يعرف قصور الدرقية بأنه اضطراب في الغدة الدرقية يحدث عند انخفاض المستويات الهرمونية الدرقية، وقد يؤثر على جميع وظائف الجسم. تؤدي العديد من الأسباب إلى قصور الدرقية ومنها أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، واضطرابات الغدة النخامية كقصور النخامية، والأمراض الخلقية كمتلازمة داون.
يعد قصور الدرقية من الأمراض الموروثة، وهو أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالرجال. وتزيد الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وزيادة أو نقصان اليود في النظام الغذائي من خطر الإصابة بالاضطراب. كما تتمثل علامات وأعراضه الشائعة في التعب، وزيادة الوزن، وانتفاخ الوجه.
تقع الغدة الدرقية في الجزء الأمامي من الرقبة، وتقوم بإفراز هرمون ثيروكسين (T4)، وهرمون ثلاثي أيودثيرونين (T3) اللذين يلعبان دوراً مهماً في طريقة قيام الجسم بوظائفه، ويؤدي قصور الدرقية إلى عدم إفراز الغدة الدرقية الهرمونات بكمية كافية.
يوجد العديد من الطرق التي يتم بها تشخيص قصور الدرقية، ومنها الفحص البدني، وفحوصات الدم، حيث يتم العلاج بأقراص إعاضة الهرمونات، والتي تسمى ليفوثيروكسين لإعادة مستوى الهرمونات إلى وضعها الطبيعي، أو العلاج المركب باستخدام ليفوثيروكسين، وهرمون ثلاثي أيودثيرونين معاً.
قد يؤدي عدم علاج اضطراب قصور الدرقية إلى عدة مضاعفات مثل الدراق المتمثل في تضخم الغدة الدرقية، وأمراض القلب، ومشاكل الصحة النفسية، والعقم، والوذمة المخاطية، وهي حالة نادرة تحدث عندما يتطور قصور الدرقية إلى مراحله المتقدمة. مع ذلك، قد تكون الوقاية من الإصابة بقصور الدرقية بالمحافظة على مستوى اليود ضمن المستوى الطبيعي في الجسم.
يعرف قصور الدرقية بعديد من الأسماء مثل قصور الدرق، وكسل الغدة الدرقية، وخمول الغدة الدرقية، وهو اضطراب يسبب عدم قدرة الغدة الدرقية على إفراز ما يكفي من الهرمونات.
يحدث قصور الدرقية عند عدم إنتاج ما يكفي من هرموني الغدة الدرقية اللازمين لعمليات الأيض في الجسم. ويُقسم الاضطراب إلى الأنواع الفرعية التالية:
يؤدي الخلل في وظائف الغدة الدرقية، أو أي خلل في تنبه الغدة الدرقية بسبب الوطاء، أو الغدة النخامية إلى قصور الدرقية، علماً أن الخلل قد ينجم عن عدة أسباب، مثل:
يقوم الجهاز المناعي عند بعض الأشخاص بمهاجمة خلايا، وإنزيمات الغدة الدرقية ظناً منه بأنها عدوى، مؤدياً إلى انخفاض في عدد هذه الخلايا والإنزيمات، ما قد لا يكون كافياً لإنتاج هرمون الغدة الدرقية. على سبيل المثال، يعد مرض هاشيموتو، المعروف أيضاً باسم التهاب الغدة الدرقية المنسوب لهاشيموتو أحد أكثر أنواع تفاعلات المناعة الذاتية التي تسبب الإصابة باضطراب قصور الدرقية.
يُعالج المصابون باضطراب فرط الدرقية باليود المشع، أو الأدوية المضادة للدرقية عادة، والتي تعمل على تدمير خلايا الغدة الدرقية، مؤدية إلى قلة إنتاج الثيروكسين، وقد تسبب قصور الدرقية الدائم.
قد يسبب إزالة كامل، أو جزء كبير من الغدة الدرقية قلة إنتاج كمية الهرمونات التي تفرزها، ما قد يؤدي إلى الإصابة بقصور الدرقية.
تُحدث الأشعة المستخدمة لعلاج سرطان الرأس، والرقبة أضراراً بالغة في الغدة الدرقية، وقد تسبب الإصابة باضطراب قصور الدرقية.
قد يتعارض عدد من الأدوية مع إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، حيث تشمل أبرز الأمثلة على ذلك ما يلي:
يعرف هذا المرض بكونه نادراً، حيث يولد بعض الأطفال بدون غدة درقية، أو تكون الغدة الدرقية لديهم مصابة بخلل. لا تُعرف الأسباب الحقيقية وراء النمو غير الصحيح للغدة الدرقية، كما أن بعض الأطفال يعانون شكلاً موروثاً من أشكال هذا الاضطراب. الجدير بالذكر أن الرضع المصابون بقصور الدرقية الخلقي يبدون طبيعيين للغاية، إلا أن الفحص الرويتيني في فترة قصيرة بعد الولادة يساهم في تشخيص حالتهم.
تقع الغدة النخامية في قاعدة الدماغ، وتعد مسؤولة عن تنظيم عمل الغدة الدرقية. ولهذا، قد تسبب اضطرابات الغدة النخامية، أو الوطاء قصور الدرقية لأن الغدة النخامية، والوطاء مسؤولان عن تغير المستويات الهرمونية الدرقية.
تنتج أجسام بعض النساء أجساماً مضادة للغدة الدرقية في فترة الحمل، ما يؤدي إلى الإصابة بقصور الدرقية خلال أو بعد الحمل، مع العلم أن عدم تلقي العلاج المناسب يزيد فرص الإجهاض، والولادة المبكرة، ومقدمات الارتعاج المتمثلة في ارتفاع ضغط الدم عند الحوامل اللواتي لم يسبق لهن الإصابة بارتفاع ضغط الدم المترافق مع ارتفاع في مستويات البروتين في البول.
يجب أن يبقى عنصر اليود ضمن المعدلات الطبيعة في الجسم للحفاظ على إنتاج هرمون الغدة الدرقية متوازناً؛ فالكثير من اليود، أو القليل منه قد يؤدي إلى الإصابة بقصور الدرقية.
تساهم العوامل التالية في زيادة فرص الإصابة باضطراب قصور الدرقية:
يزيد خطر الإصابة باضطراب قصور الدرقية عند الأشخاص الذين يعرف أفراد عائلاتهم بسوابق من حيث الإصابة بالاضطراب.
يعرف المدخنون بكونهم أكثر عرضة للإصابة باضطراب قصور الدرقية، كما أن التدخين يحفز الأعراض الموجودة عند المصابين بقصور الدرقية.
تقع الغدة الدرقية في الجزء الأمامي من الرقبة، وتُعرف بحجمها الصغير، وشكلها الشبيه بالفراشة. تتحكم هرمونات الغدة الدرقية في استخدام الجسم للطاقة، ما يعني أنها تؤثر على معظم أعضاء الجسم، بما فيها القلب.
تفرز الغدة الدرقية هرموني ثيروكسين، وثلاثي أيودثيرونين اللذين يتحكمان في وظائف الجسم كالحفاظ على معدل استخدام الجسم للدهون، والكربوهيدرات، والمساعدة على التحكم في درجة حرارة الجسم، والتأثير على معدل ضربات القلب، إضافة إلى المساعدة في تنظيم إنتاج البروتين.
كما تتحكم الغدة النخامية، والوطاء في إفراز هرمون ثيروكسين، وهرمون ثلاثي أيودثيرونين، عبر إرسال إشارات من الوطاء إلى الغدة النخامية لإنتاج الهرمون المنبه للدرقية، الذي يعتمد إنتاجه على مقدار ثيروكسين، وثلاثي أيودثيرونين. الجدير بالذكر أن العلاقة بين الهرمون المنبه للدرقية، وهرمون الثيروكسين، وثلاثي أيودثيرونين عكسية، ما يعني أنه عندما يكون مستوى الثيروكسين، أو ثلاثي أيودثيرونين منخفضاً في الدم، يكون مستوى الهرمون المنبه للدرقية مرتفعاً. فعندما تتلقى الغدة الدرقية الهرمون المنبه للدرقية، تعمل على تنظيم إنتاج الهرمونين المذكورين آنفاً. وعندما لا يتم إنتاج كميات كافية من هرمون الثيروكسين، وثلاثي أيودثيرونين، يحدث ما يعرف باسم قصور الدرقية.
تختلف أعراض اضطراب قصور الدرقية من شخص لآخر بناء على شدة عوز الهرمونات، إلا أنها تتطور مع مرور الوقت، علماً أن الأعراض تشمل ما يلي:
تشمل أعراض اضطراب قصور الدرقية العامة ما يلي:
تظهر الأعراض التالية على الرّضع المصابين بقصور الدرقية:
كما تظهر الأعراض التالية على الرّضع مع تطور المرض، حيث يصبحون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل التغذية، والنمو:
تشمل أعراض قصور الدرقية عند الأطفال والمراهقين ما يلي:
قد يؤدي تطور اضطراب قصور الدرقية عند كبار السن إلى مشاكل في الذاكرة، و الاكتئاب.
تؤخذ العلامات والأعراض، وعوامل أخرى بعين الاعتبار قبل تشخيص قصور الدرقية، الذي يشمل ما يلي:
يتضمن الفحص، والبحث عن علامات بدنية وأعراض ذات صلة بقصور الدرقية، لكن العديد من أعراض قصور الدرقية تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، لذلك لا يتم التشخيص بناء على الأعراض فقط.
تساهم فحوصات الدم في الكشف عن مستويات التحقق من وظائف الغدة الدرقية، وتشمل ما يلي:
يوجد فحوصات أخرى قد تساعد على تشخيص مرض قصور الدرقية، وتشمل ما يلي:
يشمل علاج اضطراب قصور الدرقية ما يلي:
عادة ما يعالج قصور الدرقية بأقراص إعاضة الهرمون التي تُستخدم يومياً، وتسمى ليفوثيروكسين. يعرف دواء ليفوثيروكسين بكونه فموياً يعمل على استعادة مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى وضع ملائم، ما يؤدي إلى عكس حالة أعراض الاضطراب. كما يعد دواء ليفوثيروكسين بأنه الأكثر شيوعاً، وهو علاج يستمر مدى الحياة عادة. وقد يبدأ العلاج بجرعة منخفضة إذا كان المريض مسناً، أو مصاباً بمرض من أمراض القلب. يجب استخدام أقراص إعاضة الهرمون بجرعات مناسبة لتجنب الأعراض الجانبية.
يتم العلاج المركب باستخدام ليفوثيروكسين، وثلاثي أيودثيرونين معاً، ولا يُستخدم هذا العلاج بشكل روتيني لعدم وجود دراسات تؤكد أنه أفضل من استخدام ليفوثيروكسين لوحده.
ويوصى بهذا النوع من العلاجات للحالات التي يكون فيها للمريض تاريخ مع سرطان الغدة الدرقية، واحتمالات خطر تكرار الإصابة بهذا النوع من السرطان كبيرة.
تزيد حدة أعراض قصور الدرقية تدريجياً إن لم يتلق المريض العلاج اللازم، ما قد يؤدي إلى عدد من المشاكل الصحية مثل:
يعرف الدراق بأنه تضخم شاذ في الغدة الدرقية الذي عادة ما يسببه مرض التهاب الغدة الدرقية المنسوب لهاشيموتو. يصاب مرضى قصور الدرقية بالدراق عندما تحفز أجسامهم الغدة الدرقية على إفراز المزيد من الهرمونات. يؤثر مرض الدراق في المظهر، وقد يعيق عملية البلع، والتنفس.
تزيد فرص الإصابة بأمراض القلب عند مرضى قصور الدرقية تبعاً لارتفاع مستويات الكوليسترول الضار لديهم والمعروف أيضاً بالبروتين الشحمي منخفض الكثافة. يؤدي ارتفاع مستويات الكولسترول إلى ترسب وتراكم الدهون في الشرايين، وبالتالي إعاقة تدفق الدم. كما قد تؤدي الإصابة بقصور الدرقية إلى تضخم القلب، وفشله.
قد تؤدي الإصابة باضطراب قصور الدرقية إلى الاكتئاب المبكر، وتباطؤ في الوظائف العقلية.
يعرف اعتلال الأعصاب الطرفية بأنه تلف الأعصاب التي تحمل المعلومات من الدماغ، والحبل النخاعي إلى باقي أجزاء الجسم. وتشمل علامات، وأعراض اعتلال الأعصاب الطرفية الألم ، والخدر، ووخز في المناطق المتأثرة بتلف الأعصاب، وضعف العضلات، وعدم القدرة على التحكم فيها.
تمثل الوذمة المخاطية حالة نادرة مهددة للحياة تحدث عندما يتطور قصور الدرقية إلى مراحله المتقدمة. وتشمل أعراض الوذمة المخاطية عدم تحمل البرد الشديد، وفقدان الوعي، والنعاس الذي يليه الخمول. قد تحدث غيبوبة الوذمة المخاطية بسبب المهدئات، أو عدوى، أو أي توتر آخر على الجسم.
قد تؤثر المستويات الهرمونية الدرقية المنخفضة سلباً في الإباضة، فتقل بذلك احتمالات الحمل عند النساء المصابات بقصور الدرقية.
يجب علاج قصور الدرقية عند الحوامل تفادياً للمشاكل التالية:
يجب المحافظة على مستوى اليود في الجسم ضمن المستوى الطبيعي للحد من اضطراب قصور الدرقية.
يعد التهاب الغدة الدرقية المنسوب لهاشيموتو أكثر مسببات قصور الدرقية شيوعاً، حيث يتطور تدريجياً عند البالغين مؤدياً إلى تلف أنسجة الغدة الدرقية، فتعمل الأنسجة المتبقية على زيادة إنتاج الهرمونات لتعويض النقص بهدف المحافظة على استقرار المستويات الهرمونية، ولكن تلف كمية كبيرة من الأنسجة يسبب انخفاض المستويات الهرمونية، ما يؤدي بدوره إلى ظهور أعراض قصور الدرقية.
يمكن تعويض نقص الهرمونات الدرقية باستخدام أقراص إعاضة الهرمونات، التي توازن عملية الأيض، وتساعد على اختفاء الأعراض. قد يؤدي قصور الدرقية غير المعالج إلى عديد من المشاكل مثل الدراق، ومشاكل في القلب، وغيبوبة الوذمة المخاطية في حالات نادرة.
يتراوح انتشار اضطراب قصور الدرقية بين النساء ما تقدر قيمته بين 0.6 و12 لكل 1000 امرأة، وبين 1.3 و4 لكل 1000 رجل وفقاً لتقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية، كما يُقدر أن انتشار الاضطراب بين كبار السن أعلى وفقاً لدراسات واستقصاءات أجريت في شمال أوروبا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية.
إضافة إلى ذلك، زاد انتشار قصور الدرقية الخلقي بمقدار الضعف تقريباً خلال العقديين الماضيين في العديد من البلدان، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وغرب أستراليا، وإيطاليا، وشمال المملكة المتحدة، واليونان بحسب المنظمة نفسها.