Register with us and take advantage of our distinguished services
التهاب القولون التقرحي
نبذة عن المرض

يُعرف التهاب القولون التقرحي على أنه أحد أنواع داء الأمعاء الالتهابي، كما ويُعرف بكونه مرضاً مزمنا يؤدي لحدوث التهابات وتقرحات تصيب البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة أو القولون، كذلك فإنه يتميز بوجود تناوب لفترات من الاحتدام يكون فيها نشطاً وفترات أخرى من السكون يكون فيها قليل الأعراض أو بدون أعراض على الإطلاق، كما وتتراوح شِدة المرض من خفيفة إلى شديدة.

لم يتم تحديد السبب الدقيق وراء حدوث التهاب القولون التقرحي، لكن عوامل خطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي يُمكن أن تشمل على كل من: الاستجابة المناعية الشاذة التي يقوم من خلالها الجهاز المناعي بمهاجمة البكتيريا القاطنة في القولون بشكل خاطئ، وتاريخ العائلة مع المرض بالإضافة لعوامل بيئية مثل تلوث الهواء. كذلك فإن هناك عوامل محتملة أخرى يُمكنها أن تزيد من خطر الإصابة، منها استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرودية، ومضادات الحمل الفموية، بالإضافة لاستهلاك منتجات الحليب.  ولقد لوحظ وجود تغيرات تمس بُنية ووظيفة الجهاز المناعي عند المرضى المُصابون بالتهاب القولون التقرحي مثل وجود أضداد مضادات القولون، كما لوحظ أن الجهاز المناعي يقوم في النهاية بمهاجمة خلايا البطانة الداخلية للقولون؛ مما يؤدي لظهور السلائل الالتهابية.

يُعد الإسهال المُصاحب للدم والقيح وللإزعاج البطني على أنه العرض الأكثر شيوعاً عند مرضى التهاب القولون التقرحي. أما لتشخيص التهاب القولون التقرحي فإن المناظير تُعد الطريقة الأفضل والأكثر دقة للقيام بذلك، حيث تُستخدم طريقتين بالعادة، هُما: تنظير القولون والتنظير السيني المرن، كما وقد تؤخذ خزعة أحياناً من الأمعاء خلال التنظير وقد يأمر الطبيب بإجراء المزيد من الفحوصات الإضافية مثل فحوص الدم والبراز.

يهدف علاج التهاب القولون التقرحي لاحتواء الأعراض ولزيادة الفترة الواقعة بين احتدام الأعراض وتقليل شِدتها، حيث يبدأ العلاج بالعادة باستخدام أنواع مختلفة من الأدوية اعتماداً على شدة المرض، كما بالإمكان أن تُصبح الجراحة ضرورية بحالات محددة من المرض حين يكون شديداً جداً لدرجة التسبب بوقوع مضاعفات أو عندما لا يُظهر المريض استجابة عند استخدام الأدوية.

تشمل الأدوية المصروفة للمرضى الذين يُعانون من التهاب القولون التقرحي كلاً من الأمينوساليسيلات، والكورتيكوستيرويد، والأدوية المُعدلة للمناعة، بالإضافة للأدوية البيولوجية التي تُعرف أيضاً بمضادات عوامل نخر الورم. أما بالنسبة للإجراءات الجراحية فإنها تشمل استئصال المستقيم والقولون وفغر اللفائفي.

تشمل المضاعفات التي قد تنتج عن التهاب القولون التقرحي كل من ظهور الدم في البراز، وسوء الامتصاص، والجفاف، وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، بالإضافة لأمراض الكبد وتضخم القولون الذي ينتج عن اتساع القولون بسبب الالتهاب.  وتُعد الوقاية من التهاب القولون التقرحي أمراً شبه مستحيل والسبب بذلك يرجع أساساً إلى الجهل بمسببه. أما عند المرضي الذين يُعانون أصلاً من المرض فإن الوقاية تشمل على منع حدوث نوبات مستقبلية للمرض عن طريق المحافظة على أخذ العلاج الفعال. ويُمكن كذلك تخفيف شِدة أعراض المرض عن بعض المرضى عن طريق تجنب أنواع أطعمة معينة مثل منتجات الألبان، والقهوة، والأطعمة المُبهرة، والكحوليات على الرغم من أنه لم يُشار إلى عد العوامل الغذائية كمسبب لنوبات احتدام المرض.

يُصنف المآل العام للمرضى المُصابين بالتهاب القولون التقرحي على أنه جيد، بينما يتواجد هناك مرضى سيُعانون من ارتفاع خطر الوفاة بالمرض، مثل أولئك الذين يعانون من نوبات احتدام مرضية حادة وشديدة، وأولئك الذين يُعانون من التهاب موسع في الأمعاء الغليظة، والمرضى الكبار بالسن، بالإضافة لأولئك الذين أصيبوا بمرض كبدي وأولئك الذين أصيبوا بسرطان القولون. كذلك فإنَّ المرضى الذين تطور عندهم المرض لحد وجوب إجراء تدخل جراحي لهم، سيُعانون من معوقات نفسية واجتماعية على إثر التعايش مع إجراء عملية فغر اللفائفي أو الجيبة اللفائفية الشرجية.

التعريف

يُعد التهاب القولون التقرحي مرضاً مُزمناً ويؤثر على الأمعاء الغليظة أو القولون، كما ويُصنف كنوع رئيسي من أنواع داء الأمعاء الالتهابي، إذ يتسبب التهاب القولون التقرحي بحدوث التهاب وظهور للتقرحات على البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة منتجاً دم أو قيح، كذلك فإن هذا المرض يتميز بوجود تناوب لفترات من الاحتدام يكون فيها نشطاً وفترات أخرى من السكون يكون فيها قليل الأعراض أو بدون أعراض على الإطلاق.

الأنواع الفرعية

يمتلك التهاب القولون التقرحي درجات عديدة من الشِدة، حيث يُصنف حسب الشدة إلى:

  • التهاب القولون التقرحي الخفيف: يُسمى هذا النوع أحيانا بالتهاب المُستقيم التقرحي حيث يتميز بحدوث نزف مُستقيمي مصحوباً بالحاجة للتبرز أقل من أربع مرات باليوم الواحد.
  •  التهاب القولون التقرحي المُعتدل: يتميز هذا النوع بحدوث نزف مُستقيمي مصحوباً بالحاجة للتبرز أكثر من أربع مرات باليوم الواحد.
  • التهاب القولون التقرحي الشديد: يتميز هذا النوع بحدوث نزف مُستقيمي مصحوباً بالحاجة للتبرز أكثر من أربع مرات باليوم الواحد بالإضافة لحدوث اعتلال مجموعي يُصيب الجسم كُله مُرافقاً لحدوث انخفاض شاذ بمستوى الالبومين الذي هو عبارة عن بروتين يُجد في الدم.
الأسباب

ما زال السبب الدقيق الذي يقف وراء التهاب القولون التقرحي غير محددٍ، لكن الباحثين يعتقدون أن هناك ثلاثة عوامل على علاقة بالإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي، وهذه العوامل هي: الاستجابة المناعية الشاذة بالإضافة لعوامل جينية وعوامل بيئية سيتم شرحها بمزيد من التفاصيل تحت عنوان عوامل خطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي.

عوامل الخطر

تشمل العوامل التي يُمكنها أن تلعب دوراً في التسبب بحدوث التهاب القولون التقرحي  على كلاً من:

  • الاستجابة المناعية الشاذة: يوجد العديد من النظريات المختلفة فيما يتعلق بالدور الذي يلعبه الجهاز المناعي في التسبب بحدوث التهاب القولون التقرحي، حيث تنص أحد هذه النظريات على قيام الجهاز المناعي بتحديد خاطئ للبكتيريا القاطنة في القولون على أنها عدوى وجب التخلص منها؛ مما يقود لمهاجمتها والتسبب بحدوث التهاب في القولون وفي المُستقيم.

هناك أيضاً نظرية أخرى تنص على وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية تقوم بدفع الجهاز المناعي للعمل بدون توقف حتى بعد القضاء على العدوى؛ مما يُسبب التهاباً مُستمراً للأمعاء الغليظة. 

  • عوامل جينية: تظهر العوامل الجينية كلاعب لدور أساسي في زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب القولون التقرحي من بعد إدراك كون المرض شائعاً أكثر عند الأشخاص الذين لديهم تاريخاً عائلياً مع المرض. كذلك فإن دراسات جينية مُعينة قامت بالكشف عن وجود جينات مُعينة تقود لجعل الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب القولون التقرحي.
  • عوامل غذائية: لم يُثبت الدور الذي تلعبه العوامل الغذائية بالتسبب بظهور أعراض مرض التهاب القولون التقرحي لكن التغييرات الغذائية قد تُساعد بعض المرضى على تقليل أعراضهم.

كذلك فقد تم تحديد ربط زيادة استهلاك منتجات الألبان وتقليل استهلاك الغذاء منخفض الألياف مع ارتفاع خطر حدوث انتكاسة مرضية.

يُشته ايضاً بلعب دور للأطعمة الغنية بالكبريت التي تحتوي على كميات كبيرة من الأحماض الأمينية الغنية بالكبريت، في زياد احتمالية حدوث انتكاسة مرضية مثل اللحوم الحمراء، والسمك، والمكسرات، والجبنة، والحليب، والكحوليات، والبيض.

  • عوامل أخرى: قامت بعض الدراسات بالتركيز على كون بعض العوامل البيئية المُحددة كتلوث الهواء قد يجعل الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب القولون التقرحي لكن الخطر يبقى منخفضاً.

يُمكن كذلك لعوامل أخرى أن تُسبب ارتفاعا طفيفاً على خطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، مثل:

  • استعمال مضادات الالتهاب اللَاستيرويدية
  • عدم الاستهلاك الكافي لمضادات التأكسد، بالأخص فيتامين "أ" وفيتامين "ه"
  • التوتر.
  • استعمال منتجات الألبان.
  • استعمال المضادات الحيوية.
  • استعمال موانع الحمل عن طريق الفم.
  • استهلاك الأغذية ذات المُستوى المُرتفع من الدهون.
  • العُمر، حيث بالعادة ما يُصيب التهاب القولون التقرحي الأشخاص بعمر ما بين الـ 15 و30 بالإضافة للأشخاص الأكبر من 60 سنة.
فيسولوجية المرض

لوحظ وجود تغييرات عديدة فيما يتعلق ببنية ووظيفة الجهاز المناعي عند المرضى المُصابين بالتهاب القولون التقرحي حيث تتجمع المجموعات الفرعية للخلايا التائية في الصفيحة المخصوصة للجزء المُتضرر من القولون، كما تُعرف الصفيحة المخصوصة بكونها طبقة رقيقة من النسيج الضام الموجود تحت الظهارة لِتقوم مع الظهارة بتشكيل النسيج المخاطي.

تُعد هذه الخلايا التائية على أنها سامة للخلايا ظهارة القولون عند المرضى المُصابين بالتهاب القولون التقرحي، مما يُسبب زيادة بعدد الخلايا البائية وخلايا البلازما مؤديا كذلك لزيادة تصنيع اضداد الغلوبين المناعي "جي" والغلوبين المناعي "أي".

كما تم ضبط وجود اضداد مضادات القولون عند المرضى المُصابين بالتهاب القولون التقرحي، بالإضافة لوجود اضداد للعضلات الملساء واضداد لمضادات هياكل الخلايا عند عدد قليل من المرضى المُصابون بالتهاب القولون التقرحي.

يقوم مرضى التهاب القولون التقرحي غير المُعالجين بإظهار علامات التهاب القولون النشط الذي هو عبارة عن التهاب البطانة الداخلية للقولون الذي تقوم عنده العدلات التي هي خلايا مرتبطة بالجهاز المناعية، بغزو ظهارة خلايا الغُدد المعوية التي تُسمى أيضاً بخَبايا ليبركون، كما يُمكنها التجمع في لُمعة او الفراغ الداخلي لهذه الخلايا.

تؤدي هذه الاجتياحات إلى حدوث تغيرات على بُنية خلايا الغُدد المعوية بعد مرور فترة زمنية معينة، حيث تشمل هذه التغيرات على:

  • تقصير الخبايا الذي يحدث عن طريق وجود فراغ بين الحافة العلوية للصفيحة المعوية وأسفل الخبايا
  •  اختلافات تتعلق بحجم وشكل الخبايا بالإضافة لفصل قاعدة الخبايا عن الغشاء المخاطي.

بالإضافة لهذه التغيرات المجهرية فإن الخلايا الكأسية المعدية سوف تقوم إخراج المخاط.

يحدث أيضاً تآكل أو تقرح للغشاء المخاطي في الأمعاء عند المرضى المُصابين بالتهاب القولون التقرحي النشط، حيث يقوم النسيج الحُبيبي بتغطية المناطق المتقرحة بفضل كونه عبارة عن تشكيل من النسيج ضام يقوم بتغطية سطوح الجروح كجزء من عملية الشفاء، كذلك فإن تأكل النسيج المخاطي للأمعاء بالإضافة لوجود كمية مفرطة من النسيج الحُبيبي ستتسبب بتشكيل للسلائل الالتهابية التي تُسمى أيضاً بالسلائل الكاذبة.

العلامات والأعراض

عرف التهاب القولون التقرحي بكونه مرضاً مُترقياً أو تدريجياً، حيث يبدأ خفيفاً بالعادة ليتطور ليُصبح أكثر شِدة مع مرور الوقت، كما وتتراوح شِدة المرض من خفيفة إلى شديدة بالاعتماد على جزء القولون المُتضرر.

يقوم المرضى المُصابون بالتهاب القولون التقرحي بإظهار علامات وأعراض، التالي عبارة عن أكثر هذه العلامات والأعراض شيوعاً:

  • الإسهال المُصاحب لوجود دم وقيح.
  • الشعور بانزعاج بالبطن.

يُمكن لأعراض أخرى أن تشمل على كل من:

  • الزحير، الذي يظهر أحياناً ويكون عبارة عن الرغبة المُلحة للذهاب للحمام لإفراغ الأمعاء.
  • عدم القدرة على إفراغ الأمعاء على الرغم من الحاجة لذلك.
  • فقدان الوزن.
  • التعب.
  • الغثيان وفقدان الشهية.
  • فقر الدم.

يُمكن كذلك ذِكر أعراض أقل شيوعاً، مثل:

  • ألم أو وجع بالمفاصل.
  • تهيج العين.
  • طفح جلدي محدد.

يتخذ التهاب القولون التقرحي مساراً خاطفاً عند 10% من الأشخاص حيث يظهر بشكل مفاجئ وشديد لِيعاني الأشخاص من أعراض شديدة شاملة لـ:

  • ألم شديد وتشنجات في البطن.
  • جفاف شديد يكون أكثر عُرضة للظهور عند الكبار بالسن.
  • حُمى.
  • إسهال شديد.
  • كثرة الكريات البيض التي هي عبارة عن زيادة لمجموع خلايا الدم البيضاء في الجسم.
  • تمدد البطن نتيجة لحدوث تورم.
التشخيص

يتم تشخيص التهاب القولون التقرحي باستعمال التاريخ الطبي للمريض، والفحص البدني، بالإضافة للفحوصات المخبرية المناظير لفحص الأمعاء الغليظة.

  • التاريخ الطبي للمريض: يسأل الطبيب عن وجود تاريخ للعائلة مع مرض التهاب القولون التقرحي، ويسأل عن الأعراض التي يُعاني منها المريض مثل كيفية بدايته، كما قد يسأل عن المشاكل الصحية التي يُعاني منها المريض حالياً بجانب المشاكل لصحية التي عانى منها في الماضي، بالإضافة للأدوية الني يأخذها المريض.
  • الفحص البدني: يقوم الطبيب خلال إجراء الفحص البدني بفحص البطن في محاولة للعثور على أي تمدد أو ألم أو إيلام.
  • الفحوصات المخبرية: يُمكن للفحوصات المخبرية مثل فحوصات الدم والبراز أن تُساعد في تشخيص التهاب القولون التقرحي، حيث يتم أخذ عينة دم من المريض لفحص وجود علامات دالة على الالتهاب أو العدوى أو فقر الدم، أو انخفاض مستولى بروتين الالبومين الذي يُعد كعلامة على التهاب القولون التقرحي الشديد.

كذلك يُمكن فحص عينة الدم بحثاً عن الوسمات المناعية التي هي اضداد محددة ترتبط غالباً مع التهاب القولون التقرحي. كما يتم العمل بفحوصات البراز من أجل استبعاد أسباب محتملة أخرى للأمراض المعدية المعوية مثل العدوى.

  • المناظير: تُعد المناظير أفضل وأكثر الطرق لتشخيص التهاب القولون التقرحي. الطريقتين الأكثر استعمالا هُما:
  • التنظير السيني المرن: يقوم الطبيب عند إجراء هذا النوع من التنظير بتمرير أنبوب مرن وضيق يحتوي على ضوء وكاميرة من خلال المُستقيم من أجل النظر إليه من الداخل بالإضافة للجزء السُفلي من القولون، كما يُمكن أخذ خزعة خلال إجراء التنظير السيني المرن، ويُمكن أيضا لطبيب أن يبحث عن أي مؤشرات لوجود أمراض معوية مثل وجود أنسجة متهيجة ومتورمة، وتقرحات، وسلائل. 
  • تنظير القولون: يُستخدم تنظير القولون للنظر داخل المُستقيم والقولون، كما يُمكن أخذ خزعة خلال إجرائه بالإضافة لتمكيين الطبيب من تحديد وجود انسجة متهيجة او متورمة، وسلائل، وتقرحات، وحتى سرطانات.
  • أخذ خزعة: يُعد القيام بأخذ خزعة أمراً مفيداً لتأكيد وجود المرض عن طريق فحص التغيرات المجهرية للخلايا المعوية من أجل ملاحظة شِدة المرض، ورصد تطور المرض، بالإضافة للكشف عن وجود خلل التنسج الذي هو حالة سابقة للسرطان، أو للكشف عن السرطان.
المعالجة

لم يتم إيجاد علاج طبي فعال لعلاج التهاب القولون التقرحي بينما تتركز العلاجات الموجودة على مُعالجة الأعراض، وزيادة مدة الفترة الواقعة بين فترات احتدام اعراض المرض والتخفيف من شدتها. يُمكن للخيارات العلاجية أن تشمل:

  • الأدوية: تُستخدم الأدوية من أجل التحكم بأعراض المرض وتحسين جودة حياة المريض، حيث يُمكن لهذه الأدوية أن تشمل على كل من:
  • الأمينوساليسيلات: يُمكن لهذه الأدوية أن تُنظم الالتهاب كما يتم استخدامها بالغالب لعلاج الأشخاص الذين يُعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة. أمثلة عليها قد تشمل:
  1. أولسالازين
  2. بالسالازيد
  3. سلفاسالازين
  4. ميسالاماين
  • الكورتيكوستيرويد: تُساعد هذه الأدوية على تقليل نشاط الجهاز المناعي مما يقود لتخفيف الالتهاب، حيث توصف غالباً للمرضى الذين لم يُظهرا استجابة للأمينوساليسيلات أو للذين يُعانون من أعراض شديدة. أمثلة عليها تشمل:
  1. بودسونيد
  1. بريدنيزون
  2. هيدروكورتيزون
  3. ميثيل بريدنيزولون
  • الأدوية المُعدلة للمناعة: يُمكن لهذه الأدوية أن تقلل من نشاط الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تخفيف حدة التهاب القولون، حيث توصف غالباً للمرضى الذين لم يُظهروا استجابة للأمينوساليسيلات. أمثلة عليها تشمل:
  1. مركابتوبورين -6
  2. آزاثيوبرين
  • الأدوية الحيوية: تقوم هذه الأدوية باستهداف عامل نخر الورم الذي هو عبارة عن بروتين يُصنعه الجهاز المناعي، فتقوم بإلغاء مفعوله مما يؤدي إلى تقليل الالتهاب الواقع في الأمعاء الغليظة. أمثلة عليها تشمل:
  1. إنفليكسيماب
  2. أداليموماب
  3. فيدوليزوماب
  4. غوليموماب

يُمكن أيضا استعمال ادوية أخرى لعلاج مرضى التهاب القولون التقرحي، مثل:

  • أسيتامينوفين: يُستعمل هذا الدواء غالباُ لعلاج الألم الخفيف، على أي حال من الواجب العلم أن على مرضى التهاب القولون التقرحي أن لا يستعملوا الإيبوبروفين، والنابروكسين، والأسبرين؛ لأن بإمكان هذه الأدوية أن تزيد من حِدة الأعراض لا تقليلها.
  • لوبيراميد: يُساعد هذا الدواء على تقليل أو أيقاف الإسهال لكن يجب ألا يُستعمل عند المرضى الذين يُعانون من التهاب القولون التقرحي نشط جداً.
  • سيكلوسبورين: يُمكن لهذا الدواء أن يُستعمل لعلاج الأشخاص الذين يُعانون من التهاب القولون التقرحي شديد جداً.
  • المُضادات الحيوية.
  • الجراحة: يُعد الخيار الجراحي خياراً علاجياً شافياً لمرض التهاب القولون التقرحي، حيث بالإمكان استعمال طريقتين جراحيتين لعلاج التهاب القولون التقرحي، هُما:
  • استئصال المُستقيم والقولون وفغر اللفائفي: تتم عملية استئصال المُستقيم والقولون لاستئصال القولون كاملاً بالإضافة للمُستقيم، وكنتيجة لاستئصال القولون فإن الجراح سيقوم بخلق فتحة في البطن تفتح على جزء من اللفائفي الذي هو جزء من الأمعاء الغليظة عبر عملية فغر اللفائفي. يتم بعد ذلك ربط هذه الفتحة مع جيبة أو كيس خارجي بالإمكان إزالته، حيث تُفرغ محتويات الأمعاء خلال الفغرة أو الفتحة لتصُب وتتجمع في الكيس الخارجي بدلاً من المرور نحو الشرج لتصبح عملية فغر اللفائفي دائمة لا يُمكن إزالتها.
  • استئصال المُستقيم والقولون وعملية مستودع اللفائفي -الشرج: تتم عملية استئصال المُستقيم والقولون لاستئصال القولون كاملاً بالإضافة للمُستقيم، كما يتم هنا خلق جيبة أو كيس داخلي لتصل من اللفائفي حتى الجزء السُفلي من المُستقيم، للسماح للفضلات بالتخزين في الجيبة ثم مغادرة الجسم عن طريق فتحة الشرج. تُسمى عملية مُستودع اللفائفي –الشرج بأسماء أخرى مثل الجيبة الحوضية، وجيبة "جا"، أو الجيبة اللفائفية الشرجية.
المضاعفات

يؤدي التهاب القولون التقرحي إلى العديد من المضاعفات، منها:

  • نزيف من المستقيم أو ظهور الدم بالبراز: يُمكن للتقرحات الموجودة على بطانة الأمعاء أن تفتح وتنزف، مما يؤدي لظهور فقر للدم، لكن النزيف من النادر أن يكون شديداً.
  • سوء الامتصاص والجفاف: يؤدي التهاب البطانة المعوية لجعل الخلايا أقل قُدرة على امتصاص السوائل والمواد الغذائية، بالإضافة لدور الإسهال في ذلك.
  • تخلخل أو هشاشة العظام: يُمكن أن يؤدي استهلاك بعض الأدوية التي تُستعمل لعلاج التهاب القولون التقرحي مثل الكورتيكوستيرويد لظهور مرض تخلخل العظام، كما يُمكن للتغييرات الغذائية مثل تجنب منتجات الألبان أن تُثير أعراض تخلخل العظام عند بعض الأشخاص.
  • تضخم القولون: يُعد ظهور هذه الحالة نادراً حيث تحدث عندها تورم وإيقاف لعمل الأمعاء نتيجة لحدوث التهاب. يُعد كذلك تضخم القولون السُمي التهاباً حاداً ومهدداً للحياة يُصيب الأمعاء الغليظة ويتطلب تدخلاً جراحياً طارئاً.
  • التهاب الطرق الصفراوية المصلب البدئي: تُعد هذه المُضاعفة نادرة الحدوث، حيث يحدث عندها التهاب وضرر تدريجي يُصيب القناة الصفراوية.
  • التهاب أعضاء أخرى في الجسم: يُمكن في هذه الحالة ان يتسبب الجهاز المناعي بحدوث تقرحات في بطانة الفم، والتهاب في المفاصل والعيون، بالإضافة للجلد.
  • ضعف النمو والتطور عند الأطفال: يُمكن للاتهاب القولون التقرحي ولبعض من علاجاته أن تؤثر على النمو وتأخر سن البلوغ.
  • زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون: يحدث ذلك بشكل خاص عند الذكور، كما يحدث أيضا بحالات أخرى مثل: إذا كان المريض يُعاني من التهاب القولون التقرحي النشط، أو إذا كان المرض يؤثر على كامل القولون أو استمرَّ لـ 8 سنوات أو أكثر، أو إذا كان المريض يُعاني من التهاب الأقنية الصفراوية المُصلب.
  • مضاعفات أخرى: يُمكن لهذه المضاعفات أن تشمل أمراض الكبد وزيادة خطر الإصابة بتخثرات الدم.

يُمكن عند القيام بالجراحة لعلاج التهاب القولون التقرحي أن يؤدي إلى ظهور العديد من المضاعفات، منها:

  • سلس البراز: يحدث ذلك عند مرور البراز الصلب أو السائل أو المخاط بغير قصد من المُستقيم.
  • العقم عند النساء.
  • التهاب الجيبة: يُعرف ذلك بأنه التهاب أو تهيج الجيبة اللفائفية الشرجية.
  • العدوى.
  • تسريب التفاغر: يحدث ذلك عند حدوث تسريب مكان التصاق اللفائفي مع المُستقيم.
  • الخراج.
  • الخلل الجنسي.
  • انسداد الأمعاء الدقيقة.
الوقاية

يُصبح من شبه المُستحيل أن تتم الوقاية عند الأخذ بعين الاعتبار أن سبب حدوث التهاب القولون التقرحي غير معروف، لكن وعلى أي حال فإنَّ بإمكان الوقاية أن تشمل تجنب حدوث فترات احتدام المرض عن طريق المحافظة على العلاج الفعال عند المرضى المُصابين بالتهاب القولون التقرحي، كما يُمكن للأدوية المُستخدمة لعلاج المرض بجانب الكورتيكوستيرويد أن تُساهم بمنع حدوث نوبات مُستقبلية للمرض.

ينصح الأطباء المرضى بالمحافظة على وجود يومية أو مُذكرة لتسجيل أسماء الأطعمة التي تُساعد أو التي تزيد من حِدة أعراض المرض، كما يُمكن لنصائح غذائية أخرى أن تشمل الحد من استهلاك منتجات الألبان، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهن، وتقليل الألياف عن طريق الحد من أطعمة مثل الملفوف والقرنبيط، وتجنب الكحوليات والأطعمة المُبهرة والقهوة، بالإضافة لشرب كميات كبيرة من الماء. ويُمكن للتوتر أن يلعب دوراً في التسبب بحدوث نوبات من التهاب القولون التقرحي لذلك فإنَّ طُرق إدارة التوتر، مثل: ممارسة التمارين، والاسترخاء، وممارسة أساليب التنفس المختلفة قد يُمكنها تقليل فرص حدوث فترات احتدام للمرض.

مآل المرض

يُصنف المآل العام للمرضى المُصابون بالتهاب القولون التقرحي على أنه جيد، وتعتمد النتيجة النهاية للمرض على معدل انتكاسة المرض أو عودته وعلى المضاعفات التي قد تنشأ عنه، كما يزيد خطر الوفاة بالمرض عند أولئك الذين يعانون من نوبات احتدام مرضية حادة وشديدة، وأولئك الذين يُعانون من التهاب موسع في الأمعاء الغليظة، والمرضى الكبار بالسن، بالإضافة لأولئك الذين أصيبوا بمرض كبدي وأولئك الذين أصيبوا بسرطان القولون.

يتراوح المسار السريري أو المرضي للمرض من حد كونه غير فعال حيث يكون هناك فترات طويلة خالية من حدوث احتدام للمرض إلى حد كونه خاطفاً حيث يكون شديداً ومفاجئاً. يُمكن للمرض أن يزيد سوءاً مع مرور الوقت عند خُمس المرضى على الرغم من تلقي العلاج، بينما يستجيب المرض للعلاج عند غالبية المرضى ويُصبح غير فعال أو متقطع الفاعلية على الأقل.

على الرغم من التحسين الواقع على الصحة العامة للمرضى وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولوني المُستقيمي، فإنَّ عملية استئصال القولون تقوم بفرض قيود على الواقع الاجتماعي والنفسي عند المرضى الذين يتعايشون مع عملية فغر اللفائفي أو الجيبة اللفائفية الشرجية.

انتشار المرض

وفقاً لِمُراجعة نُشرت في المجلة الأمريكية " طب الجهاز الهضمي"، فإنَّ انتشار مرض التهاب القولون التقرحي في أوروبا كان 505 لكل 100,000 شخص، بينما كان 249 لكل 100,000 شخص في أمريكا الشمالية.

كذلك فإن المرض كثيراً ما يؤثر على غير المدخنين منه عند المدخنين.

we would recommend you for today
سماء صافية
33.1°
Weather Temp
استخدم كريم واقي من الشمس وارتد نظارات شمسية للوقاية من أشعة الشمس الضارة