاف الرئيسي بين هذين النوعين هو سرعة تقدم المرض إلى الإيدز. يصيب الفيروس نوعاً معيناً من خلايا الدم البيضاء وهو كتلة التمايز 4، يبدأ الفيروس بتدمير خلايا كتلة التمايز 4 تدريجياً. مع ازدياد عدد خلايا كتلة التمايز 4 المتحطمة، يصبح الجهاز المناعي ضعيفاً وتقل قدرته على محاربة الفيروس. وتمر عدوى فيروس العوز المناعي بثلاثة مراحل، وهي: مرحلة عدوى فيروس العوز المناعي البشري الحاد حيث يتكاثر الفيروس بسرعة ويقل تعداد خلايا كتلة التمايز 4، المرحلة الكامنة السريرية يبقى الفيروس نشطاً مع انخفاض معدل التضاعف، وغالباً لا تظهر أي أعراض على المريض، وأخيراً الإيدز والذي يعدُّ أكثر مراحل المرض تقدماً.
تحدث العدوى بفيروس العوز المناعي البشري عن طريق سوائل الجسم وتشمل: الدم، المني، السائل المهبلي، ومن الأم الحامل إلى جنينها. لتعرض غير الآمن لهذه السوائل إما عن طريق ممارسة الجنس بطريقة غير آمنة أو مشاركة الإبر مع الآخرين تضع الشخص في خطر الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري. إن الابتعاد عن جميع عوامل الخطر يكون مفيداً في منع حدوث العدوى.
تختلف أعراض الإصابة بفيروس العوز المنعي البشري وفقاً للمرحلة التي يمر بها الفيروس. في مرحلة عدوى فيروس العوز المناعي البشري الحاد فإن المريض يصاب بأعراض شبيه بأعراض النزلة الوافدة. في المرحلة الكامنة السريرية لا توجد أعراض محددة تظهر على المريض باستثناء أن تورم العقد الليمفية قد يحدث. عندما يتفاقم المرض ويصل لمرحلة الإيدز فإن العديد من الأعراض سوف تظهر على المريض مثل: فقدان الوزن، الحمى، تورم العقد الليمفية، وغيرها من الأعراض الأخرى.
نتيجة لضعف الجهاز المناعي فإن المريض المصاب بفيروس العوز المناعي البشري يكون عرضة للعديد من المضاعفات مثل: الفيروسات الانتهازية، السرطانات، المضاعفات العصبية، متلازمة الضمور وداء الكلية.
ويعتمد تشخيص فيروس العوز المناعي البشري على وجود الأجسام المضادة للفيروس في سوائل الجسم. لا يوجد دواء شافي من فيروس العوز المناعي البشري، ولكن يتم استخدام مجموعة من العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية للسيطرة على الفيروس، التحكم بالأعراض، وتقليل سرعة تقدم المرض. إذا لم يتلقَ المريض العلاج المناسب سوف تتفاقم حالة المرض ويصل إلى مرحلة الإيدز خلال عشر سنوات أو أقل.
يعدُّ فيروس العوز المناعي البشري قضية صحية عامة عالمية رئيسية. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه عالميٌّ ، وإجمالي عدد المصابين بفيروس العوز المناعي البشري من 34.0 إلى 39.8 مليون شخص، وعدد الحالات الجديدة المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية من 1،8 إلى 2،4 مليون حالة، توفي 940،000 إلى 1.3 مليون شخص لأسباب متعلقة بفيروس العوز المناعي البشري في عام 2015 .
تحدث الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري نتيجة للإصابة بهذا الفيروس. ومتلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) هو المرحلة المتقدمة جداً من عدوى فيروس نقص النماعة المكتسبة. إذ يهاجم فيروس العوز المناعي البشري خلايا الجهاز المناعي المكافحة للعدوى ويدمرها تدريجياً، ويصبح من الصعب على الجسم مكافحة العدوى وأنواع معينة من السرطانات.
يمكن التميز بين نوعي فيروس العوز المناعي البشري جينياً ومستضدياً:
يوجد ثلاث مجموعات فرعية لفيروس العوز المناعي البشري النوع الأول وهي:
فيروس العوز المناعي البشري هو عدوى فيروسية تنتقل من خلال سوائل الجسم، يمكن لهذا السوائل نقل العدوى عن طريق:
يمكن لأي شخص أن يصاب بفيروس العوز المناعي البشري، ولكن بعض السلوكيات والظروف قد تضع الأفراد في خطر كبير للإصابة بفيروس العوز المناعي البشري وتضم:
كتلة التمايز 4 هي نوع محدد من خلايا الدم البيضاء، وتعمل على مساعدة الجسم في مكافحة الأمراض. في حالة تعرض الجسم للإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، يبدأ الفيروس بتدمير كتلة التمايز 4، ويتدهور الجهاز المناعي مع تدمير المزيد من خلايا كتلة التمايز 4. تتفاقم حالة المريض إلى الإيدز عندما تبدأ المضاعفات المتعلقة بالإيدز بالظهور أو انخفاض تعداد خلايا كتلة التمايز إلى أقل من 200. هذا التفاقم قد يأخذ عدة سنوات ليحدث.
تمر العدوى السريرية لفيروس العوز المناعي البشري بثلاث مراحل بارزة تضم:
تختلف أعراض الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري وفقاً لمرحلة العدوى
على الرغم من أن أعراض العدوى بفيروس العوز المناعي البشري الحاد خفيفة، في هذا الوقت تكون كمية الفيروس في مجرى الدم مرتفعة بشكل خاص. خلال مرحلة العدوى الحادة ينتشر فيروس العوز المناعي البشري بكفاءة كبيرة مقارنةً بالمراحل اللاحقة. بعض الحالات تكون مصابة بفيروس العوز الماعي البشري ولكن لا تظهر عليهم الأعراض لعشر سنوات أو أكثر.
يجب الانتباه إلى أن الشخص المصاب بفيروس العوز المناعي البشري يبقى ناقل للعدوى حتى إن لم تظهر عليه أي أعراض، وحتى المرضى الذين يتلقون العلاج المضاد للفيروسات ويكون الفيروس بمرحلة الكبت (يكون مستوى الفيروسات بالدم منخفض جداّ) يمكن أن ينقلوا العدوى ولكن باحتمالية أقل من الذين لا يمر الفيروس عندهم بمرحلة الكبت.
تضم الأعراض ما يلي:
يعتمد تشخيص فيروس العوز المناعي البشري على وجود الأجسام المضادة لهذا الفيروس في سوائل الجسم، مثل: الدم، السائل الفموي، أو البول. يوجد ثلاثة أنواع من الاختبارات المتاحة:
الفترة النافذة لفيروس العوز المناعي البشري هي الفترة الزمنية التي يحتاجها الجسم لينتج عدد كافي من الأجسام المضادة التي يحتاجها فحص المضادات الحيوية لاكتشاف الفيروس. قد تستغرق هذه الفترة 21-84 يوماً. أغبية المرضى تطور أجسام مضادة قابلة للاكتشاف خلال الفترة النافذة. إذا أظهرت اختبارات الأجسام المضادة نتيجة سلبية خلال الفترة النافذة، ويجب على المريض إعادة الفحص بعد ثلاثة أشهر من الوقت المتحتمل للحصول على العدوى بفيروس العوز المناعي البشري.
اذا اظهر اي نوع من اختبارات الأجسام المضادة نتيجة ايجابية، يجب على الشخص استكمال الفحوصات للتأكد من صحة النتيجة. إذا كان الاختبار الأول هو اختبار المنزل السريع وكانت النتيجة إيجابية يتم إرسال مقدم الرعاية الصحية للحصول على باقي اختبارات. إذا تم إجراء الاختبار الأول في مختبر و كانت النتيجة إيجابية، فإن المختبر يتابع إجراء باقي الاختبارات، وعادة ما يستخدم نفس عينة الدم المستخدمة في الاختبار الأول.
الفترة النافذة لفيروس العوز المناعي البشري هي الفترة الزمنية التي يحتاجها الجسم لينتج عدداً كافياً من المستضدات والأجسام المضادة التي يحتاجها فحص المضادات الحيوية لاكتشاف الفيروس. وقد تستغرق هذه الفترة 13- 42 يوماً. إذا كانت نتيجة الفحص سلبية خلال الفترة النافذة، ويجب على المريض إعادة الفحص بعد ثلاثة أشهر من الوقت المتحتمل للحصول على العدوى بفيروس العوز المناعي البشري. في الوقت الحاضر أصبحت مجموعة من الاختبارات السريعة متاحة.
على الرغم من أن اختبارات الحمض النووي عادةً ما تعدُّ دقيقة خلال المراحل الأولى من العدوى، إلا أنه يوجد بعض المحددات وتضم ما يلي:
بسبب المحددات المذكورة سابقاً فمن الأفضل إجراء فحص الأجسام المضادة أو مجموعة من الفحوصات الأخرى في نفس الوقت لمساعدة الطبيب على تفسير سبب الحصول على نتيجة سلبية خلال فحص الحمض النووي.
إذا تم تشخيص الشخص كمريض حامل لفيروس العوز المناعي البشري، يمكن إجراء العديد من الفحوصات للمساعدة على تحديد المرحلة التي وصل إليها المرض، وتضم هذه الفحوصات ما يلي:
قد يلجأ الطبيب إلى طلب إجراء بعض الفحوصات المخبرية للتحقق من وجود عدوى أخرى أو مضاعفات، بما في ذلك:
لا يوجد دواء محدد من شأنه أن يشفي من فيروس العوز المنعي البشري تماماً. تستخدم مجموعة من الأنواع المختلفة للأدوية (العلاج المضاد للفيروسات) للسيطرة على الفيروس، و علاج الأعراض، والتقليل من سرعة تطور المرض. ومن الأفضل أن يتم على الأقل تناول ثلاثة أنواع من الأدوية من فئتين، لأن كل فئة من الأدوية المضادة لفيروس العوز المناعي البشري تقوم بتعطيل عمل الفيروس بطرق مختلفة، لتجنب خلق سلالات من فيروس العوز المناعي البشري التي هي في مأمن من نوع واحد من الأدوية.
تضم الأدوية المضادة للفيروسات الفئات الآتية:
في كثير من الأحيان يكون المريض المصاب بفيروس العوز المناعي البشري معرضاً للإصابة بالعديد من المضاعفات تشمل ما يلي:
تضعف العدوى بفيروس العوز المناعي البشري جهاز المناعة؛ مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعديد من مسببات العدوى وتضم:
أنواع أخرى للعدوى الانتهازية التي قد تصيب المريض المصاب بفيروس العوز المناعي البشري:
تضعف العدوى بفيروس العوز المناعي البشري الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعديد من السرطانات التي تضم:
لا يصيب فيروس العوز المناعي البشري الخلايا العصبية مباشرةً، ولكنه قد يسبب العديد من الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي وتشمل هذه الحالات ما يلي:
هو فقدان ما لا يقل عن 10 بالمئة من وزن الجسم، وغالباً ما يرتبط بالإسهال، والوهن المزمن، والحمى. بالرغم من أن تدابير العلاج القاسية يمكن أن تقلل عدد الحالات المصابة بمتلازمة الضمور، لكنَّها ما زات تصيب العديد من المرضى المصابين بالإيدز.
اعتلال الكلية المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري هو التهاب المرشحات الدقيقة الموجودة في الكلية، وتكمن وظيفة هذه المرشحات في التخلص من السوائل الزائدة والفضلات الموجودة بالدم داخل مجرى الدم وطرحها عن طريق البول.
للوقاية من الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، ينبغي القيام ببعض الممارسات لمنع انتشار الفيروس وتضم هذه الممارسات ما يلي:
يعد استخدام مزلق مائي المصدر أفضل من استخدام مزلق زيتي المصدر حيث يعطي حماية أكبر؛ لأنَّ الملزق زيتي المصدر يمكن أن يضعف العازل الذكري ويتسبب في كسره.
فيروس العوز المناعي البشري هو حالة مزمنة لا يمكن علاجها. عادةً إذا اتبع المريض جدول العلاج بشكل صحيح يمكن أن يمنع المضاعفات من الحدوث ويأخر تقدم الحالة والصول إلى مرحلة الإيدز. إذا لم يتلقَ المريض العلاج سوف تتطور حالته إلى الإيدز. هم المرضى الذين تتطور حالتهم إلى الإيدز بشكل بطىء أو لا تصل إلى مرحلة الإيدز مطلقاً.
يتطور فيروس العوز المناعي البشري وفقاً للمرحلة التي يمر بها:
يعدُّ فيروس العوز المناعي البشري قضية صحية عامة عالمية رئيسية. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه عالمياً في 2015:
ويقدر حاليا أن 60 في المائة فقط من المصابين بفيروس العوز المناعي البشري هم على معرفة بوضعهم الصحي. ويحتاج ما تبقى من 40٪ أو أكثر من 14 مليون شخص إلى الحصول على خدمات اختبار فيروس العوز المناعي البشري.
عالمياً في 2016 من 16.1 إلى 19.0 مليون مريض مصاب بفيروس العوز المناعي البشري يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية.
بين عامي 200-2015 حققت البرامج الوطنية لمكافحة فيروس العوز المناعي البشري بدعم من المجتمع المدني، ومجموعة من الشركاء في التنمية نجاحات في:
تقريباً في عام 2030 فإن 21 مليون مريض يمكنه النجاة من الموت و28 مليون حالة جديدة يمكن منعها من خلال إيصال العلاج المضاد للفيروسات لجميع المرضى المصابيين بفيروس العوز المناعي البشري وتوسيع خيارات الوقاية.