الصداع النصفي هو اضطراب الصداع الأولي ويتميز بألم مفاجئ وشديد في الرأس مع الشعور بالنبض أو الخفقان في الرأس. يمر الصداع النصفي عبر أربع مراحل، هي: البادرة، الأورة، النوبة، أعراض ما بعد المرض. الأعراض الشائعة المرتبطة بين المراحل الأربعة من الصداع النصفي قد تشمل على : الغثيان، التقيؤ، والحساسية تجاه الضوء، الأصوات، أو الروائح. ويتكون الصداع النصفي من نوعين اعتماداً على وجود أو غياب مرحلة الأورة. ويفترض أن الصداع النصفي هو نتيجة لمجموعة من العوامل البيئية والجينية مع بعض العوامل المحفزة لحدوث الصداع النصفي.
لا يوجد علاج محدد للصداع النصفي؛ لأن السبب المباشر غير معروف، ولكن يخضع المريض للأدوية المسكنة للآلام للسيطرة على العلامات والأعراض، كما يخضع للأدوية الوقائية لتقليل من تكرار حدوث المرض. وقد يعاني المريض من بعض المضاعفات كالآثار الجانبية للأدوية أو مضاعفات بسبب أخذ جرعة مفرطة، وتضم هذه المضاعفات مشاكل في البطن، والصداع الناتج عن الإفراط في استخدام الأدوية، ومتلازمة السيروتونين، والصداع النصفي المزمن، وحالة الصداع النصفي، وأورة مستديمة بدون احتشاء، والاحتشاء المتعلق بالصداع النصفي. والابتعاد عن محفزات الصداع النصفي واتباع العلاج دون استعمال الأدوية قد تكون مفيدة في الوقاية من حدوث الصداع النصفي.
النساء هن أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي من الرجال. 11% من المرضى المصابين بالصداع التوتر لديهم صداع نصفي، أكبر انتشار للصداع النصفي هو في أوروبا وأقل انتشار له هو في أفريقيا.
الصداع النصفي هو ألم مفاجئ، قوي، وشديد يصيب إما جانباً واحداً أو جانبي الرأس. وهو أكثر ألماً من الصداع العادي كما أنه يرتبط بأعراض أخرى، يبدأ المريض بالإحساس مثل النبض أو الخفقان في الرأس. وفقاً لجمعية الصداع الدولية يصنف الصداع النصفي كصداع أولي.
حتى الآن لايزال سبب حدوث الصداع النصفي مجهولاً. ولكن ربما تلعب الجينات، والعوامل البيئية، وفقدان التوازن في المواد الكيمائية الموجودة بالدماغ دوراً بيحفز الصداع النصفي. كما توجد بعض العوامل التي تحفز حدوث الصداع النصفي وتضم:
يوجد بعض العوامل التي تزيد من خطر حدوث الصداع النصفي وتشمل:
يصيب الصداع النصفي الشخص في اي عمر. مع ذلك يصل الصداع النصفي إلى القمة خلال عقد الـ30، وتنخفض شدته وعدد مرات الإصابة تدريجياً في العقود الاحقة.
تزيد احتمالية الإصابة بالصداع النصفي إذا كان لدى العائلة تاريخ مع المرض.
التغيرات الهرمونية التي تحدث عند المرأة خلال فترات الطمث، الحمل، وانقطاع الطمث تزيد من احتمالية الإصابة بالصداع النصفي.
تميل النساء إلى الإصابة بالصداع النصفي أكثر من الرجال.
يتضمن الصداع النصفي خلل في وظيفة مسارات جذع الدماغ والتي تعدل بشكل طبيعي المدخلات الحسية.يسلك الألم مساره الرئيسي عبر المدخلات المثلثية التوأمية الوعائية الناشئة من الأوعية السحائية، الذي يمر خلال عقدة ثلاثي التوائم والتشابك الموجود فوق العصبون الثانوي في المركب الثلاثي التوائم الرقبي. بالمقابل تبرز العصبونات خلال السبيل الثلاثي التوائم المهادي، وبعد التصالب في الدماغ تشكل التشابك مع العصبونات في المهاد. يوجد اتصال انعكاسي بين العصبونات الموجودة في الجسر والعصبونات الموجودة في النواة اللعابية العلوية، مما يؤدي إلى التدفق اللاودي القحفي والذي يتوسط خلال الجناحي الفكي، الأذن، والعقدة السباتية. يوجد هذا الانعكاس المستقل ثلاثي التوائم لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الصداع النصفي ويتعبر بشدة لدى المرضى الذين يعانون من الصداع المستقل ثلاثي التوائم، مثل الصداع العنقودي، وانعدام شق المخ الانتيابي، الذي قد يكون نشطاً في الصداع النصفي.
يمكن للناس أن يعانوا من الصداع النصفي في أي عمر، ولكن غالباً ما يبدأ في مرحلة الطفولة والمراهقة أو مرحلة البلوغ المبكر. ويمكن للصداع النصفي أن يتطور خلال أربع مراحل، وهي: البادرة، الأورة، النوبة، أعراض ما بعد المرض. فإنه ليس من الضروري أن يمر المريض بجميع هذه المراحل.
البادرة
قد يواجه المريض بعض التغييرات قبل يوم أو يومين من الصداع النصفي وتضم هذه التغيرات ما يلي:
الأورة
الأورة هي من الأعراض العصبية التي تظهر قبل أو أثناء الصداع النصفي، معظم المرضى قد لا تواجه الأورة. عادة ما تكون اضطرابات بصرية، مثل ومضات أو موجات من الضوء، أو رؤية متعرجة. أحياناً قد تكون الأورة على شكل اضطرابات حسية، حركية أو لفظية. قد تبصح العضلات ضعيفة. كل من هذه الأعراض تبدأ تدريجياً ثم تصل إلى الذروة في بضع دقائق وتنتهي بعد 20 إلى 60 دقيقة. وتشمل أمثلة أورة الصداع النصفي ما يلي:
غالباً ما ترتبط الشقيقة الفالجية وهي ضعف الأطراف بالصداع النصفي المرتبط بالأورة.
النوبة
إذا لم يتم معالجة الصداع النصفي سنتهي خلال من 4-72 ساعة. ويختلف تواتر وشدة المرض من شخص إلى آخر. خلال نوبة الصداع النصفي يمكن للمريض أن يشعر بما يلي:
أعراض ما بعد المرض
المرحلة الأخيرة للصداع النصفي هي أعراض ما بعد المرض، حيث يبدأ المريض بالشعور بها بعد انتهاء نوبة الصداع النصفي. تختلف أعراض هذه المرحلة من مريض لآخر، فقد يشعر بعضهم بالتعب والارهاق، بينما يشعر بعضهم بالابتهاج. كما قد يواجه المريض خلال 24 ساعة:
يتم تشخيص الصداع النصفي بالاعتماد على التاريخ الطبي للمريض، الأعراض إذا تكررت أكثر من خمس مرات، والفحوصات الجسمية والعصبية.
تستخدم علاجات الصداع النصفي للسطيرة على الأعراض المصاحبة للمرض وإدارتها ومنع حدوث النوبات. تنقسم الأدوية المستخدمة إلى مجموعتين:
تضم هذه العائلة من الأدوية السماتربتان (الأمتركس)، ريزاتريبتان (ماكزليت)، ألموتريبتان (الاكزيرت)، ناراتريبتان (أميرج)، زولميتريبتان (زومج)، فروفاتريبتان (فروفا)، إليتريبتان (ريلباكس)، يعمل على منع طرق الألم عن طريق تضيق الأوعية الدموية.
للحصول على نتيجة تأفضل يجب تناول الارغوت حالما تظهر الأعراض. هذا الدواء أقل كفاءة من أدوية التريبان ويمتلك آثاراً جانبية تؤثر سلباً على حالة المريض الصحية.
تؤخذ هذه الأدوية مع مزيج من الأدوية الأخرى.
تؤخذ هذه الأدوية من المرضى الذين لا يستطيعون تناول أدوية الترييبتان والارغوت.
تؤخذ الغلوكؤكوريتكويدات السكرية مع الأدوية الأخرى لزيادة كفاءة مسكنات الآلام.
وتضم الأسبرين أو ايبوبروفين وأسيتامينوفين.
حاصرات بيتا بروبرانولول (انديرال، إنوبران زل، وغيرها)، ميتوبرولول طرطرات (وبريسور) وتيمولول (بيتموال) يمكن أن تمنع حدوث الصداع النصفي بشكل فعال.
يمكن علاج اختلال توازن المواد الكيميائية ومستوى السيروتونين بالدماغ بواسطة مضادات الاكتئاب أمتريبتيلين ثلاثية الحلقات التي تققل من تواتر الصداع النصفي.
استخدام الفالبروات (الدباكون) والتوبيراميت (توباماكس) يقلل نسبة حدوث الصداع النصفي.
استخدام الأونابوتولينومتوكسين أ من قبل البالغين يساعد في معالجة الصداع النصفي المزمن.
اظهر استخدام الأدوية المضادة للالتهاب الخالية من الستيرويد، وبشكل خاص نابروكسين (نابروسين) امكانية منع حدوث الصداع النصفي والسيطرة على الأعراض.
أغلبية المضاعفات التي تحدث بسبب الصداع النصفي تكون نتيجة للآثار الجانبية للأدوية أو نتيجة الإفراط في اخذ الجرعات. وتضم هذه المضاعفات ما يلي:
استخدام بعض أنواع مسكنات الآلام وبشكل خاص إذا تم استهلاك جرعات كبيرة منها لفترات طويلة، مثل: الأدوية المضادة للالتهاب الخالية من الستيرويدايبوبروفين (أدفيل، موترين يب، وغيرهم)، قد يكون لها آثار جانبية تسبب ألم في البطن، نزف، قرحات وغيرها من المضاعفات.
عندما تصبح الأدوية المسكنة للألام غير فعالة فإن المريض يميل إلى أن زيادة الجرعة المأخوذة، وإذا حدث هذا أكثر من عشرة أيام بالشهر لمدة ثلاثة أشهر أو بكميات كبيرة يمكن أن يحفز حدوث الصداع الناتج عن الإفراط في استخدام الإدوية بشكل جدي.
متلازمة السيروتونين نادرة الحدوث، وتحدث عندما يمتلك الجسم كميات كبيرة من المواد الكيمائية التابعة للجهاز العصبي وتسمى السيروتونين، تكون حياة المريض مهددة بسبب هذه المتلازمة.
إذا استمر الصداع النصفي لأكثر من 15 يوماً خلال الشهر لمدة تزيد من ثلاثة أشهر، فإن الصداع النصفي يتطور ليصبح صداعاً نصفياً مزمناً.
يعاني المريض في هذه الحالة من نوبات صداع نصفي حادة والتي تمتد لأكثر من ثلاثة ايام.
عادةً تختفي الأورة بعد نوبة الصداع النصفي، ولكن في بعض الحالات تمتد الأورة لأكثر من أسبوع بعد انتهاء النوبة. قد تمتلك الأورة المستديمة أعراض مشابهة لاعراض نزف الدماغ (السكتة الدماغية)، ولكن بدون علامات نزف الدماغ، تلف الأنسجة أو المشاكل الأخرى.
الأورة التي تستمر لاكثر من ساعة تكون علامة للنزيف الدماغ. يمكن للطبيب ان يجري فحوصات التصوير العصبي لتحديد النزف في الدماغ.
بشكل عام إن تجنب محفزات الصداع النصفي يمكن أن يساعد في الوقاية من الصداع النصفي أو يقلل من عدد مرات حدوثه، ولكن هذه الطريقة ليست فعالة دائما. لذلك ينصح المريض أن يتبع العلاج دون استخدام الأدوية للوقاية من حدوث الصداع النصفي، ويعتمد هذا العلاج على تغيير نمط الحياة الذي يتضمن:
تكرار حدوث نوبات الصداع النصفي تزيد من حساسية المريض، وهذا يسبب صداع نصفي مزمن يومي عند بعض المرضى. يمكن للمريض أن يسيطر على العلامات والأعراض عن طريق أخذ العلاجات المناسبة لعلاج والوقاية من نوبات الصداع النصفي.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن نسبة إصابة النساء بالصداع النصفي تساوي ضعفي نسبة الإصابة عند الرجال بسبب التأثيرات الهرمونية. كما ورد في المجلة الدولية للصداع فإنه حول العالم 11% ممن يعانون من صداع التوتر لديهم صداع نصفي، وأكبر انتشار للصداع النصفي هو في أوروبا وأقل انتشار له هو في أفريقيا.