نزف تحت العنكبوتية هو نوع غير شائع من السكتة الدماغية، يُطلق على النزف في حيز تحت العنكبوتية، الواقع بين الدماغ والغشاء المحيط به. ويمثل السبب الأكثر شيوعاً لنزف تحت العنكبوتية حدوث أمّ الدمّ الدماغية، وهي تمدد على شكل كيس أو بالون بارز للأوعية الدموية التي تتكون من جدران رقيقة وضعيفة، وتميل إلى التمزق مع مرور الوقت. وعندما تنفجر أم الدم الدماغية، فإنها تنزف بسرعة في الدماغ. وقد تشمل الأسباب الأخرى حدوث النزف من التشوه الشرياني الوريدي، أو حدوث عدوى أو أورام في الدماغ، أو الالتهاب الوعائي الذي تلتهب فيه الأوعية الدموية داخل الدماغ.تعدُّ النساء أكثر عرضة لحدوث نزف تحت العنكبوتية، ويمكن أن يحدث في أي سن، ولكنه يشيع بين سن 45 و70 عاماً. ويزيد خطر حدوث أم الدم الدماغية عند المدخنين، أو الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الكحول، أو أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي يزيد خطر نزف تحت العنكبوتية.تبدأ فسيولوجيا نزف تحت العنكبوتية بحدوث خلل في جدران الشرايين التي تؤدي إلى تشكل أم الدم الدماغية. يزيد الضغط الهيدروستاتيكي الناتج من الدم الشرياني من تمدد أم الدم الدماغية، وإذا تركت دون علاج، فقد تتمزق وتسبب نزفاً في حيز تحت العنكبوتية، والذي ينتشر عبر السائل النخاعي حول الدماغ والحبل الشوكي. ويزيد الدم في السائل النخاعي من الضغط على الدماغ ما قد يسبب علامات وأعراض خطيرة.يشكل الصداع الشديد المفاجئ الذي غالباً ما يوصف بأنه "أسوأ صداع يشعر به" والعرض الأكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من نزف تحت العنكبوتية، وتشمل الأعراض الأخرى مشاكل في الرؤية، والقيء، والإغماء، وتيبس الرقبة، وآلام أسفل الظهر بسبب تهيج جذور الأعصاب في أسفل الظهر.وغالباً ما يتم الكشف عن نزف تحت العنكبوتية أثناء الفحص البدني عندما يتم الكشف عن أعراض، مثل: تيبس الرقبة، ومشاكل الرؤية، أو عندما يتم الإبلاغ عن صداع حاد مفاجئ. وقد يحتاج تأكيد وجود الحالة إلى مزيد من الفحوصات، التي تبدأ عادة بالتصوير المقطعي المحوسب للرأس للبحث عن أي نزف في الدماغ، ويمكن للطبيب استخدام صبغة التباين أثناء الإجراء إذا كانت النتيجة غير واضحة بما فيه الكفاية. وتشمل الفحوصات الأخرى التصوير بالرنين المغناطيسي، والبزل القطني، وتصوير الأوعية الدماغية.يسبب نزف تحت العنكبوتية تهديدا ًللحياة، وبالتالي يحتاج لعلاج سريع للحفاظ على حياة الشخص. ويستخدم العلاج لحل سبب النزف، وتخفيف الأعراض، ومنع حدوث المضاعفات، مثل: تلف الدماغ الدائم. ويمكن أن تستخدم الأدوية لتخفيف الأعراض بشكل فعال، مثل: نيموديبين الذي يعالج انخفاض إمدادات الدم إلى الدماغ، واستخدام مسكنات الألم للصداع الحاد، ومضادات الاختلاج لعلاج النوبات إذا حدثت. كما يمكن استخدام الجراحة، أو تقنية تسمى اللف داخل الوعائي لإصلاح الأوعية الدموية التالفة، وتجنب المزيد من النزف في أم الدم الدماغية.يستمر خطر حدوث المضاعفات لدى الأشخاص المصابين بنزف تحت العنكبوتية حتى بعد علاجها. ويعد عودة النزف الأكثر شيوعاً، والذي يحدث عندما يتمزق المكان الملتئم من الأوعية الدموية مرة أخرى. وفي بعض الحالات، قد يواجه الناس مضاعفات أخرى بما في ذلك التشنج الوعائي، وموه الرأس. ويشير التشنج الوعائي إلى تضيق الأوعية الدموية في الدماغ ما يحد من تدفق الدم، بينما يمثل موه الرأس تراكم السوائل في الدماغ.يساعد كل من التشخيص، والوقاية، والعلاج الناجح لأم الدم الدماغية من تقليل خطر حدوث نزف تحت العنكبوتية باعتبارها المسبب الرئيسي لها. كما يساهم الإقلاع عن التدخين، واتخاذ خطوات لمنع ارتفاع ضغط الدم في تقليل فرصة حدوث نزف تحت العنكبوتية الناتجة عن أم الدم بشكل فعال.يشفى الأشخاص المصابين بنزف تحت العنكبوتية بشكل تام بعد تلقي العلاج، ويعتمد مآل الحالة على عدد من العوامل المختلفة، مثل: موقع وكمية النزف، والمضاعفات الحاصلة، والعمر. وغالباً ما تكون الأعراض الأكثر شدة مؤشراً على سوء مآل الحالة.نشرت المجلة البريطانية لطب الأعصاب وجراحة الجهاز العصبي والطب النفسي مراجعة تُظهر أن الحدوث العام لنزف تحت العنكبوتية يشكل حوالي 9 لكل 100،000 شخص.
نزف تحت العنكبوتية هو نوع غير شائع من السكتة الدماغية، تتميز بحدوث نزف بحيز تحت العنكبوتية الواقع بين الدماغ والأنسجة الرقيقة المحيطة به. يمكن أن يكون ذلك قاتلاً، ولكن مع العلاج المناسب، والسريع، يمكن تجنب حدوث المضاعفات الخطيرة.
يمكن أن تؤدي العديد من الأسباب إلى نزف في الحيز تحت العنكبوتية، وتشمل هذه الأسباب ما يلي:
هناك العديد من عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من خطر النزف تحت العنكبوتية وتشمل ما يلي:
يحدث نزف تحت العنكبوتية عندما يتسرب الدم في حيز تحت العنكبوتية، الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي. ويحدث النزف عادة بسبب تمزق أم الدم الدماغية، بالإضافة إلى الأسباب الأخرى التي تؤثر على الأوعية الدموية في الدماغ، مثل: تشوه الشرياني الوريدي، وإصابات الرأس. وينتشر الدم في حيز تحت العنكبوتية بسرعة حول الدماغ والحبل الشوكي عبر السائل النخاعي، والذي يمكن أن يسبب تهيج السحايا بسبب التلف المباشر للأنسجة المحيطة، أو بسبب ارتفاع ضغط داخل القحف.
تحدث أم الدم عادة في الجزء الطرفي من الشريان السباتي الغائر، والمواقع المتفرعة على الشرايين الدماغية الكبيرة في الجزء الأمامي من دائرة ويليس، وهو نظام شرياني يقع في قاعدة الدماغ. وتحدث أم الدم بسبب وجود خلل في الجدار الشرياني يؤدي إلى تشكيل انتفاخ، والذي يتوسع نتيجة الضغط الهيدروستاتيكي الناتج من الدم الشرياني.
تشمل الأعراض الرئيسية لنزف تحت العنكبوتية ما يلي:
يضم تشخيص نزف تحت العنكبوتية ما يلي:
يمثل نزف تحت العنكبوتية حالة طبية طارئة، وينبغي أن تعامل وفقاً لذلك. ويستند العلاج على سبب وحدة الحالة الذي يشمل ما يلي:
يبدأ العلاج بدعم الوظائف الحيوية للمريض، مثل التنفس، وضغط الدم، والدورة الدموية. وقد يحتاج مرضى بعض الحالات الشديدة الإدخال إلى وحدة العناية المركزة.
تضم الأدوية المستخدمة لعلاج المرضى المصابين بنزف تحت العنكبوتية ما يلي:
غالباً ما يتم استخدام الإجراءات الطبية إذا أظهر التصوير التشخيصي أن نزف تحت العنكبوتية ناتج عن تمزق أم الدم، وذلك لإصلاح تلف الأوعية الدموية، ومنع عودة نزفها مرة أخرى. وتشمل الإجراءات الآتية:
تتم هذه الجراحة تحت التخدير العام. يقوم الجراح بعمل فتحة في فروة الرأس ويزيل سديلة صغيرة من العظام. وعندما يتم تحديد موقع أم الدم، يثبت الجراح مشبك معدني بشكل دائم عليها ليمنع تمددها أو تمزقها.
يحدث هذا الإجراء تحت التخدير العام، ويتضمن إدراج قثطار في شريان الساق أو الأربية وتوجيهه حتى يصل إلى مكان وجود أم الدم في الدماغ باستخدام تصوير الأشعة السينية. ثم يمرر الجراح لفائف صغيرة جداً من البلاتينيوم عبر القثطار ليملأ أم الدم فيقلل من تدفق الدم إلى داخلها، ومن ثمَّ يمنعها من التمدد أو التمزق.
يعاني المريض الذي أصيب بنزف تحت العنكبوتية بالمزيد من المتاعب عادة. وقد تشمل هذه المضاعفات:
يعد من أكثر مضاعفات نزف تحت العنكبوتية خطورة، ويحدث عندما تنفجر أم الدم الدماغية مرة أخرى بعد انسدادها. يرتفع خطر حدوث عودة النزف في الأيام القليلة التالية للنزف الأول، ويسبب مخاطر عالية من العجز الدائم أو الوفاة.
يحدث في الأيام القليلة التالية للنزف الأول عندما يقل إمداد الدم إلى الدماغ بشكل خطير، ما يعطل الوظائف الطبيعية للدماغ ويسبب تلف الدماغ. وقد يكون انقباض الأوعية الدموية في الدماغ المعروف بالتشنج الوعائي عاملاً يؤثر الإقفار الدماغي الآجل على مستوى الوعي، ويمكن أن يؤدي إلى غيبوبة.
هو تراكم شاذ للسائل النخاعي في الدماغ، يشيع حدوثه بعد نزف تحت العنكبوتية بسبب تعطيلها لإنتاج وتصريف السائل النخاعي. ويمكن أن يزيد موه الرأس من الضغط ويسبب المزيد من تلف الدماغ.
يمكن أن تؤثر مجموعة من الظروف طويلة الأمد على الأشخاص بعد نزف تحت العنكبوتية. وتشمل هذه الظروف:
تحدث هذه الحالة بسبب التفريغ الكهربائي الشاذ في الدماغ ما يؤدي لحدوث نوبات متكررة من التشنج. وتنتج عادة أول نوبة متعلقة بنزف تحت العنكبوتية خلال السنة الأولى منذ حدوثها.
تحدث هذه المضاعفات عادة عندما يواجه الشخص صعوبات مع واحد أو أكثر من وظائف الدماغ، مثل الذاكرة، والتركيز، والتخطيط. تعود معظم الوظائف المعرفية إلى وضعها الطبيعي مع مرور الوقت، ولكن قد تستمر مشاكل الذاكرة.
تشمل هذه المضاعفات الشائعة، وطويلة الأمد لنزف تحت العنكبوتية مجموعة من المشكلات مثل الاكتئاب، واضطراب القلق.
يمثل علاج أم الدم الدماغية أفضل طريقة لمنع نزف تحت العنكبوتية، والذي قد لا يكون ممكناً في بعض الحالات بسبب صعوبة تشخيصها. وتعد هذه الخطوات الأكثر فعالية للحد من نزف تحت العنكبوتية الناتج عن أم الدم الدماغية مثل: الإقلاع عن التدخين، واتخاذ تدابير لمنع ارتفاع ضغط الدم مثل ممارسة التمارين بانتظام، وتناول الغذاء الصحي. والجدير بالذكر أن علاج أم الدم التي تمزقت، يمكن أن يساعد في منع عودة النزف.
وفقاً لخدمة الصحة الوطنية البريطانية، قد يموت حوالي 50٪ من المصابين، أو قد تسبب للمريض قصوراً في وظيفة الدماغ، وعلى الرغم من أن تشخيص المرضى الذين يعانون من نزف تحت العنكبوتية قد تحسن في السنوات القليلة الماضية.
يمكن أن يشفى المرض بشكل تام بعد العلاج، ويعتمد مدى تحسن الشخص المصاب بنزف تحت العنكبوتية على موقع وكمية النزف، والمضاعفات الناتجة، والعمر. وترتبط الأعراض الأكثر حدة بمآل مرض أكثر سوءاً.
نشرت المجلة البريطانية لطب الأعصاب وجراحة الجهاز العصبي والطب النفسي مراجعة تظهر أن الحدوث العام لنزف تحت العنكبوتية يشكل حوالي 9 لكل 100،000 شخص. وأن معدلات نزف تحت العنكبوتية الأعلى موجودة في اليابان وفنلندا، وترتفع مع تقدم السن.